طرابلس (وكالات) تقول السلطات الليبية إن عشرات الأشخاص قتلوا وأصيب مئات آخرون هذا الأسبوع في اشتباكات بين المليشيات المتصارعة في العاصمة، طرابلس. واندلعت الاشتباكات، الإثنين، في الضواحي الجنوبية للمدينة. وقال سكان محليون "لبي بي سي "إن عددا من الأسر لا تزال عالقة بسبب الاستخدام العشوائي للأسلحة الثقيلة، من بينها الصواريخ والدبابات والرشاشات المضادة للطائرات. ويقول مراسل بي بي سي في شمال افريقيا إن العاصمة، طرابلس، تشهد الآن إحدى أسوأ المعارك المتواصلة بين المليشيات المتصارعة منذ عام 2014. وحث سفراء فرنساوإيطاليا وبريطانيا في ليبيا، في بيان مشترك، الجماعات المسلحة على الدخول في حوار سلمي. وقد غرقت ليبيا في الفوضى والصراع المسلح بين جماعات متنافسة منذ الانتفاضة التي دعمها حلف شمالي الأطلسي للاطاحة بحكم الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي عام 2011. ويرى عدد من الدول أن استقرار ليبيا ضرورة لمواجهة تهديدات "إرهابية". وثمة آمال بأن يساعد ذلك في التعامل مع مشكلة الهجرة غير القانونية التي تأتي إلى أوروبا عبر ليبيا. احتجاز مئات المهاجرين وقال موظف إغاثة طلب عدم الكشف عن اسمه إن قرابة 400 شخص تُركوا دون طعام فى مركز احتجاز فى عين زارة تديره الحكومة المدعومة من الأممالمتحدة. ويقع مركز عين زارة فى جنوبطرابلس وهو جزء من شبكة منشآت حكومية تحتجز فيها ليبيا مهاجرين اعترض خفر السواحل طريقهم للوصول إلى إيطاليا فى زوارق بمساعدة مهربين للبشر. وقال موظف الإغاثة "هناك نحو 400 شخص محاصرون فى مركز عين زارة بينهم 200 رجل و200 امرأة و20 طفلا تقل أعمارهم عن خمس سنوات دون طعام ولا ماء و فر حراس المركز بسبب الاشتباكات الحالية فى المدينة". وأفاد مصدر فى منظمة دولية بأن حوالى 1500 مهاجر كانوا محاصرين فى بادئ الأمر فى ثلاثة مراكز للاحتجاز، وفر بعضهم فيما نقل الآخرون إلى مراكز احتجاز فى مناطق أكثر أمنا. ولم يصدر تعليق حتى الآن عن حكومة الوفاق الوطنى المعترف بها دوليا والمسؤولة رسميا عن ليبيا لكنها لا تسيطر بالكامل حتى على العاصمة. وقال سكان إن اشتباكات أخرى تدور فى أنحاء عديدة من طرابلس اليوم الأربعاء بما فى ذلك منطقة مطار طرابلس الدولى التى أغلقت عام 2014 بسبب القتال بين جماعات مسلحة فرنسا تؤكد تحمّلها المسؤولية التاريخية لعودة الاستقرار إلى ليبيا من جانبه أكد وزير الخارجية الفرنسى جون ايف لودريان، الأربعاء، أن بلاده تتحمل مسؤولية تاريخية ولديها مصلحة فى عودة الاستقرار إلى ليبيا، الذى يعد هدفا رئيسيا، مشيرا إلى قيامه من هذا المنطلق بثلاث زيارات إلى ليبيا. وأبرز لودريان، فى كلمته أمام مؤتمر سفراء فرنسابباريس-جهود بلاده فى الملف الليبى ودعمها بالتعاون مع شركائها ودول المنطقة لعمل مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، واصفا اجتماع باريس فى 29 ماي بغير المسبوق لجمعه الأطراف الأربعة الأبرز فى المشهد الليبى والذين كانوا لا يعترفون ببعضهما البعض. واعتبر وزير الخارجية الفرنسى أن تسجيل ثلاثة ملايين ليبى لأسمائهم على القوائم الانتخابية يمثل فى الوقت نفسه أملا ونداء لا بد من سماعه، مؤكدا مجددا دعم باريس لغسان سلامة للمضى قدما فى هذا الاتجاه بالإضافة إلى دعمها المالى للتحضير للانتخابات. ولفت لودريان إلى انه بالرغم أن الأمور لم تحل بعد إلا أنه بات هناك خطة وسيناريو للخروج من الأزمة، مشددا على أن هذه الخطة ليست موجهة ضد أحد و تصب فى مصلحة الجميع سواء الأوروبيين أو دول جوار ليبيا.