الكل يعلم ان بلدية صفاقس اجبرت على غلق المسرح اليتيم بمدينة المليون نسمة بناء على تعليمات من الحماية المدنية والسلطات الامنية على اساس وانه وصل في وقت من الاوقات الى وضعية تتطلب التدخل حتى لا تحصل كوارث بشرية اقثناء احدى الحفلات او التظاهرات التي يحتضنها بانتظام.. نقول اجبرت لان القرار اتخذ وقد كانت المدينة على عتبة احتضان تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016 و لا يعقل ان تظهر المدينة بهذا الوجه اثناء توافد البعثات العربية عليها... ولم يكن أمام المشرفين على التظاهرة من حل سوى الاستنجاد بالمركب الثقافي محمد الجموسي الذي احتضن العديد من الحفلات التونسية والعربية التي أقيمت بالمناسبة. وضعية تتطلب اموالا طائلة وحال قيام الخبراء بزيارة الى المسرح البلدي فوجئوا بوضعيته الكارثية المنذرة بالسقوط اذا لم تتول سلطات الاشراف اعادة تهيئته من جديد وهو الذي مر على بنائه اكثر من ثلاثة ارباع القرن ويبدو ان الكهف السفلي اثر على مكوناته على اساس وانه يستقبل كميات هامة من سيول الامطار متى نزلت وقد تطلبت الدراسات الفنية والمادية ضرورة رصد حوالي 5 مليارات لاعادة تهيئته على قواعد علمية سليمة مع المحافظة على مكوناته التاريخية والحضارية وطبعا عجزت البلدية عن توفير هذا المبلغ فاستنجدت بوزارة الاشراف وحتى برئاسة الحكومة وقد تلت انذاك وعودا في الغرض ولكنها ظلت حبرا على ورق الى حد الان وهذا يعني ان المبلغ الهام الذي رصدته البلدية والمقدر بنحو ثلاثة مليارات ونصف لن يكفي للقيان بالاشغال على النحو المطلوب لذلك سيقتصر الامر على انجاز المكونات الاساسية التي تمكنه من العودة للنشاط و احتضان الحفلات لان مدة الغلق تجاوزت الثلاث سنوات!!! ومن ناحيتنا سعينا للوقوف على حقيقة الامر فاتصلنا برئيس البلدية منير اللومي الذي اكد حرص المجلس البلدي على اعادة الحياة لهذا المعلم الحضاري والثقافي قبل نهاية السنة الإدارية ليصبح وظيفيا بالشكل المطلوب وسوف تواصل البلدية مساعيها لدى وزارة الاشراف و الوزارة الاولى من اجل ان تفي بتعهداتها حتى يتسنى لها القيام بكل الاشغال التي اقرتها الدراسات العلمية الدقيقة والمؤهلة ليصبح انجازا تفتخر به عاصمة الجنوب والبلاد بصفة عامة.