قال جلال غديرة القيادي المستقيل من حركة نداء تونس والنائب عن كتلة الائتلاف الوطني الجديدة إنه ينتظر من رئيس الجمهورية أن يعلن في حواره التلفزي المرتقب عن دعمه لحكومة يوسف الشاهد، وأن يدعو الى مساندتها. وأضاف غديرة في تصريح ل«الصباح» أنه ليست لديه أي فكرة عما سيقوله رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي لكنه ينتظر منه اعلانا عن مساندة الحكومة.. وعن ماذا لو أعلن قائد السبسي عن نيته تفعيل الفصل 99 من الدستور أي مطالبة مجلس نواب الشعب بالتصويت على الثقة في مواصلة الحكومة لنشاطها؟ أجاب غديرة عن هذا السؤال بكل ثقة في النفس بأن الحكومة ستجد في هذه الصورة دعما برلمانيا يتجاوز 109 أصوات.. وأضاف: «هذا أمر مؤكد». وأردف النائب الذي ترشح في الانتخابات التشريعية لسنة 2014 على رأس قائمة «نداء تونس» بالمنستير وحاز على أكثر من 104 آلاف صوت وعرف طيلة الدورات البرلمانية الاربع السابقة بانضباطه التام داخل كتلة النداء، أن كتلة «الائتلاف الوطني» مرشحة حاليا لكي تصبح الكتلة الثانية في مجلس نواب الشعب وذلك بالنظر الى الاستقالات الجديدة من كتلة حركة «نداء تونس» المقدمة من قبل عدد من النواب والتي تم إيداع بعضها بصفة رسمية لدى مكتب الضبط بمجلس نواب الشعب. وباستفساره عن مدى التقدم في المشاورات المتعلقة بتشكيل حزب سياسي يقوده يوسف الشاهد، أجاب غديرة أن هذه المشاورات مازالت على مستوى فردي، وبين أنه هو الذي بادر بطرح هذا الموضوع، وتبين أن هناك من بين نواب الكتلة من يتفقون معه في الرأي، لكن هناك من عارضوه أيضا، وهناك من لم يبدوا أي موقف، وبعد التشاور والتروي تقرر أن لا يقع الخوض في موضوع الحزب الجديد في الوقت الراهن إطلاقا، وتقرر تأجيل الحديث عنه الى ما بعد تاريخ 2 اكتوبر القادم وهو الموعد الرسمي لتركيز كتلة «الائتلاف الوطني» ككتلة جديدة داخل مجلس نواب الشعب. وقال غديرة :»أنا شخصيا أرى أنه من الأفضل تكوين جزب جديد، فأنا مقتنع بهذه الفكرة وسأطرحها للنقاش بعد الثاني من أكتوبر المقبل، واذا وجدت فكرتي قبولا سنتعمق في دراستها وسنناقش مختلف المراحل اللاحقة سواء تعلق الأمر بالمؤتمر أو بالاستعدادات للانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة». وردا على سؤال حول مدى انخراط يوسف الشاهد رئيس الحكومة في توجه تكوين الحزب الجديد، نفى غديرة نفيا قاطعا علم رئيس الحكومة بهذا الأمر، وبيّن أن هذا الموضوع لم يقع طرحه بتاتا على الشاهد. ولم يبد غديرة تعصبا في التمسك بفكرة تكوين حزب جديد، وأكد أنه في صورة التوصل الى رؤى أخرى يطرحها القياديون أو النواب فإنه منفتح على كل الأفكار ويعتبر أن كل فكرة قابلة للنقاش. وعن أولويات كتلة «الائتلاف الوطني»، تحدث غديرة بإيجاز ولخصها بشيء من الدقة في ما يلي: قانون المالية وميزانية الدولة لسنة 2019. تركيز المحكمة الدستورية الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تنظيم الانتخابات البلدية في مواعيدها إنجاز الاصلاحات الكبرى في أقرب وقت وبخصوص استحقاق 2019، ذكر غديرة أن الكتلة ستسعى بكل جهودها إلى تذليل الصعوبات لكي يتم تنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية في موعدها. وعن رأيه في ما تم تداوله خلال الأيام القليلة الماضية من أخبار حول نية الحكومة رفع الدعم، عبر غديرة عن رفضه لجعل رفع الدعم هدفا في حد ذاته، وفسر أن رفع الدعم ليس هو الهدف المنشود، فالمطلوب -على حد قوله- توفير الرعاية الاجتماعية وتحسين المقدرة الشرائية للتونسيين، وقبل أن تطرح مسألة رفع الدعم عن المواد الأساسية يجب على الحكومة ان تكون لها استراتيجية كاملة لضمان الرعاية الاجتماعية ولتحسين المقدرة الشرائية للمواطنين وللعناية بالفئات الضعيفة ومحدودة الدخل، وعليها أن تدرس الاجراءات الممكن اتخاذها للتقليص من الضغط المسلط على صندوق الدعم بعمق. العمل ثم العمل ردا عن سؤال حول موقف كتلة «الائتلاف الوطني» من القرار الذي اتخذته الهيئة الادارية للاتحاد العام التونسي للشغل يوم الخميس الماضي والقاضي بالدخول في اضراب في القطاع العام كامل يوم 24 أكتوبر القادم، والدخول في اضراب في قطاع الوظيفة العمومية يوم 22 نوفمبر 2018، أجاب غديرة بأن الكتلة ستسعى الى تحسين العلاقات بين الحكومة والاطراف الاجتماعية من أجل مصلحة البلاد، فمصلحة البلاد هي التي يجب على الجميع ان يضعوها فوق كل اعتبار. وأضاف: «لقد تقبلت الاشارات التي اعطاها الاتحاد العام التونسي للشغل حول نيته تنفيذ إضراب عام بكل احتراز، فقد كنت ارغب من المنظمة الشغيلة في أن تخرج للتونسيين وتطالبهم بإعلاء قيمة العمل وبتحسين المردودية من أجل دفع عجلة الاقتصاد الوطني، وكنت أتمنى أن تعمل كل الأطراف الاجتماعية والسياسية على نشر خطاب يحفز على العمل، أما أن يصف الاتحاد العام التونسي للشغل الوضع الاقتصادي في البلاد بالصعب وفي نفس الوقت يلوح بتنفيذ اضراب عام فهذا فيه تضارب». ونبه غديرة إلى أن الاضراب العام لن يحسن من الوضع الاقتصادي والتنموي، وبالتالي فقد كان من الأنسب الدعوة لمزيد العمل والعطاء، فهي الأصلح لتونس.