◄ «الفيسبوك» هو المصدر الرئيسي لأخبار الانتخابات البلدية كشفت نتائج سبر آراء جديد أعدته جمعية «بر الأمان» بالشراكة مع معهد «ميدياسكان» ضعف ثقة التونسيين في وسائل الإعلام، فبعد أن كانت نسب ثقة التونسيين في الإعلام بعد الثورة تتجاوز الخمسين بالمائة حسب مؤسسات سبر الآراء، وصلت نسبة المستجوبين الذين لا يثقون البتة في وسائل الإعلام إلى خمسة وثلاثين بالمائة، في حين كانت نسبة من يثقون فيها ثقة عمياء 2 بالمائة ونسبة من يثقون فيها كثيرا خمسة بالمائة فقط أما البقية فإن ثقتهم فيها متوسطة أو ليست لهم أي علاقة بوسائل الإعلام. كما بين سبر الآراء أن خمسة وأربعين بالمائة من المستجوبين لا ينتظرون من وسائل الإعلام شيئا في حين ينتظر خمسة وثلاثون منهم أن تمدهم بأخبار صحيحة وموثوق منها. ممثل «بر الأمان» محمد الحداد استعرض أمس في لقاء صحفي بالعاصمة اغلب نتائج سبر الآراء، وبين أنه سيقع التعمق في دراستها أكثر. وشمل سبر الآراء الذي تم انجازه خلال الفترة الممتدة من 23 إلى 31 أوت 2018 عينة تمثيلية للشعب التونسي وفق ما أكده الحداد، وبين أنها تتكون من 1841 تبلغ أعمارهم 18 سنة فما فوق، وتم اختيار العينة التمثيلية حسب الجنس والسن والفئة الاجتماعية والانتماء الجغرافي وتم اعتماد معطيات المعهد الوطني للإحصاء، ويتراوح هامش الخطأ بين 1 و3 بالمائة. وتمحورت الأسئلة التي تم طرحها على المستجوبين حول نوعية وسائل الإعلام المحبذة لديهم، ومدى ثقتهم في وسائل الإعلام وانتظاراتهم منها، وكيفية متابعة الحملة الانتخابية خلال الانتخابات البلدية المنتظمة في ماي 2018، ودور الإعلام في دفع المواطنين للتصويت واختيار المرشحين، وتقييم كيفية تغطية وسائل الإعلام لبعض المسائل والأحداث مثل أزمة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والمحكمة الدستورية وقانون المصالحة وارتفاع الأسعار والحبر الانتخابي. ففي ما يتعلق بالمشاركة في الحياة السياسية تم توجيه سؤال للمستجوبين حول مدى الاهتمام بالسياسة فأجاب 44 بالمائة منهم بأنهم لا يهتمون بالسياسة مطلقا و6 بالمائة يهتمون بها كثيرا والبقية يهتمون بها قليلا. وبالنسبة للأنشطة المتعلقة بالسياسة والشأن العام فقد بين 61 بالمائة من المستجوبين أنهم شاركوا في الانتخابات البلدية و9 بالمائة شاركوا في مظاهرات ومسيرات و6 بالمائة انضموا إلى جمعيات و5 بالمائة نفذوا إضرابات و5 بالمائة انضموا إلى نقابات و2 بالمائة وقعوا على عرائض و2 بالمائة انضموا إلى أحزاب سياسية و5 بالمائة كتبوا مقالات و32 بالمائة لم يشاركوا في أي شيء. المشاركة في الانتخابات باستفسارهم عن الانتخابات التي صوتوا فيها أجاب 42 بالمائة من المستجوبين بأنهم صوتوا في الرئاسية لسنة 2014 و39 بالمائة لم يصوتوا و34 بالمائة صوتوا في التشريعية و30 بالمائة في البلدية و30 بالمائة في انتخابات التأسيسي ونصف هذه النسبة صوتت في انتخابات ما قبل الثورة. وخلص محمد الحداد إلى أن 82 بالمائة من المستجوبين لهم اهتمامات محدودة بالسياسة ويعتبرون الانتخابات ابرز طريقة للمشاركة في الحياة السياسية، وأضاف انه رغم محدودية صلاحيات رئيس الجمهورية في الدستور فان الانتخابات الرئاسية هي اكبر موعد انتخابي استجاب له المواطنون حسب ما بينه سبر الآراء. وفي علاقة بالانتخابات البلدية تم على حد قول الحداد اختيار عينة مصغرة تتكون من خمسمائة وأربعة وستين مستجوبا وكشفت نتائج سبر الآراء أن 28 بالمائة منهم قالوا إن هذه الانتخابات لا تصلح لشيء، في حين بين 80 بالمائة منهم ان وسائل الإعلام لم تساعدهم على التعرف على من سينتخبونهم، وأشار 41 بالمائة منهم الى ان «الفيسبوك» هو مصدر معلوماتهم الرئيسي لأخبار الانتخابات البلدية و19 بالمائة قالوا انها التلفزة و12 بالمائة قالوا انهم الأصدقاء و15 بالمائة قالوا إنهم لم يتابعوا الانتخابات و5 بالمائة قالوا ان مصدر معلوماتهم المسجد. وردا عن سؤال حول القناة التلفزية التي تابعوا من خلالها حملة الانتخابات البلدية أجاب 59 بالمائة من المستجوبين بأنها التلفزة الوطنية، ومن المفارقات التي تحدث عنها محمد الحداد، ان 31 بالمائة قالوا إنهم تابعوها من خلال قناة «نسمة» في حين ان «نسمة» قاطعت الحملة أما بقية المستجوبين فقد تابعوا الحملة عبر بقية القنوات التلفزية وهي «حنبعل و»الحوار التونسي» و»التاسعة» و»الوطنية 2» وحسب النسب التي قدمها الحداد فان الرجال يتابعون «القناة الوطنية» والنساء يتابعن قناة «نسمة». وكشف سبر الآراء أن 62 بالمائة من المستجوبين قالوا ان وسائل الإعلام لم تقنعهم لكي يصوتوا و12 بالمائة قالوا ان وسال الإعلام أقنعتهم كي لا يصوتوا. وعن الفرق بين نوايا التصويت والتصويت الفعلي كشف سبر الآراء أن 30 بالمائة نووا أنهم لن يصوتوا لفائدة أي حزب ولكن عند الانتخابات تراجعت النسبة إلى 16 بالمائة. ولدى حديثه عن نتائج الانتخابات باحتساب كل الناخبين المسجلين بين الحداد ان نسبة العزوف عن المشاركة كانت في حدود 67 بالمائة. وبخصوص المواضيع التي لفتت انتباه المستجوبين اثناء حملة الانتخابات البلدية فتمثلت في الحد من البطالة وتعزيز البنية التحتية لكن السواد الأعظم من المشاركين في الاستبيان ونسبتهم 79 بالمائة قالوا لا شيء لفت انتباههم فيها. وخلص محمد الحداد إلى أن وسائل الإعلام ساعدت مواطنا على خمسة في اختيار من انتخبوهم في البلدية وأربعة على خمسة لم يلفت انتباههم أي موضوع خلال الحملة، وثلثا المستجوبين لم تقنعهم وسائل الإعلام بالتوجه إلى صناديق الاقتراع و41 بالمائة منهم قالوا ان الفيسبوك هو مصدر معلوماتهم الأساسي. وفي تقييم المستجوبين للتغطية الإعلامية بين جلهم ان تغطية ترشح تونس لكاس العالم وتغطية إضراب الأساتذة كانت أكثر من اللازم أما تغطية أزمة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فقد كانت اقل من اللازم الثقة في صحة المعلومة في علاقة بمدى الثقة في صحة المعلومات المقدمة في وسائل الإعلام، كشف سبر الآراء أن اغلب المستجوبين وتمثل نسبتهم 31 بالمائة أجابوا أنهم يثقون في القناة الوطنية وتتوزع النسبة المتبقية على بقية التلفزات. وللترويح على النفس بين سبر الآراء أن أغلب المستجوبين يتابعون قناة «الحوار التونسي» ويستمعون إلى إذاعة «موزاييك اف ام»، وأفاد 38 بالمائة منهم أنهم لا يثقون في أي وسيلة إعلام أجنبية واغلبهم يثقون في «فرانس 24» في حين بلغت نسبة من يثقون في قناة الجزيرة خمسة بالمائة فقط. كما أجاب 38 من المستجوبين عن سؤال :»حسب رأيك ما هو الحزب الذي يميل له الصحفيون؟» بأن هذا الحزب هو حركة نداء تونس، وقال خمسة عشر بالمائة منهم انه النهضة في حين يرى 17 بالمائة أن الصحفيين لا يميلون إلى أي حزب وقال 2 بالمائة أن الصحفيين يميلون إلى الجبهة الشعبية والتيار الديمقراطي ومشروع تونس والمسار وحزب صوت الفلاحين والاتحاد الوطني الحر وحراك تونس الإرادة. وخلص محمد الحداد إلى أن نسبة التغطية الإعلامية المرضية لمختلف الأحداث كانت ضئيلة، وبين ان الأحزاب الممثلة في الحكومة في رأي المستجوبين هي التي يميل لها الصحفيون، وأشار إلى أن ثلثي المستجوبين ليست لديهم ثقة أو ثقتهم ضئيلة في وسائل الإعلام. وأضاف الحداد ان هدف «بر الأمان» من سبر الآراء ليس تحديد أفضل وسائل الإعلام تغطية ومصداقية بل معرفة مدى تفاعل التونسيين معها ولهذا السبب فإن فريق «بر الأمان» قام بمقاربة نقدية لسبر الآراء الذي قام به. وفي هذا السياق أشار ايريكي كلاوس الباحث في العلوم السياسية والمختص في علم الاجتماع السياسي المشارك في العملية إلى ان الباحثين والصحفيين يستخدمون سبر الآراء لمعرفة كيف يفكر الناس لكن علم الاجتماع لديه انتقادات لعمليات سبر الآراء وكان لعالم الاجتماع بيار بورديو تحفظات عليها، وأضاف ان استطلاع الرأي هو وسيلة غير كافية للحصول على المعلومات. وعن سؤال حول أهم المواقع التي يتابعها التونسيون الذين قالوا إن الفيسبوك هو مصدر معلوماتهم أجاب محمد الحداد أن سبر الآراء لم يتعمق في هذا الشأن ولم يقع طرح السؤال على المستجوبين. ونفس الإجابة قدمها الحداد لسؤال حول العلاقة بين نسبة من لا يثقون إطلاقا في وسائل الإعلام ونسبة من يرون أن الصحفيين يميلون إلى الأحزاب الحاكمة، وقال إن سبر الآراء لم يجب عن هذا السؤال رغم أهميته.