دخول تونس في شراكة مع ليبيا في قطاع الطاقة وتوسيع التعاون في مجال النقل البري والبحري والجوي وتنمية المناطق الحدودية للبلدين، من أهم النقاط التي تحدث عنها رئيس الحكومة يوسف الشاهد خلال افتتاحه المنتدى الاقتصادي التونسي- الليبي الذي انتظم أمس بتونس بحضور 300 رجل أعمال من البلدين. وأكد الشاهد على أهمية اعتماد «آلية المقاصة» من جديد التي تتمثل في استعداد ليبيا تزويد تونس بالخام الليبي، فضلا عن ضرورة التسريع في إحياء المشاريع الكبرى بين البلدين، مشيرا إلى أهمية تفعيل آلية اللجنة العليا المشتركة التونسية الليبية باعتبار أن استعادة هذه الآلية القانونية سيساهم في دفع وتأطير التعاون الثنائي بين البلدين بعد تعطل الأطر القانونية منذ سنة 2011. من جهته، بين عبد الباري شنبارو وزير الشؤون المحلية الليبي أن ليبيا قد لمست دعما لا محدودا من طرف حكومة يوسف الشاهد، مشيرا إلى أن فرص التشبيك والشراكة كثيرة بين تونس وليبيا خاصة بين القطاعين العام والخاص وحظوظ كبيرة لإقامة شراكات بين رجال الأعمال التونسيين والليبيين. كما ذكر المسؤول الليبي أن البلدين يشتغلان منذ سنة 2012 على التعاون الحدودي بينهما خاصة في ما يتعلق بالإشكاليات العالقة والتي تخص التجارة ليتم بشأنها رفع جملة من التوصيات إلى اللجنة الوزارية العليا لصياغتها بما يتفق مع قوانين البلدين. وينتظم فعاليات المنتدى الاقتصادي التونسي- الليبي الذي ينظمه مجلس الأعمال التونسي الإفريقي بالشراكة مع مركز النهوض بالصادرات ومع الشركة التونسية لتأمين التجارة الخارجية «كوتيناس» ومركز تنمية الصادرات الليبي والاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة بليبيا والمؤسسة الإسلامية للتأمين على الاستثمار وائتمان الصادرات وشركة التكافل للتأمين. ويهدف هذا المنتدى بالأساس إلى استرجاع الثقة ومستوى التبادل التجاري بين البلدين إلى ما كانت عليه الأمور سنة 2010 التي كانت تمثّل مرجعا في هذا السياق، ويندرج هذا المنتدى في إطار الجهود الكبيرة التي يبذلها مجلس الأعمال التونسي الإفريقي لفتح قنوات التعاون المثمر بين تونس وكافة بلدان القارة. كما يهدف هذا المنتدى أيضا إلى استرجاع حجم التعاون والتبادل التجاري الذي بلغه البلدان سنة 2010 مع الأمل في أن يتم تجاوز ما تحقق آنذاك إذ بلغت نسبة نموّ المبادلات التجارية بين تونس وليبيا خلال عشرية 2000 - 2010 مستوى كبيرا وكانت أرفع من نسبة النموّ العالمي التي كانت في حدود 6 بالمائة آنذاك. وتضمن المنتدى ورشات عمل سيتم فيها عرض فرص الاستثمار في عدة قطاعات على غرار قطاع الطاقة والنقل والصحة واللوجستيك وكذلك الحدود ومشاكل العبور وإيجاد الحلول لقطاع التجارة بين البلدين والمشاكل العالقة من اجل دفع فرص الاستثمار... كما من المنتظر أن يتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات تخص مشاريع بين البلدين على غرار توقيع البنك التونسي- الليبي لاتفاقيات مشتركة مع العديد من المستثمرين التونسيين تتعلق بإحداث مصانع في تونس في المواد الغذائية والاسمنت ومجال قطاع الغيار.. ◗ وفاء بن محمد وزير التجارة: نحو إرساء مشروع «النفط مقابل الغذاء» بين تونس وليبيا أفاد عمر الباهي وزير التجارة بان حجم المعاملات بين تونس وليبيا تجاوز ال 3 مليار دولار، مبينا انه هناك سعيا كبيرا منذ سنتين إلى إعادة مستوى المبادلات التجارية على ما كانت عليه سابقا تحديدا منذ سنة 2010، كان ذلك خلال المنتدى الاقتصادي التونسي- الليبي. وأشار الوزير إلى أن الجانب التونسي يدرس حاليا إمكانية إرساء مشروع «النفط مقابل الغذاء» في الوقت الذي يشكو منه الجانب التونسي عجزا طاقيا ملحوظا مقابل استيراد القطر الليبي لكميات هامة من السلع والمواد الاستهلاكية من تونس. وذكر الباهي في ذات السياق، أن تونس تتطلع إلى الحصول على دور متقدم في إعادة إعمار ليبيا، إذ تعتبر الحكومة والمهتمون بالشأن الاقتصادي أن بلادهم المرشح الأكثر حظا للتعامل اقتصاديا وتجاريا مع ليبيا نظرا للمعرفة الجيدة للشركات التونسية بمتطلبات السوق الليبية في العديد من القطاعات. ◗ بن محمد رئيس مجلس الأعمال التونسي الإفريقي: اتفاقيات لإحداث مصانع في تونس في المواد الغذائية والاسمنت وقطع الغيار أفاد رئيس مجلس الأعمال التونسي الإفريقي بسام الوكيل بأنه من المنتظر أن يتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات تخص مشاريع بين البلدين على غرار توقيع البنك التونسي الليبي لاتفاقيات مشتركة مع العديد من المستثمرين التونسيين تتعلق بإحداث مصانع في تونس في المواد الغذائية والاسمنت ومجال قطاع الغيار.. كان ذلك على هامش المنتدى الاقتصادي التونسي الليبي. وأكد الوكيل على ضرورة إيجاد الحلول لقطاع التجارة بين تونس وليبيا بهدف دفع العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين من خلال عودة الرحلات الجوية لنسقها في اقرب الآجال وإحداث خطوط بحرية بين عديد المدن الليبيبة وصفاقس وتونس وجرجيس وغيرها... وبين الوكيل في ذات السياق، أن شركة الخطوط الجوية التونسية تتطلع للتوسع بأفريقيا مع استعدادها لمنافسة محتدمة في أوروبا باعتبار أن مجال النقل من القطاعات الواعدة التي من شانها أن تدعم وتوسع العلاقات التجارية والاقتصادية بين بلدان القارة الإفريقية، مشيرا إلى أن الشركاء الليبيين يرغبون في بناء وتدعيم العلاقات التجارية مع الشركاء التونسيين وخاصة في مجالات الفندقة والمصحات الخاصة..