في إطار مزيد تعزيز روح المواطنة ودعم أصول التربية لدى رواد المؤسسة التربوية شرعت جمعية «نور» بالحامة في تنفيذ مشروع «الحكومة المدرسية» بالحامة في دورته الأولى كتجربة رائدة في المدرسة الابتدائية حي النور بالحامة حيث يتطلع المشرفون على هذا المشروع إلى غرس قيم حضارية لدى الناشئة كالمساهمة في العمل التطوعي وحب الانتماء للوطن وإعدادها لتحمل المسؤولية في عديد المجالات مستقبلا. وفي هذا السياق قال خباب سميطي المشرف الميداني على هذا المشروع أن إنشاء حكومة مدرسية في مؤسسة تربوية بالحامة يساهم في مزيد تعويد الناشئة على ممارسة حقوقها المدنية من خلال القيام بانتخابات نزيهة وشفافة داخل المدرسة لاختيار منصب «الرئيس» الذي بدوره يشرف على إجراء انتخابات ثانية لتحديد أعضاء حكومته ويضيف محدثنا قائلا أنه يتم إنجاز مشروع الحكومة المدرسية بالحامة في دورته الأولى بالشراكة مع منظمة «شانتي» والمعهد الفرنسي بتونس ووزارة التربية وأشار إلى أن تلاميذ المدرسة الابتدائية بحي النور بالحامة والذين تتراوح أعمارهم بين 11 و12 سنة سيخوضون تجربة مدنية ديمقراطية داخل مدرستهم من خلال القيام بانتخاب رئيس حكومة ومستشاريه من بينهم إلى جانب أربعة وزراء ضمن مجالات الصحة والبيئة وتكنولوجيا المعلومات والاتصال والثقافة ومستشارين لكل وزير حيث سيتولّون لاحقا رصد ميزانية لكل وزارة وأكد أن الجمعية تولت فتح باب الترشح لمرافقي ومدربي الأطفال حسب الأعداد المسندة إليهم من رواد المؤسسة التربوية المستفيدة. ومن جانبها أبرزت مريم بوغديري الرئيس التنفيذي للمشروع أن المسعى من خلال هذه التجربة التربوية هو تنويع النشاط داخل المؤسسة التربوية وتحفيز التلاميذ على الإنجاز والتفاعل الإيجابي مع مختلف مراحل هذا المشروع الذي يتضمن برمجة حصص تكوين خارج أوقات الدراسة إلا أنها تقام داخل أسوار المدرسة حول عديد المجالات منها الإعلامية ومختلف مراحل سير الانتخابات بالإضافة إلى مواضيع تهم التنمية الذاتية كالتواصل والتفاوض والإقناع والثقة بالنفس وكيفية التعامل مع الضغوطات ومواجهة التحديات والفشل والذكاء الاجتماعي والعاطفي لفائدة التلاميذ وأضافت أن كل وزير يتم انتخابه مطالب بتنفيذ برنامجه الانتخابي تحت إحاطة بعض المدربين والمرافقين. وسيساهم مشروع الحكومة المدرسية بالحامة الذي جاء كفكرة من خلال نظرة عميقة لأسباب عزوف الشباب عن الانخراط في الحياة الاجتماعية والسياسية في توفير الأرضية الملائمة للأطفال من خلال عوامل الوقت والبيئة والتكوين تكون قاتلة للعنف ومحفزة على لقة الابداع و قادرة على توجيه حياة الفرد على المدى الطويل لإكسابه شخصية متوازنة ونأمل أن تتعمم هذه التجربة التربوية النموذجية في أكثر من مدرسة لأبعادها المتعددة.