اعتماد السينما كوسيلة تفكير ونقاش نقدي حول مكافحة الفساد وآلية لتحسيس جمهور الفن السابع بأهمية الانخراط في مقاومة هذه الآفة التي نخرت المجتمع ومؤسسات الدولة من العوامل التي جعلت عدة جهات توحد مسارها وتوجهها إلى هذا المنحى وذلك عبر تنظيم ملتقى دوليا لفيلم مكافحة الفساد ينتظم من 29 من الشهر الجاري ويتواصل إلى غاية غرة نوفمبر القادم وستحتضن مدينة الثقافة فعاليات الدورة الأولى. وتجدر الإشارة إلى أن الدورة التأسيسية للملتقى الدولي لفيلم مكافحة الفساد تشرف على إدارتها جليلة بوكاري فيما يتولى مهمة الإدارة الفنية إبراهيم لطيف. وينظم هذا الملتقى الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بالشراكة مع الوكالة الكورية للتعاون الدولي وبدعم من وزارة الشؤون الثقافية والمركز الوطني للسينما والصورة والنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين. وأفاد إبراهيم لطيف أن الجهات المشاركة في التنظيم اتفقت حول شكل المهرجان وأهدافه ليكون مهرجانا سينمائيا كبيرا مخصصا للأفلام التي تتناول قضايا الفساد لكن بطريقة فنية لا تخلو من الإبداع، ويستقطب فئة نوعية من الأعمال والمبدعين في المجال من مختلف بلدان العالم انطلاقا من الدورات القادمة. وعلل تسمية الدورة الأولى ب"ملتقى" بأنه يصعب في الانطلاقة التوصل إلى تحقيق جميع الأهداف المرسومة خاصة من حيث عدد وحجم وقيمة ونوعية الأفلام التي تتناول قضايا الفساد. ومصطلح ملتقى حسب تأكيد المدير للفني للمهرجان سيرافق الدورة التأسيسية فقط. ويتواصل مجال الترشح للمشاركة في هذا الملتقى باعتبار أن باب المشاركة لا يزال مفتوحا إلى غاية 15 من الشهر الجاري. علما أن هذا المهرجان يفتح المجال لمشاركة الأفلام القصيرة سواء كانت من صنف الخيال العلمي أو الوثائقي أو الرسوم المتحركة شرط أن تكون قد أنتجت بعد 31 جانفي 2016 وألا تتجاوز مدتها 15 دقيقة. لأن الهدف من بعث هذا المهرجان هو ترسيخه في المشهد الثقافي والسينمائي التونسي والعمل على ضمان استمراريته في قادم السنوات بتشجيع المنتجين والمخرجين على الخوض في مواضيع ومعالجة مسائل وقضايا الفساد. لأن من شان تعزيز عدد الأعمال التي تنحى هذا الخط أن تساهم في خلق هوية خاصة بهذا المهرجان خاصة أن الجهات المنظمة عاقدة العزم على جعله أحد أهم التظاهرات التي تعالج قضايا الفساد في السنوات القادمة. نظرا للدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه في تحسيس المواطنين بمختلف شرائحهم حول مخاطر الفساد على الوسط الثقافي ودفعهم للمساهمة الفعلية في القضاء عليه، لاسيما في ظل التفاعل الثقافي التونسي الكوري جنوبي في هذا المستوى وتعزيز تبادل الخبرات وتوطيد ثقافة العدالة ورفع الوعي العام بمبادئه وقيمه، باعتبار أن الوكالة الكورية للتعاون الدوليّ تركزت بتونس منذ أفريل 1991، وتعمل على تقديم الدعم المادي واللوجستي لتونس بالإضافة إلى صياغة وتنفيذ برامج ومشاريع نموذجية في الحوكمة والمساءلة العمومية وذلك من خلال وضع التجربة الكورية وخبراتها على ذمة التونسيين. مسابقات وجوائز وأفاد إبراهيم لطيف أن عدد الأفلام التي ترشحت للمشاركة في الدورة الأولى للمهرجان الدولي إلى حد الآن وصل إلى 100 فيلم من بلدان عديدة من العالم على غرار إيران وأستراليا. أما بالنسبة للمشاركة التونسية فيعتبرها موجهة بالأساس للشباب والإعلاميين المهتمين بالصحافة الاستقصائية التي تتناول وتطرح ملفات الفساد. وبين نفس المتحدث أن هذه الدورة تسجل عرض ثلاثة أفلام طويلة خارج إطار المسابقات ولكنها تتناول قضايا فساد على غرار الفيلم التونسي "تنسى كأنك لم تكن" للمخرج رضا التليلي وفيلم "البائع" للمخرج الإيراني أصغر فرهادي. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدورة تخصص ثلاث مسابقات رئيسية تمنح للفائزين فيها جوائزها الخمس وهي جوائز مالية قيمة. تتمثل الأولى في مسابقة الفيلم القصير وتجمع أيضا الأفلام الوثائقية ّمدتها 15 دقيقة وتطرح قضايا فساد مهما كان شكلها. أما الجائزة الثانية فتتمثل في مسابقة التحقيقات الصحفية التي تتناول وتطرح قضايا فساد. أما الجائزة الثالثة فتتمثل في ورشة لكتابة سيناريو تكون مفتوحة للشبان بالأساس ويتولى المهرجان التكفل بإنتاج المشروع الفائز بجائزة أحسن سيناريو. ونزّل المدير الفني للمهرجان هذه الجائزة الموجهة للشباب التونسي المولع بالسينما والكتابة في إطار أهداف المهرجان للتشجيع على الإبداع في هذا المجال والخروج من المواضيع النمطية والمعتادة بما يجعل الثقافة بشكل عام والسينما بشكل خاص أداة لمقاومة الفساد.