توقعت ان تصليني ردود فعل مختلفة عما كتبته في هذا الركن من العدد السابق عن النجم وابطاله وتاريخه الطويل.. لذلك لم أفاجأ عندما رن هاتفي الخاص.. فوجدت على الخط احد الاصدقاء ممن لم اسمع صوتهم منذ زمن بعيد. سلم وهمهم وتمتم.. ولما ادركت انه يريد ان يقول شيئا ولكنه محرج قلت له: دعك من اللف والدوران واطلق عنان اللسان.. فهات ما عندك! ولم يكن ينتظر أكثر من هذه السانحة لينطلق بسرعة البرق وقال كلاما كثيرا مفهوما حينا ومبهما احيانا وختمها بالقول: «شنوه دورتها ايتواليست؟».. اجبته باقتضاب: «إي كان عجبك!» واقفلت الخط. لهذا الصديق ولغيره ممن ينظرون الى الرياضة بالوان معينة اقول: انني ايتواليست.. واسبرانتسيت وكلوبيست وستاديست وسيابيست.. ايست.. ايست.. من الشمال الى الجنوب عبر الاوتوروت و»البيست»! انا هكذا منذ البدايات.. تعلمت ان من حقي ان يكون لي فريقي المفضل وفي الان ان من واجبي ان اتعامل مع كل الاندية بأكثر ما يمكن من الحياد والموضوعية. ومن هذا المنطلق واعتبارا للضوابط المهنية فانه لا مناص من التعامل مع الجميع بالزاد ذاته من المحبة والاحترام. ان النجم وغيره من الاندية التونسية تمثل فاصلة مهمة في النسيج الرياضي في بلادنا وهذا يحملنا جميعا واجب الدفاع عنها (اي هذه الاندية) والغيرة عليها ومتابعة مسيرتها والدعوة الى انقاذها باعتبارها مطمورة المنتخبات الوطنية التي تمثلنا في مختلف المحافل الرياضية. اني اؤمن قطعا ان الفريق الاوحد لا يصنع الانجاز الافضل على المستوى الوطني تماما كما الحزب الواحد في السياسة فهو لا يصنع ربيع الديمقراطية.. لذلك فان الميل الى ناد معين لا يعني بالضرورة مناصبة الاندية الاخرى العداء او ان نقف شامتين ومهللين لعثراتها. في المحصلة يمكن القول: ان الدفاع عن مختلف انديتنا ليس خيانة للخيارات الشخصية الضيقة بقدر ما ينبع من حس وطني يدفع الى تحصين المنتخبات عبر تقوية الاندية. فيها واو تجنقيل محمد علي منصر «يجنقل» بالتجول من فريق الى اخر داخليا وخارجيا.. هذه الهواية دفعت به الى ممارستها بطريقة استفزازية عند مواجهة فريقه السابق الترجي الرياضي التونسي.. فعل ذلك وهو يظن انه يعبر عن احساساه بالظلم عندما وقع اقصاؤه من المجموعة ولكنه يؤكد في الواقع انه يتصرف بعقلية بعيدة عن الاحتراف الذي يتطلب العمل والانضباط بعيدا عن خزعبلات الاطفال الصغار.. والحال انه خرج من عدة ابواب بعد فشله في اقناع العديد من المدربين الكبار! فيها إنّ سامح والخطأ الفاضح مرة اخرى يعمد سامح الدربالي الى استفزاز الجمهور بحركة غير لائقة ولا يمكن قبولها مهما كانت التبريرات.. لقد نسي ان من حق الجمهور ان يقف وراء فريقه وان من واجب المنافس ان لا ينساق الى ردود الفعل المتهورة مهما كانت الاستفزازات! !