يعدّ سوق الدّواب بمدينة القلعة الكبرى من بين أبرز أسواق الولاية حيث يستقبل أسبوعيّا عددا هامّا من فلاّحي ومربّي الماشية من مناطق متفرّقة من الولاية فضلا عن عدد من «الجلاّبة « الذين يقصدون هذا السّوق وافدين من ولايات مجاورة وهو ما يجعله يتبوّأ مكانة متميّزة بين أسواق تجارة المواشي غير أنّه لوحظ في الفترة الأخيرة وبصفة خاصّة بداية من الأسابيع القليلة التي سبقت عيد الأضحى المبارك وإلى غاية اليوم تململ وكثرة تشكيّات من قبل الفلاّحين وروّاد السّوق في علاقة مباشرة ب»المكّاس» إذ لا يكاد يخلو أسبوع من تسجيل حصول مناوشات غالبا ما تتطوّر إلى خصومات بين الفلاّحين و»المكّاس» الذي يكون مدعوما بمعاونيه من أصحاب البنية الجسديّة الضّخمة والعضلات المفتولة التي تكون حاسمة في تغليب وترجيح كفّة «المكّاس» على حساب مصالح الفلاّحين وذلك في غياب واضح لسلطة القانون مقابل حضور لافت لتفاصيل فصول من مسرحيّة أسبوعيّة بطلها «المكّاس» ومعاونيه وضحيّتها فلاّحون سقطوا فريسة سهلة للإبتزاز والإستغلال حيث أكّد عدد من الفلاّحين أنّ المستلزم لايلتزم بضوابط كرّاس الشّروط ولا بالتّعريفة المنصوص عليها رغم لفت انتباهه للأمر في أكثر من مناسبة إذ يعمد وفقا لشهادات عدد من الفلاّحين إلى مصادرة بطاقات التّعريف الوطنيّة للفلاّحين عند دخول السّوق ولايرجعها إلى أصحابها إلاّ وقت المغادرة بعد اقتطاع المبالغ الماليّة التي ترضي نهمه وجشعه مع تمكينهم من وصولات لاتحمل أيّ ختم أو عنوان أو معلوم في حين أنّه يمتنع عن ارجاع بطاقة كلّ من يبدي اعتراضا أو يمتنع عن تسديد أربعة دنانير عن كلّ رأس عوضا عن دينارين حسب ما تنصّ عليه التّعريفة الرّسميّة. رئيس الإتّحاد المحلّي للفلاحة بالقلعة الكبرى السيّد المثلوثي دعّم شهادات الفلاّحين وبيّن أنّه قام في أكثر من مناسبة وعبر مراسلات وعرائض بنقل جانب من تشكيّات الفلاّحين ورصد عدد من تجاوزات المستلزم التي حرص على توثيقها عبر محضر معاينة مؤرّخ في 17 أوت 2018من قبل عدل منفّذ (تسلّمت الصّباح نسخة منه) نصّ على غياب تعليق التّعريفة بباب السّوق من جهتيه إلى جانب اعتراف رئيس معاوني المستلزم باقتطاع معلوم 4دنانير عن الرّأس عوضا عن دينارين وذلك على مرأى ومسمع من أعوان الشّرطة البلديّة الذين كانوا حاضرين بالسّوق كما تضمّن المحضر معاينة لعدد من الوصولات غير المختومة والتي لا تتضمّن أي معلوم مالي إلى جانب شهادات بعض الفلاّحين من الذين تمّت مصادرة بطاقات تعريفهم الوطنيّة كما بيّن رئيس الإتّحاد المحلّي بأنّه وجّه عريضة بتاريخ 30أوت 2018 ممضاة من طرف ممثّلين عن المجتمع المدنيّ والهياكل ذات العلاقة إلى كلّ من السّلط الجهويّة والمحليّة ورئيس بلديّة المكان ودعاها إلى الحرص على تطبيق القانون ووضع حدّ للتّجاوزات والخروقات الخطيرة التي يقترفها كلّ أسبوع المستلزم ومعاونيه والتي تستوجب قانونيّا إبطال العمل بالعقد غير أنّه وإلى حدّ اليوم لم يلق تجاوبا أو جوابا من أيّ جهة وشدّد المثلوثي على أنّ الإتّحاد وأمام ما اعتبره تخاذلا واستهتارا بمصالح الفلاّحين وتنصّلا من بلديّة المكان ومصالحها من مسؤوليّاتها سيتّخذ اجراءات تصعيديّة للوقوف ضدّ كلّ التّجاوزات المتكرّرة والإعتداءات المعنويّة والماديّة التي تطال وبصفة خاصّة الفلاّحين والمواطنين درء لكلّ ما من شأنه أن يزيد في موجة الإحتقان ويهدّد السلم والأمن الإجتماعيين.. فهل تسرّع الجهات المعنيّة بتدارك ما فات وتنهي مأساة الفلاّحين؟