خبر تعيينه على رأس المنتخب كان مفاجئا... وخبر اقالته كان مفاجئا أيضا.. ذلك ان قدوم فوزي البنزرتي لتدريب المنتخب الوطني ذات مساء من شهر اوت الماضي لم يكن متوقعا لاسيما وان الرجل كان مرتبطا ومتعاقدا مع نادي الوداد البيضاوي والذي قاده للفوز بكاس السوبر الافريقي والترشح الى دوري المجموعات بل ان الإعلان عن تعيينه آنذاك تم في ساعة متأخرة عبر الموقع الرسمي للجامعة عقب انتهاء مباراة كان يخوضها الوداد البيضاوي في دوري المجموعات على أرضية ميدانه ولم يدر بخلد أحباء الوداد أن البنزرتي سيترك الفريق لكنه لبى نداء الواجب وفرط في عديد الامتيازات المالية... على غرار خبر قدومه فان خبر إقالته لم يكن متوقعا بالمرة لاسيما وان المنتخب الوطني حقق مع فوزي البنزرتي 3 انتصارات متتالية ترشح بفضلها النسور للمرة الرابعة عشرة على التوالي وللمرة 19 الى نهائيات الكان لكن هدية الترشح كانت الإقالة وقد تأكد ل»الصباح» من مصادر مطلعة لا يرقى إليها أدنى شك ان لا احد من الطاقم الموسع للمنتخب كان ينتظر ما حصل ذلك ان البعض منهم اكد ان الاجواء داخل المنتخب كانت طيبة للغاية ولم يلاحظوا أية أشياء كانت تنبئ بإقالة فوزي البنزرتي والذي علم بخبر الاقالة بواسطة مكالمة هاتفية لما كان متواجدا بمنزله في المنستير حيث اتصل به الكاتب العام للجامعة وجدي العوادي واخبره بقرار الجامعة التخلي عن خدماته وهذا ما اكده لنا المدرب فوزي البنزرتي في تصريح خاطف ل»الصباح الأسبوعي» مساء أول أمس السبت وحسب مصادر مقربة من فوزي البنزرتي فان هذا الاخير ذهل للخبر الذي فاجأه لاسيما وان لا شيء كان يوحي بحصول القطيعة ناهيك وان الاجواء كانت طيبة داخل المجموعة حسب هذه المصادر كما ان نتائج المنتخب كانت ايجابية للغاية بما ان الفريق الوطني حقق فوزين خارج القواعد وآخر في تونس ويبدو ايضا ان سبب الإقالة يعود إلى ان بعض الأطراف تريد التدخل في عمل المدرب فوزي البنزرتي وفي بعض اختياراته كما ان البعض يروم فرض بعض الأسماء رغم اقتناع المدرب فوزي البنزرتي بمحدودية امكانياتها الفنية والبدنية ولئن لم تفصح الجامعة عن الاسباب الحقيقية لإقالة البنزرتي فان بعض الأطراف العليمة بخفايا الأمور أكدت أن احد أهم الاسباب التي دفعت المكتب الجامعي الى اتخاذ هذه الخطوة تكمن في طريقة تعامل المدرب فوزي البنزرتي مع اللاعبين في التمارين وداخل حجرات الملابس والتي اعتبرها البعض منهم مسا من شخصياتهم وقدحا في امكانياتهم بل ان البعض من هؤلاء اللاعبين لم يخفوا غضبهم واستياءهم من طريقة معاملة البنزرتي لهم وهددوا بعدم اللعب مستقبلا مع المنتخب في حال تثبيت فوزي البنزرتي في مكانه واسروا لبعض المسؤولين انهم لن يلعبوا مباراة المنتخب القادمة ضد مصر.. هذا الأمر نفاه المدرب فوزي البنزرتي والذي أكد لنا أن الأجواء جيدة داخل المجموعة وانه لن يتلقى الدروس من أي احد بشان طريقة تعامله واتصاله مع اللاعبين وانه مدرب محترف منذ أكثر من 40 سنة وانه لا يسمح لأي كان بالتدخل في طريقة تواصله مع اللاعبين وأضاف ان ما يحصل احيانا امر عادي فالمدرب مطالب بتعديل الاوتار وتحسين الاداء وترميم المعنويات وإصلاح الأخطاء. وعلى صعيد آخر فان بعض الأطراف لم ترق لها طبيعة التدريبات التي تخضع لها المجموعة وقالت لنا مصادرنا انه لا يعقل ان تتواصل التدريبات عشية مباراة تونسوالنيجر في نيامي لمدة ساعتين وعشرة دقائق وأضافت ذات المصادر انه لولا وجود بعض اعضاء المكتب الجامعي في مباراة العودة في النيجر ولولا الإحاطة بهم لحصلت الهزيمة لاسيما وان جل اللاعبين لم يكونوا على أحسن حال ذهنيا ونفسيا وأنهت ذات المصادر حديثها الينا بالقول ان المشاورات لإقالة المدرب فوزي البنزرتي انطلقت عشية الجمعة إذ اتصل رئيس الجامعة وديع الجريء وأعلمهم بنية المكتب الجامعي التخلي عن البنزرتي ودعاهم الى اجتماع طارئ يوم السبت والذي تم فيه اتخاذ هذا القرار الذي فاجأ الجميع لتنتهي مسيرة فوزي البنزرتي مع المنتخب وهي مسيرة لم تستمر طويلا... مسيرة بدأت في أوت وانتهت في أكتوبر وهذه هي العهدة الثالثة التي تنتهي بسرعة مع البنزرتي والذي اشرف في مناسبة اولى على المنتخب في مارس 94 وخاض معه مباراة واحدة في النهائيات الإفريقية ضد الزايير اما العهدة الثانية فقد بدأت في نوفمبر 2009 وانتهت في جانفي 2010 ولعب خلالها المنتخب اربع مباريات.. واحدة ودية و3 رسمية في كان 2010 ليرحل البنزرتي بعد فشل المنتخب في الترشح الى الدور الثاني وكانت العهدة الثالثة سنة 2018 ورغم الترشح هذه المرة فان المكافأة كانت الإقالة. البنزرتي سادس مدرب تتم إقالته في 6 سنوات قرر كما هو معلوم المكتب الجامعي اول امس اقالة المدرب فوزي البنزرتي رغم ترشح المنتخب الى نهائيات «الكان» وفوزي البنزرتي هو سادس مدرب تتم اقالته منذ سنة 2012 فأول مدرب تم التخلي عن خدماته هو سامي الطرابلسي والذي تم الاستغناء عنه بعد الخروج من الدور ربع النهائي ل»كان» 2012 أمام غانا بنتيجة 2/1 ثم جاء نبيل معلول والذي غادر المنتخب بعد الهزيمة أمام الرأس الأخضر ثم تولى المهمة بعده رود كرول والدي غادر هو الآخر بعد المواجهتين امام الكاميرون ذهابا وإيابا في تصفيات المونديال وخلفه البلجيكي ليكانز والذي تمت إقالته بعد الخسارة امام غينيا الاستوائية في «كان» 2015 وخلفه هنري كاسبرجاك والذي اقيل سنة 2017 بعد الهزيمة وديا امام المغرب ليتولى معلول مرة أخرى تدريب المنتخب لكنه خير الانسحاب بعد الفشل في تجاوز الدور الاول من نهائيات المونديال وجاء بعده فوزي البنزرتي والذي تمت إقالته بعد شهرين فقط من اشرافه على حظوظ المنتخب ليخلفه الثنائي العقبي والكنزاري وليتواصل عدم الاستقرار في تركيبة الإطار الفني للمنتخب. ◗ المنذر العوني فوزي البنزرتي يرد على الجامعة: الجريء «أهان» اللاعبين في حجرات الملابس.. وحاول فرض لاعبين عاديين على اختياراتي.. ! ◄ أقالوني بطريقة مهينة لأني رفضت أن أكون «طرطورا» أخذت عملية انهاء مهام المدرب فوزي البنزرتي في المنتخب الوطني لكرة القدم أبعاد مختلفة بعد أن رد فوزي البنزرتي على ما أسماها بالاهانة بعنف وهو الذي ترك الاموال والشهرة في المغرب، وعاد للمنتخب الوطني حيث عمل دون عقد وكذلك دون أن يحصل على أي راتب لليوم، على حد تعبيره في تصريحات اذاعية مختلفة. ومما زاد الطين بلة تفسيرات الناطق الرسمي باسم الجامعة حامد المغربي الذي قال أن انهاء المهام جاء بعد تقييم لأداء المنتخب، ولأسلوب وطريقة التمارين التي يعتمدها المدرب فوزي البنزرتي، الذي استشاط غضبا من هذا الكلام، معتبرا أن لا احد يفهم الكرة في الجامعة وخاصة حامد المغربي الذي لم يحضر حصة تمارين واحدة كما اعتبر البنزرتي أنه ليس من حق المغربي تقييمه أو الحكم عليه قائلا «.. أهانوني قدام العالم أجمع.. أتساءل أين تعلم الكرة حامد المغربي.. في كلمة أعضاء الجامعة هضموا حقي، واعتبر ما حصل غدر وخيانة..».. وهذا الكلام قاله المدرب المقال في تصريح اذاعي مؤكدا ان علاقته بكل اللاعبين في المنتخب ممتازة ولم يلمس أي تذمر الا اذا كان هناك من لم تعجبه عدم دعوته، حيث وضح البنزرتي مدافعا عن نفسه قائلا «.. ليس مسموحا لوديع الجريء أو غيره أن يعلمني كيف أتصرف في المجموعة. ففي رصيدي 40 سنة من العمل الميداني وقد ادركت ان كرامة الاخرين لا معنى لها عند الجريء.. وما حدث اهانة لي وللمدرب التونسي لأنه لو كان المدرب أجنبيا لما تصرفوا معه بهذه الطريقة كما أنه كاذب من يقول ان علاقتي متوترة باللاعبين بل قد تكون قوة شخصيتي وراء اقالتي فأنا أرفض أن كون «طرطورا» لدى الجريء وغيره وأقوم يجب فعله واقدم رأيي بكل صراحة، وطالما أنني على صواب فلا أخشى لومة لائم، ماعدا ذلك كل من يروج حكاية التوتر في صفوف اللاعبين بسبب طريقة خطابي فهو مخطئ فأنا أرفع من قيمة اللاعب ومعنوياته وحتى صياحي تحفيزا له وليس اهانة، وعليكم ان تعرفوا شيئا من عدة أشياء حصلت، وهو ان الجريء دخل لحجرات الملابس واللاعبون محققون لانتصار بهدفين وتحدث اليهم بطريقة غريبة ولامهم على الاداء، وقد رأيت ان ما حدث غير معقول كما اني كنت أرفض دوما أن يتدخل أي كان في اختياراتي، ووديع طلب تشريك بعض اللاعبين الذين أرى أن مستواهم متوسط لا غير، لكنه يرى أنهم لاعبون كبار وقد رفضت، بل دعوت شواط وأيمن بن محمد وأنا من قام بتشريكهما..» فوزي البنزرتي قال هذا الكلام دون ان يتعمق أكثر في التفاصيل او يكشف المزيد من المستور لكنه اردف قائلا «إذا كان اللاعب هو الذي يحكم فعلى الدنيا السلام..» كما قال «ملك البريسينغ» انه كان على الجريء أن يقوم بحركة حضرية ويدعوه ويجلس اليه ويفسر له ثم تتم القطيعة لان طريقة انهاء مهامه اثارت استياء عارما حتى في صفوف من لا يؤمن بالمدرب فوزي البنزرتي قائلا «لقد اكتشفت أن الجريء يتصرف لوحه، وهو أقوى من الجميع، فأنا استمع إلى آراء الآخرين وأحللها وأقوم بما هو أنسب، ولست مثلما يروج بأني لا أخذ برأي غيري..»