يتواصل لليوم الثالث على التوالي غلق المعهد العالي للعلوم الإنسانية «ابن شرف» بعد قرار غلق المعهد الى أجل غير مسمى وإلى «حين خروج كل العناصر الغريبة عن هذه المؤسسة التي شهدت احداث عنف» حسب تصريحات مدير المعهد. ولئن تتعدد الروايات وتتناقض بين طرفي النزاع فإن نتيجة تطور الخلاف يصفها البعض بالكارثية بما ان مستقبل ما يقارب أربعة آلاف طالب مسجل في المعهد أضحى في الميزان في ظل قرار الغلق الى اجل غير مسمى. ويبقى الامل في أن تتوصل وزارة التعليم العالي من خلال اللقاء الذي ستعقده اليوم مع ممثلين من الاتحاد العام لطلبة تونس (وفقا لما اكدته ل «الصباح» عضو المكتب التنفيذي للمنظمة الطلابية) في تطويق الخلاف. وفي بيان له نشره اول امس، استبعد المجلس العلمي بالمعهد العالي للعلوم الانسانية الحل الأمني لفك اعتصام تنفذه مجموعة من الطلبة داخل المؤسسة محمّلا المعتصمين الذين رفضوا اخلاء المعهد ‹›مسؤولية سلامتهم وسلامة المعهد خاصة اثر الاعتداءات التي طالت حراس المعهد››. وأوضح المجلس»أنّ قرار غلق المعهد إلى أجل غير مسمى جاء حفاظا على سلامة المؤسسة ومن فيها وذلك على اثر أحداث العنف الشديد التي جدت بين الطلبة صباح اول امس والتي أدّت الى تهشيم أجهزة المعهد ومعداته مما أدخل حالة من الفوضى والهلع في صفوف الطلبة والأساتذة والإداريين». وجاء ايضا في نص البيان «أنّ أحداث العنف انطلقت مند بداية السنة الجامعية بالاعتداء على مدير المؤسسة من قبل طالبة تم طردها نهائيا من المعهد لتتصاعد وتيرته بدخول بعض الطلبة في إضراب عام مفتوح عن الدروس ومنع زملائهم بالقوة من الالتحاق بقاعات الدرس واستقدام غرباء عن المعهد لتعزيز تحركهم». كما اورد المجلس أنه دخل في مفاوضات مع المعتصمين لأسابيع وتمت الموافقة على أغلب مطالبهم باستثناء طلب الغاء نظام الغيابات ورغم ذلك لم يتم فك الاعتصام بل تحوّل إلى صراع عنيف بين مجموعات مختلفة من الطلبة وفقا لما ورد في نص البيان. ومن جهته اورد مدير المعهد نور الدين النيفر في تصريحه ل(وات) ان طالبة تم رفتها من المعهد تنفذ الى جانب عدد من العناصر الغريبة عن المؤسسة اعتصاما.. للمطالبة بإعادة تسجيلها وهو قرار لا يمكن البت فيه الا من قبل المحكمة الادارية، موضحا في السياق ذاته ان الطالبة المذكورة تم رفتها من المعهد بقرار من مجلس التأديب لممارستها العنف على بعض زملائها وليس لنشاطها النقابي كما تروج له. في المقابل، يفند الاتحاد العام لطلبة تونس كل ما ورد في بيان المجلس العلمي فضلا عن تصريحات المدير موضحا ان استنجاد مدير المعهد بالقوة العامة لإخلاء المعهد من طلبته، قد احدث موجة غضب عارمة في صفوف الطلبة. واعتبرت المنظمة الطلابية أن إقحام الأمن «خطوة خطيرة لاعادة البوليس الى الحرم الجامعي». وأوضحت المنظمة الطلابية ان سلسلة التحركات التي نفذها اتحاد العام لطلبة تونس جاءت على خلفية طرد كاتب العام للمكتب الفيدرالي للمنظمة الطلابية بمعهد ابن شرف رحمة الخشناوي، التي كانت قد تحصلت على شهادة النجاح للسنة الثالثة اجازة بعد اعتصامها في بهو ادارة المعهد منذ ما يناهز الثلاثة أسابيع على خلفية محاكمتها على اثر قضية تقدم بها مدير المعهد تقول المنظمة الطلابية أنها جاءت بسبب نشاطها الطلابي. وقالت عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام لطلبة تونس نسرين الجواني في هذا السياق ل» الصباح» ان قرار غلق المعهد لا يزال ساري المفعول مفندة في الاطار نفسه تصريحات مدير المعهد والتي اعتبرتها مغالطة للرأي العام. وفسرت الجواني ان رحمة الخشناوي تعتبر مناضلة صلب الاتحاد فضلا عن كونها تشغل خطة كاتب عام مكتب فيدرالي وبالتالي لا يمكن اعتبارها غريبة عن المعهد. كما فندت الجواني ان تكون الطالبة سالفة الذكر قد بدرت عنها اعمال عنف موضحة ان كل ما في الامر ان الطالبة كانت بصدد رفع شعارات وعقد اجتماعات فضلا عن ان المعهد يشهد اعتصاما منذ 5 اسابيع على جملة من المطالب. كما اشارت المتحدثة الى ان لقاء سيعقد اليوم على الساعة الحادية عشرة صباحا بين ممثلين عن المنظمة الطلابية ووممثلين عن وزارة التعليم العالي في محاولة لتطويق الخلاف.