بحث سبل التصرف الأمثل في جزر قوريا بطريقة علمية وتشاركية لحمايتها والمحافظة على طابعها البيئي والايكولوجي وتثمينها سياحيا وعلميا حتى تكون قبلة للسياح الأجانب وللبحث العلمي وذلك من خلال الإسراع بتنفيذ المشاريع المبرمجة لحمايتها ولإدراجها كمحمية بيئية فضلا عن اصدار كراس شروط منظم لإسناد تراخيص اشغال وقتي للملك العمومي البحري لفائدة المهنيين أصحاب السفن الناقلة للسياح وفقا للشروط المعمول بها مع التنصيص على جانب السلامة المهنية وعلى الجانب البيئي، تلك هي اهم القرارات والمقترحات التي تم الاتفاق عليها خلال جلسة العمل التي ثمّن خلالها المتدخلون دور مختلف الأطراف المتداخلة وخاصة المبادرات من وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي وجمعية ازرقنا الكبير البيئية لحمايتها وللمحافظة على نظافتها. وقد انعقدت بمقر الولاية جلسة عمل حضرها ممثلو مختلف الإدارات والمصالح المعنية من منطقة الحرس البحري والحماية المدنية والجهة البحرية التجارية ووكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي وممثلو المصالحة البيئية والسياحة والجيش البحري وأملاك الدولة والشؤون العقارية وبلدية المنستير وممثلو جمعية ازرقنا الكبير، خصصت للاطلاع على الطابع البيئي والايكولوجي بجزر قوريا بسواحل المنستير ومتابعة المشاريع المزمع تنفيذها لحمايتها ولتثمين دورها في تنمية القطاع السياحي. وقدّم جمال جريجر رئيس وحدة التصرف في المحمية البحرية والساحلية بجزر قوريا عرضا بيّن من خلاله التنوع البيئي والايكولوجي لجزر قوريا التي تبعد حوالي 18 كلم على سواحل مدينة المنستير والتي تزخر بثراء بيئي وبحري لا سيما تعشيش السلاحف البحرية من نوع «كاريتا كاريتا.. Caretta Caretta» المهددة بالانقراض ومحطة هامة للطيور المهاجرة. واكد رئيس وحدة التصرف على أهمية جزر قوريا البيئية والايكولوجية فضلا عن كونها نقطة مراقبة للملاحة البحرية وللحدود البحرية من طرف جيش البحر والحرس البحري الذي يعمل على تامين سواحل المنستير. وتعمل وحدة التصرف في المحمية البحرية والساحلية بجزر قوريا المحدثة في جانفي 2017 بوكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي والمكلفة بالتصرف وبحماية جزر قوريا المزمع اعدادها كمحمية بحرية وساحلية، بالتعاون والشراكة مع جمعية ازرقنا الكبير، حيث تم ابرام عدة اتفاقيات شراكة بينهما وبين ممولين دوليين لتنفيذ عدة مشاريع بيئية لحماية جزيرتي قوريا الصغرى 70 هك وقوريا الكبرى 270 هك فضلا عن حماية محيطهما على مساحة 15000 هك. وقد تم في مرحلة أولى لحماية جزر قوريا، احداث مركز للدراسة والتكوين حول السلاحف البحرية في انتظار تنفيذ مشروع دراسة الخرائط البحرية بكلفة 300 الف دينار ومشروع دعم التصرف في المحمية البحرية بجزر قوريا بكلفة تناهز 600 الف دينار ممولين ضمن برنامج الأممالمتحدة للبيئة وعلى امتداد سنوات 2018 و2019 و2020. ومن جهته قدّم احمد السوقي رئيس جمعية ازرقنا الكبير البيئية بمدينة المنستير، عرضا حول اهم ما قامت به جمعية ازرقنا الكبير في جزر قوريا من دور تحسيسي الذي يناهز سنويا تحسيس حوالي 5000 مواطن حول المحافظة على البيئة ومن بينهم 33 % حول أهمية المحافظة على جزر قوريا التي سجّلت هذه السنة 46 عشا لسلاحف بحرية وهو رقم قياسي منذ حوالي 20 سنة. كما تناولت جلسة العمل متابعة وضعية السفينة الجانحة بجزر قوريا حيث تم التأكيد على انه سيتم قريبا الإعلان على طلب عروض للتفويت ولانتشال السفينة الجانحة. ونذكر ان سفينة تجارية عملاقة من جنسية نيجيرية يناهز طولها 132 مترا وعرضها 18 مترا وعمقها 9 امتار وعمرها 42 سنة ووزنها حوالي 3500 طن جنحت بسواحل جزيرة قوريا من ولاية المنستير وعلقت بالصخور يوم 10 ديسمبر 2014 بعد ان انقطع وثاق الجر اثناء عملية جرها من قبل سفينة إيطالية من دولة غانا في اتجاه تركيا. وسعيا للمحافظة على سلامة ونظافة المحيط والطابع البيئي والايكولوجي لجزر قوريا تعمل السلطات الجهوية جاهدة لإيجاد حلول لانتشالها ورفع حطامها من عرض البحر في اقرب الآجال.