نظّمت أمس الكشافة التونسية بالتعاون مع الاتحاد العالمي للكشاف المسلم ملتقى «سفراء الحوار بين الأديان» الذي يهدف إلى تبنّي الحوار في المناهج الكشفية وترسيخ ثقافة الحوار والتعايش بين الأديان وتنشئة الأجيال الكشفية على القدرة على قبول الأخر والتواصل مع أتباع الأديان المختلفة بين الكشافين. في حوار خاطف مع «الصباح» أكّد القائد العام للكشافة التونسية، وحيد العبيدي، أن الملتقى العالمي لسفراء الحوار بين الأديان تم تنظيمه بين الكشافة التونسية والاتحاد العالمي للكشافة المسلمة، الذي يضم الجمعيات الكشفية الإسلامية، مؤكّدا على أن «الفكرة أتت من أن الكشافة العالمية انطلقت منذ سنوات في العمل كمحرّك للتغيير في المجتمع للقيام بدور في مقاومة والتصدّي للتطرّف العنيف». وأضاف القائد العام للكشافة التونسية أنه «حضر الملتقى 120 مشاركا من دول مختلفة من أكثر من 20 جنسية ويمثلون جميع الديانات، هناك مسيحيون، يهود، بوذيون ،مسلمون طبعا، وكلّنا لدينا نفس القضية وهي قضية التعايش والحوار بين الأديان وتقريب وجهات النظر وأساسا التصدّي لظاهرة التطرّف العنيف». حول تصوّر الكشافة التونسية للتصدّي لظاهرة التطرّف العنيف، يقول القائد وحيد العبيدي «نحن ذهبنا التي تلك المناطق التي لم يستطع بلوغها أحد والتي ينتشر فيها الفقر والبطالة والإحباط، وقوّة الكشافة هنا تكمن في اعتماد قوّة النظير الكشفي المحصّن بخطاب بديل ويدرك نقطة الضعف في علاقة باستقطاب الشباب التونسي من طرف الجماعات المتطرّفة، خاصّة وأن النظير الكشفي يشتغل على التوعية وعلى الرصد ثم التوعية وطرح خطاب بديل.. باحتضانهم والحديث معهم واستقطابهم وانتشالهم من براثن الأفكار المتطرّفة.. وقد نجحنا في إنقاذ شباب من حالات تطرّف». ويضيف «والهدف من هذا اللقاء هو دعاية جميع الحركات الكشفية من الشباب الذين يريدون القيام بدور في تنمية الحوار والتعايش بين الأديان.. علما وان الدين لا يعنينا كثيرا في الحركة الكشفية، بمعنى أن الكشافة هي حركة تواصل إنساني وعالمي لا تقف فيه الأديان كحواجز.. وقد لعبت الكشّافة دوما دورا في دعم الحوار والتعايش بين الأديان، ولتفعيل هذه الآليات للتواصل والتعايش يجب أن نتواجد في الشارع، في الأحياء، في المدارس في كل مكان نستطيع من خلاله بناء جسور للتواصل فنحن قوّة شبابية نؤمن بأن هناك أدوارا لا بدّ من القيام بها في مجتمعاتنا.. أنا أقول أن الكشافة التونسية ازدادت قوّة وصلابة وفاعلية بعد الثورة وهناك مؤشّرات تثبت ذلك فمن حيث العدد لأوّل مرّة نصل 90 ألف منخرط في الحركة الكشفية، اليوم الكشافة التونسية خرجت من مرحلة التقوقع حول ذاتها إلى المجتمع لأننا أردنا لعب دور تنمية المجتمع في عدّة مجالات كالمحافظة على البيئة، ومقاومة الإدمان والمخدّرات». كما شاركت الكشافة التونسية في حملة تهيئة المدارس، وقد قال محدّثنا أن الفكرة انطلقت من الكشافة وتبناها وزير التربية السابق ناجي جلول، «قمنا بتدخل في 150 مدرسة ورغم أنه لم تكن لدينا الموارد المالية بل لدينا السواعد، ولدينا الجدّية والانضباط، نحن ذهبنا في اتجاه تبنّي المدارس»، وفق ما صرّح لنا به العبيدي. مضيفا «الكشافة في مرحلة الاستعمار كانت معاضدة الحركة الوطنية في الاستقلال وبعد الاستقلال دعمت الكشافة التونسية مسألة بناء الدولة الوطنية وناهيك أن أغلب المسؤولين في تلك الحقبة كانوا من قادة الحركة الكشفية، فأوّل آمر للحرس الوطني كان قائدا بالحركة الكشفية، اليوم لم يعد دورنا مقتصرا على التكوين القاعدي والقيادي وعلى المخيمات، ولكن التحمنا باحتياجات المجتمع وقمنا بدورنا في مقاومة التطرّف العنيف، 100 شاب تونسي قاموا بمشاريعهم بدعم من الكشافة التونسية، وبالتالي تجاوزنا دورنا الكشفي إلى قضايا تهم المجتمع»..