واشنطن (وكالات). نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول تركي رفيع المستوى قوله، إن "السلطات التركية ترجح نظرية مفادها، أن جثة الصحفي السعودي جمال خاشقجي المقطعة، تمت إذابتها باستخدام حمض الأسيد داخل القنصلية السعودية، أو في مقر القنصل العام السعودي القريب". وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته لحساسية القضية، إن "الأدلة البيولوجية التي تم اكتشافها في حديقة القنصلية، تدعم النظرية القائلة بأن جثة خاشقجي تم التخلص منها بالقرب من المكان الذي قتل ومزقت أوصاله فيه". وأوضح أن "جثة خاشقجي لم تكن بحاجة إلى دفن". وفي وقت سابق، نقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية عن مصدر مقرب من الديوان الملكي السعودي قوله، إن جثة الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي "تم تسليمها لمتعاون محلي في تركيا".وأفاد المسؤول التركي بأن "المحققين الأتراك لا يعتقدون بوجود متعاون محلي". وفي السياق نفسه، قال مسؤول تركي رفيع المستوى آخر، إن النائب العام السعودي سعود المعجب الذي أتم زيارة استغرقت 3 أيام إلى إسطنبول الأربعاء، لم يقدم أي معلومات عن موقع رفات خاشقجي، ولم يحدد من هو "المتعاون المحلي" المذكور، بحسب الصحيفة ذاتها. وقالت النيابة التركية في بيان لها، إن "جثة المقتول جمال خاشقجي جرى التخلص منها عبر تقطيعها عقب قتله خنقا، وفقا لخطة كانت معدة مسبقا أيضا". وبعد صمت دام 18 يوما، أقرت الرياض بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها إثر ما قالت إنه "شجار"، وأعلنت توقيف 18 سعوديا للتحقيق معهم، فيما لم تكشف عن مكان الجثة. عودة شقيق الملك سلمان من منفاه الإرادي ببريطانيا من جهة اخرى عاد الامير احمد بن عبد العزيز الاخ الاصغر للملك سلمان إلى الرياض، بعدما بدا في الآونة الأخيرة أنه ينتقد الملك وولي العهد، فيما تقول مصادر مقربة من الأسرة المالكة إنه علامة على أنها تريد تكوين جبهة موحدة في مواجهة أسوأ أزمة سياسية منذ عقود. وقالت ثلاثة مصادر إن الأمير أحمد بن عبد العزيز، وصل الثلاثاء بعدما أمضى شهرين ونصف في الخارج، في الوقت الذي تتصدى فيه المملكة لتداعيات قتل الصحفي جمال خاشقجي.وذكر دبلوماسي عربي كبير أن الأمير أحمد طلب تطمينات من الملك قبل السفر، وقال مصدر سعودي على صلة بالأسرة المالكة إنه حصل على التطمينات فيما يبدو. وتأتي عودة الأمير أحمد بن عبد العزيز (76 عاماً)، والتي أكدها ثلاثة مقربين منه، وسط ردود فعل دولية متصاعدة ضد المملكة إثر اغتيال خاشقجي وبعد أن كان يخشى العودة إلى بلاده منذ أن أدلى بتصريحات علنية في شهر سبتمبر 2018 بدا أنها تنتقد ولي العهد محمد بن سلمان. وبحسب غريغوري غوز الباحث في كلية بوش للحكم والخدمة العامة في جامعة تكساس فإن "عودة بن عبد العزيز هي مؤشر هام على مناورة داخل العائلة المالكة". وأضاف "شيء ما يتم ترتيبه".وقال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني: إنَّ عودة الأمير السعودي أحمد بن عبد العزيز شقيق الملك سلمان إلى الرياض ربما تهدف الى الإطاحة بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عقب الجدل الذي أثاره مقتل الصحفي البارز جمال خاشقجي في السفارة السعودية بإسطنبول. والأمير أحمد بن عبد العزيز، فيُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره شخصية ذات ثقل خاص في الأسرة حيث أنه أخ الملك سلمان الوحيد الباقي على قيد الحياة من أصل سبعة أخوة هم أبناء الملك عبد العزيز آل سعود من زوجته حصة بنت أحمد السديري. وشكل الإخوة السديريون كتلة قوية بين عشرات من أبناء الملك عبد العزيز الآخرين وخلف بعضهم بعضاً على عرش المملكة.وشغل الأمير أحمد منصب نائب وزير الداخلية لعدة عقود ثم منصب وزير الداخلية لفترة وجيزة في عام 2012 وأمضى السنوات الست الماضية متقاعداً يزور لندن بانتظام.