أطاحت الوحدات الامنية لادارة اقليم الحرس الوطني بقفصة وتحديدا على مستوى فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بالمتلوي ومركز الحرس الوطني بالرديف بشبكة وصفت -مبدئيا- بالخطيرة اختصت في التحيل انطلاقا من موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك نحو الواقع ولهفت مبالغ مالية كبرى من فتيات ونساء ميسورات الحال، حيث ألقت القبض على اثنين من عناصرها بينهم زعيم الشبكة فيما تتواصل التحريات لكشف بقية الأطراف المشاركة. وقائع القضية وفق المعطيات الأولية التي تحصلت عليها»الصباح» تفيد بأن شابا أصيل ولاية قفصة تفتقت قريحته على حيلة شيطانية لجمع المال وعيش حياة الأثرياء، وذلك بانتحال صفة والادعاء بأن ابنته مصابة بمرض السرطان لكسب تعاطف اصدقائه الافتراضيين وجلهم من الفتيات والنساء ميسورات الحال. صفحات فايسبوكية وهمية لتنفيذ المخطط بادر المشتبه به الرئيسي بإنشاء صفحات فايسبوكية وهمية بأسماء مختلفة على غرار سالم العبيدي ونور العيون ونور الاسلام، وضمنها في البداية صوره الشخصية وهو يرتدي الزي الاخضر الخاص بطبيب مبنج ثم بدأ في نشر تغريدات حول إصابة طفلته التي هرب بها من أمها الفرنسية بمرض السرطان وعجزه عن مداواتها بعد ان فقد امواله في عملية سرقة بالسلب(براكاج) وعدم قدرته على العودة الى فرنسا بعد ان اصبح مفتشا عنه، ويرافق التغريدة بصورة لطفلة مجهولة الهوية.. تمكن المشتبه به من كسب تعاطف عدد من الفتيات والنساء في العالم الافتراضي، ثم انطلق نحو الجزء الثاني وهو اللقاء المباشر مع ضحاياه و»التسول بضخامة» بدعوى توفير مبالغ مالية لعلاج ابنته حتى بلغ به الأمر الى البكاء أمامهن لخشيته على ابنته من الموت امام عجزه المالي... أموال ومصوغ نجح المشتبه به في كسب تعاطف ضحاياه مباشرة وكان من بينهم مضيفة طيران وقاضيات ومحاميات وطبيبات ومواطنات ميسورات الحال، مكنه على مراحل وبطرق مختلفة من مبالغ مالية كبرى ومصوغ وغيره وبعد فترة جمع خلالها «تحويشة العمر» أعلن عبر صفحاته الوهمية عن وفاة طفلته المجهولة بعد صراع مرير مع مرض السرطان وتقبل التعازي وظل حرا طليقا رغم ان بعض المتضررات تفطن لتحيله وتقدمن في شأنه بشكايات الى ان نجحت قوات الحرس الوطني في الاطاحة به أخيرا. رواية متضررة من بين المتضررات من عمليات التحيل مضيفة طيران، اتصلت بها»الصباح» لمعرفة المزيد من التفاصيل فقالت:»كان يبكي بحرقة.. يبكي بالدموع على بنتو على هذاكة حسيت بيه انا وافراد عايلتي وعدد من صديقاتي»، واضافت ان البداية كانت بتغريدة نشرها حول اصابة ابنته بمرض السرطان فتعاطفت معه وطلب مني ان ارسل له حوالة بريدية لمساعدته في محنته فلبيت طلبه عن اقتناع وارسلت له عدة حوالات، «ولكن بعد فترة استربت من الامر فطلبت منه ان يرسل لي نسخة من بطاقة تعريفه فوعدني بارسالها غير انه فاجأني برواية تعرضه ل «براكاج» وحرق وثائقه...» «انطلت عليّ الرواية»-تواصل المتضررة-:«خاصة وانه طلب مني عدم ارسال بقية الحوالات البريدية باسمه حيث ارسل لي هويات اثنين من اخوته ثم والده وشقيقته.. حتى بلغت قيمة الاموال المرسلة اليهم حوالي عشرة آلاف دينار ثم اصبح يزورني في مقر عملي متباكيا كذلك فأتعاطف معه وامكنه من صكين، فيما رفض ان يأتيني رفقة طفلته بدعوى انها ملائكة قبل ان يعلن عن وفاتها». ضحايا بالجملة واضافت المتضررة ان من بين ضحاياه امرأة سلبها اكثر من اربعين الف دينار بدعوى مساعدتها في اقتناء سيارة من فرنسا عن طريق شقيقه المهاجر(رفضت تتبعه سابقا)، وقاضية تعاطفت معه فاستولى على مصوغها وسرق جواز سفرها(اشتكته) بعد ان استخرج نسخة من مفتاح سيارتها التي مكنته منها لنقل طفلته الى المصحة بعد تعاطفها معه اضافة الى زوجة قاض ومحاميات ومواطنات عاديات بينهن والدتها وشقيقتها. ويرجح ارتفاع عدد المتضررين بعد ايقاف المشتبه به الرئيسي وشقيقه وقد يبلغ العشرات من عدة ولايات بينها نابل وسوسة وتوزر واريانة بينهم محامية سلبها سبعة الاف دينار، وختمت المتضررة بالثناء على مجهودات رجال الحرس الوطني بالمتلوي والرديف الذين تمكنوا من ايقاف المشتبه به الرئيسي وشقيقه وحجز صكين وجواز سفر قاضية كان سرق من سيارتها- وفق قولها-. واكيد ان الابحاث الأمنية والتحقيقات القضائية قد تتوسع لتشمل اطراف اخرى شاركت بأية طريقة كانت في التحيل وسحب الحوالات البريدية مع انتظار تقدم متضررين آخرين بشكايات لتتبع كل من تثبت ادانته.