الإدمان على المخدرات يدفع بالضرورة إلى السلوك الإجرامي، حقيقة أثبتتها عدة دراسات أجريت حول علاقة المخدرات بالجريمة وجرائم عديدة ارتكبت تحت تأثير مفعول مادة مخدرة وخاصة الأقراص التي تعمل على تغيير الحالة العقلية والمزاجية لمستهلكها حيث تؤثر على الإدراك والتفكير وتدفع بمستهلكها الى إطلاق العنان لرغباته فيصبح غير قادر على ضبط نفسه ويتخلص من الخوف ليرتكب جرائمه بدم بارد. ووفق بعض الدراسات فإن أقراص «السوبيتاكس» و«الايكستازي» تسبب فقدان الإستبصار وهو جزء من الذاكرة ما يجعل مستهلكها غير قادر على التمييز وارتكاب جرائم فظيعة وبدم بارد من بينها زنا المحارم حيث تعيش العائلات التي يكون أحد أفرادها مدمنا على تعاطي المخدرات معاناة يومية لا سيما إذا كان الأب أو الاخ هو المدمنين حيث يغتصب يصبح المدمن قادرا على ايذاء أقرب الناس اليه ويصبح غير قادر على التمييز فقد يغتصب والدته او ابنته او شقيقته أو حتى طفلا رضيعا. وقد أصبح مرتبطا بعدة قضايا جنائية وقد تكاد تكون خلف كل جريمة مدمنا، وهذا ما أثبتته الجرائم الأكثر بشاعة التي عرفها مجتمعنا نذكر منها جريمة قتل العجوز سالمة بالقيروان والتي سبقت عملية قتلها اغتصابها بوحشية من قبل مجموعة من الشبان اتضح انهم استهلكوا الاقراص المخدرة وعند استنطاقهم اكتفوا بقول «مستحيل كان نكونوا نحنا اغتصبنا الخالة سالمة وقتلناها».. جرائم اخرى ارتكبت بدم بارد منها الجريمة الفظيعة التي عرفتها بلادنا منذ 18 عاما ارتكبها فنان شعبي كان محبوبا في تلك الفترة وفي ليلة استهلك كمية من المخدرات ثم حول وجهة طفل الى مقبرة وهناك «اغتصبه» ثم قتله بوحشية.. جريمة لم تمت وظل صداها الى اليوم ولكن ورغم تجريم القانون لاستهلاك المخدرات ولكن الإقبال عليه في تزايد حتى أن بعض الخبراء الأمنيين الدوليين اعتبروا حبة «الكبتاجون» الراعي الرسمي للإرهاب في الشرق الأوسط حيث يستهلك مئات الآلاف من الأشخاص في العالم العربي هذه الأقراص ومن بينهم المتبنين للفكر «الداعشي» حيث يستغل هذا التنظيم وبقية التنظيمات الارهابية «الكابتاجون» في إعداد عناصر إرهابية أكثر دموية وقادرة على القيام بعمليات تفجيرية دون خوف أو تردد. العميد هيثم زناد الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للديوانة تحدّث ل «الصباح» عن كميات المخدرات التي كانت في طريقها الى «الأسواق» الداخلية ببلادنا وتم إحباطها من طرف أعوان الديوانة منذ غرة جانفي 2018 الى موفى شهر أكتوبر الفارط حيث تمكنت إدارة الحرس الديواني من حجز 12 كلغ و600 غرام من القنب الهندي ونجحت من جهتها الإدارة الجهوية بتونس الشمالية (مطار تونسقرطاج وميناء حلق الوادي) في حجز 27.7 كلغ من المخدرات المختلفة و34500 حية «اكتازي» و»سوبيتاكس». وأما الإدارة الجهوية للديوانة بجندوبة وتحديدا المكاتب الحدودية ملولة وببوش وغار الدماء وساقية سيدي يوسف فقد تم حجز 185 حبة «اكستازي» و448 علبة دواء مخدر و11 غراما من «الكوكايين». ووفق العميد هيثم زناد فقد تمكن أعوان الإدارة الجهوية للديوانة بصفاقس وتحديدا المكتب الحدودي وميناء ومطار صفاقس من حجز كيلوغرامين من مخدر «الزطلة» وأما الادارة الجهوية للديوانة بالقصرين (مكاتب بوشبكة وحيدرة وقلعة سنان) فقد تمكنوا من حجز 232 غراما من مخدر «الزطلة» و300 حبة «ليدزراكس» وتمكنت الادارة الجهوية للديوانة بمدنين والتي تشمل المكتبين الحدوديين راس جدير وذهيبة من حجز 1.4 كلغ «زطلة». وقد نجحت الوحدة البحرية للديوانة من حجز كيلوغراما من «الزطلة» و160 غراما من مخدر «الكوكايين» و«الزطلة» و«الماريخوانا».