صرح المتضرر بوبكر القلالي أنه سبق الشهيد عدنان بن سعيد في الحياة الطلابية وأنه أيضا عاصره فيها الى حد يوم 8 ماي 1991 ملاحظا بأنه يعرفه بحكم انهما من أبناء نفس المنطقة كما أقاما حوالي سنة ونصف بالمبيت الجامعي إضافة الى مزاولتهما الدراسة بنفس الكلية وهي كلية العلوم بالمركب الجامعي بتونس كما أنهما منخرطان وينشطان في حركة الاتجاه الإسلامي والاتحاد العام التونسي للطلبة. وأشار القلالي إلى أن التظاهرة يومها (8 ماي) التي نظمها منتسبو الاتحاد العام للطلبة بالمركب الجامعي انطلاقا من كلية العلوم كانت مواصلة لتحركات وتظاهرات سابقة بدأت منذ فيفري 1990 وكانت محاورها الثلاثة الاحتجاج على تركيز جهاز الامن الجامعي بالكليات ومنع النشاط السياسي والنقابي بالجامعة والمشاكل التي كانت تعيشها كلية الشريعة وأصول الدين. وبخصوص ما حصل يوم 8 ماي صرح بأنه في ذلك التاريخ تحول الى كلية العلوم بمعية صديقه عدنان بن سعيد ودخلاها في حدود التاسعة والنصف صباحا من الجهة الخلفية من جهة المطعم الجامعي باعتبار العدد الكثيف لأعوان الأمن المرتدين للزي النظامي والمدججين بالأسلحة والذين كانوا يحاصرون الكلية وقد عاينوا تواجدا امنيا كثيفا أيضا داخل الكلية ثم افترق الاثنان حيث توجه هو نحو ساحة الكلية اين تجمع الطلبة استعدادا للانطلاق في مسيرة نحو الأرجاء الأخرى للمركب الجامعي وبمجرد انطلاق المسيرة فوجئوا بهجوم أعوان الامن على الطلبة ما احدث اضطرابا وفوضى فابتعد هو وعند بلوغه مستوى مركز الامن الجامعي أصيب برصاصة بجبينه من الجهة اليسرى مخترقة حاجب عينيه اليسرى ثم انفه لتستقر بخده الأيمن ملاحظا أن المكان الذي كان فيه حينها يبعد حوالي 20 مترا عن مركز الامن الجامعي وهو يعتقد ان من أصابه كان في مكان مرتفع يرجح ان يكون مدارج مركز الامن او سطحه، وأضاف أنه بعد اصابته جثا على ركبتيه والدماء تنزف بغزارة ثم أحس ببعض الاعوان يمسكون بثيابه من الخلف على مستوى الرقبة ويجرونه نحو مقر مركز الامن وهناك رغم اصابته استهدف بالاعتداء بالركل والضرب بالعصي في انحاء مختلفة من جسده. وأضاف القلالي أنه سمع احد الاعوان يرجح ان يكون من اطلق عليه الرصاص يتوجه نحو زميله بالقول»شوفو كي طيحتو كيف العصفور». وبخصوص ما حصل للشهيد عدنان بن سعيد بين أنه سمع لاحقا من بعض زملائه الطلبة الذين حضروا الواقعة بان الشهيد كان يتقدم اثنان من الطلبة في محاولة لافتكاكه من الاعوان الذين كانوا يجرونه بعد ان أصيب فتجمع قرابة خمسة أعوان وأحاطوا بالشهيد وانهالوا عليه ضربا وعند محاولته التصدي لهم تعثر أحدهم بأحد أرجله فسقط أرضا ولكنه سرعان ما انتصب واقفا وافرغ مسدسه في رأس الشهيد. وأشار أيضا بأنه تم نقله بمعية الشهيد بن سعيد بصندوق شاحنة مغلقة الى مستشفى شارل نيكول أين احتفظ به بغرفة الإنعاش لمدة 3 أيام ثم خضع لبعض العمليات الجراحية منها ما تعلق باستئصال الرصاصة من خده وبعد حوالي 24 يوما غادر المستشفى لكنه اخضع للبحث والتدقيق حيث اودع بغرفة الإيقاف ببوشوشة لمدة يومين ثم احيل على قلم التحقيق بمحكمة تونس الذي أبقاه بحالة سراح حينها انتهز الفرصة وتحول الى ليبيا عبر بوابة راس جدير ومنها الى النمسا ثم المانيا وطالب باللجوء هناك وقد منح إياه. وشدد القلالي في الأخير على أن يوم 8 ماي شهد مذبحة حيث سجل خمس إصابات خطيرة وكلها إصابات تؤكد – وفق قوله- أن نية الانتقام والقتل كانت موجودة.