في اطار تعليقها على التحوير الوزاري قالت النائبة سامية عبو مؤخرا في مصافحة صباحية مع اذاعة «جوهرة آف آم» أنه مشروع تحوير، في انتظار مصادقة البرلمان عليه، لكنها وجهت نقدا لاذعا لبعض الاختيارات، وطريقة التعامل مع بعض الوزراء مشيرة الى أنه تم الابقاء على وزير تكنولوجيات الاتصال أنور معروف رغم المؤاخذات.. كما تحدثت عن فشل وزراء النهضة لكن وقع الابقاء عليهم وذكرت بأن وزير تكنولوجيات الاتصال لم ينكر ولا أيضا نفى وجود موظف بالمركز الوطني للإعلامية هو بالأساس عضو في مجلس شورى النهضة، ومتمتع بالعفو التشريعي العام وقد تم تكليفه بمهمة خطيرة وهي الاشراف على منظومة اعلامية تحمل كل المعطيات الشخصية للتونسيين.. كما تحدث عن تشكيات من وجود اختراقات، وأن التونسيين باتوا صفحة مفتوحة أمام حركة النهضة، وعندما تم الضغط على الوزير المذكور تقرر نقل هذا الموظف، لكنه تمسك بالمهمة وهدد بحرق نفسه في حال تم تغييره الى قسم آخر.. هذه الرواية لا أحد حاول نفيها بما في ذلك الاطراف النقابية حيث افادنا طه الفاسي كاتب عام النقابة الاساسية أن أعوان المركز الوطني للإعلامية في حالة استنفار قصوى منذ عام باعتبار أن هناك رغبة من وزير تكنولوجيات الاتصال أنور معروف الذي يريد تجريد المركز من مهامه التي أوكلتها له القوانين والاوامر التنظيمية والمتمثلة أساسا في الاشراف على البرنامج والمنظومات ومعاضدة الهياكل الادارية.. لفائدة القطاع الخاص وفتح المعطيات على شركات دولية، من خلال احداث المؤسسة التونسية للتنمية الرقمية لتقوم بنفس مهام المركز الوطني للإعلامية وهنا يقول محدثنا «.. نحن لسنا ضد القطاع الخاص، ونتعامل معه وفق ضوابط معينة، لكن في اطار ما يسمى بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، هناك محاولة لإفراغ مركزنا من محتواه لغايات غير مفهومة، اذ من غير المعقول فتح منظومات سيادية أمام دول اخرى، واحداث هذه المؤسسة الجديدة من شأنه ان يجعلنا كدولة نفقد السيطرة على منظوماتنا، ولذلك اطلقنا صيحة فزع..» وحول عضو مجلس الشورى الموظف بالمركز الوطني والمشرف على خطة «استراتيجية» قال كاتب عام النقابة الاساسية أن ذلك صحيح وهذا الموظف لديه كل الصلاحيات لقاعدة معلومات مهمة، مبرزا أن المدير العام المعزول عادل بوحوالة من طرف الوزير بطريقة غير ادارية وغير عادية، بعد ان شكره الجميع على نجاح الانتخابات البلدية كان قد لاحظ من باب تحديد المسؤوليات والابتعاد عن التأويلات من المفروض أن لا يكون مسؤولان عن قاعدة معلومات حساسة عونان لهما نفس اللون السياسي ومن الافضل تمكينهما من الاشراف على منظومات اقل حساسية لكن في ما بعد فوجئ الجميع بعزل المدير العام.. من جهته قال عبد الله القمودي كاتب عام الجامعة العامة للمالية، ان الاتحاد طلب من وزير تكنولوجيات الاتصال التوقف عن بعث مركز مواز للمركز الوطني للإعلامية تابع للقطاع الخاص، تجنيبا للبلاد من الاختراق للمعطيات الشخصية والامن القومي للبلاد، وحتى تعلة الوزير القائمة على اساس أنه يحاول تطوير هذه المنظومات عن طريق شركة خاصة، طالب النقابيون بان يقع تطوير المركز الوطني للإعلامية وتحسين ادائه بدل تكوين مؤسسة موازية تعتمد منظومات المركز وتجرده من مهامه، وهو وضع خطير مما اضطر أعوان المركز الوطني للإعلامية تنفيذ عديد الوقفات الاحتجاجية للوقوف أمام كل محاولات اختراق المعطيات الشخصية للبلاد وكذلك للمواطنين والامن القومي، وفي النهاية لم يشمل التحوير الوزاري أنور معروف، لان النهضة تقف له سندا دائما، وهو الوزير الذي لا يمس وأحد ابرز الكوادر التي زرعتها النهضة في مفاصل الدولة.. حيث أشارت مصادرنا النقابية الى أن الوزارات النهضوية خلقت مؤسسات خاصة تستغل امكانيات المؤسسات العمومية، على غرار وزارة التنمية..