بين سليم خلبوس وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن الانتدابات كانت معطلة في الوظيفة العمومية لكن هذا العام ستقوم الوزارة بانتدابات استثنائية للمدرسين الجامعيين في الاختصاصات التي فيها نسبة تأطير ضعيفة. وأضاف أمس بمناسبة نقاش مشروع ميزانية الوزارة لسنة 2019 تحت قبة البرلمان أن النسبة العامة للتأطير تبلغ 13 طالبا للمدرس لكن في بعض الاختصاصات هناك تفاوت في نسب التأطير لذلك طلبت الوزارة القيام بالانتداب بصفة استثنائية في الاختصاصات التي فيها نقصا في التأطير وتتمثل هذه الاختصاصات خاصة في اللغات الاجنبية. وتحدث الوزير خلال جلسة جمعته بنواب لجنة الشباب والشؤون الثقافية والتربية والبحث العلمي عن مدى تقدم اصلاح منظومة التعليم العالي والبحث العلمي، وبين ان مخطط الاصلاح فيه اولويات تم توجيهها للبحث العلمي والخدمات الجامعية الموجهة للطلبة. وذكر ان من اهداف مشروع الاصلاح تحسين الجودة وأكد على تحسن ترقيم الجامعات بصفة ملحوظة، واضاف ان التشغيلية تبقى الهاجس الاكبر للوزارة نظرا لان عدد خريجي التعليم العالي العاطلين عن العمل كبير جدا. وأضاف ان الهدف الموالي يتمثل في تطوير منظومة البحث والتجديد اضافة الى تحسين الحياة الطلابية والخدمات الجامعية وحوكمة القطاع ومقاومة الفساد ودعم انفتاح الجامعة على محيطها. وفسر ان هذه التوجهات تم تثمينها في المؤتمر الوطني للاصلاح. وبخصوص ميزانية الوزارة قال خلبوس إنها ارتفعت بنسبة 11 فاصل 1 بالمائة واضاف ان اكبر قسط مموجه للبحث العلمي وللخدمات الجامعية وتمثل نسبة التاجير 71 بالمائة من الميزانية ويحظى المدرسون الباحثون بالقسط الاكبر وهناك نسبة كبيرة موجهة للتأطير والبحث. وذكر ان نظام امد فيه 200 الف طالب وهناك 11 الف طالب في الدراسات الطبية و22 الف طالب في الدراسات الهندسية واضاف ان عدد الخريجين يتجه نحو الانخفاض. وقال ان هناك رقما استثنائيا تم تسجيله هذا العام وهو منح اكثر من 3 آلاف دكتوراه. وتحدث الوزير عن التعليم العالي الخاص وبين انه يؤمن في 76 مؤسسة فيها ثلاثة آلاف و36 طالبا ويبلغ عدد الطلبة الاجانب في هذه المؤسسات أربعة آلاف و327 طالبا، وذكر انه تمت مضاعفة التأطير في المؤسسات الخاصة وستتحسن هذه النسبة اكثر خلال السنة القادمة. ولدى حديثه عن الرقابة قال خلبوس انه لاول مرة في تاريخ التعليم العالي تم غلق جامعة خاصة نظرا لأنها اسندت شهادات لطلبة اجانب لم يدخلوا الى تونس اطلاقا. واضاف انه تقرر عدم احداث مسالك جديدة على مستوى الشهادة الوطنية للاجازة في انتظار استكمال تفعيل مشروع اصلاح منظومة التعليم العالي وفسر انه سيقع اقرار الاجازة الموحدة. واشار الى ان الوزارة اعتمدت مقاربة تقوم على تقييم المهارات والمهن قصد تحسين التشغيلية. واضاف ان التكوين المستمر الجامعي سيعود وسيتم الاهتمام بشهادة الاجازة في الدراسات التحضيرية لتكوين المهندسين وباصلاح الدراسات الطبية. ولدى حديثه عن نسبة التأطير بين ان عدد المدرسين يبلغ 22800، منهم 18000مدرس قار. وبين ان النظام الاساسي للأساتذة الباحثين لم يعد يتماشى مع حاجيات العصر ومع التطور المهني للأستاذ الجامعي وللغرض تم التقدم في اعداد نظام جديد، كما تم اقرار منحة جامعية لأبناء الجامعيين ومنحة العودة الجامعية واحداث تعاونية ابتداء من 2019، وهناك منحة تحفيز على البحث العلمي لفائدة الباحث وسيقع اعتماد تنفيل لفائدة الجامعات الداخلية. مشاكل في التهيئة اكد خلبوس على حرص الوزارة على تحسين ظروف العمل للطلبة والاساتذة والاداريين والعملة بالمؤسسات والمطاعم والمبيتات الجامعية وذكر انه التقليص من كلفة الكراء وان 88 بالمائة من المؤسسات الجامعية هي اليوم على ملك للدولة لكن هناك مشاكل في التهيئة وبين ان الوزارة ستقوم بتهيئة العديد من المؤسسات كما سيقع انطلاق العمل بالعديد من الفضاءات واضاف انه تم فتح 8 مطاعم جامعية وتم العمل على تقريب الرياضة من الجامعات بفتح مركبات رياضية. البحث العلمي ركزت الوزارة حسب ما اشار اليه سليم خلبوس على البحث العلمي ووجهت ميزانية كبيرة الى هذا الباب. وبين ان هذا الاهتمام مكن من بلوغ قرابة 9 الاف نشرية كما تم تشجيع البراءات في مراكز البحث. وقال ان تونس خصصت اربعمائة وستة واربعين مليون دينار للبحث العلمي ونصيب الاسد تحظى به وزارة التعليم العالي. واضاف انه تم التقليص من الوحدات الصغيرة وتطوير المخابر الكبيرة وبعد تجمعها اصبح هناك 493 مخبرا و200 وحدة بحث. وارتفع تمويل المخابر بنسبة واحد وستين بالمائة في سنة واحدة وهناك 17 مخبرا يفوق معدل المنح المسندة اليها 110 الاف دينار. وذكر ان هناك قسطا من المنح تم اخضاعه لمبدأ المنافسة بين الجامعات حيث يتم اختيار مواضيع مثل الماء والطاقات المتجددة ومن يقدم بحوثا افضل يحصل على التمويل. خدمات جامعية تطرق الوزير الى برامج الخدمات الجامعية وقال انها تحظى باكبر قسط من الميزانية بعد التأجير وذكر انه تم احداث منحة الادماج في الحياة الجامعية وقدرها خمس مائة دينار وتم توسيع قاعدة المنتفعين بالمنحة وناهزت نسبة الممنوحين خمسين بالمائة من الطلبة وذلك اضافة الى الاعانات الاجتماعية والقروض التي يتمتع بها عشرة بالمائة من الطلبة اما عدد المنح الجامعية المسندة للطلبة الدارسين بالخارج فلم يقع المساس به رغم مشكلة سعر الصرف. وتحدث خلبوس عن المنح المسندة في اطار التعاون الدولي وقال ان عددها يتجاوز 1200 منحة بالخارج فالصين قدمت منحا وكذلك تركيا والمجر وغيرها، وتم مضاء اتفاقيتين مع الجزائر ب 200 منحة والمغرب ب 100 منحة. وهناك برنامج اخر يهدف الى تمويل تشاركي لمخابر مشتركة بين تونسوالجزائر والمغرب. وأكد الوزير ان هناك 144 الف منتفع بالمنح والاعانات وأضاف ان طاقة استيعاب المبيتات الجامعية ارتفعت وهو ما مكن من تحسين ظروف الاقامة بالغرف. وبين انه بفتح 8 مطاعم جديدة ستتمكن الوزارة من تأمين ستة عشر فاصل سبعة مليون وجبة خلال السنة القادمة وقال انه تم تحسين جودة الاكلة الجامعية وتم اعداد دليل صحي للأكلة الجامعية وتقرر تشريك الطلبة في اختيار الوجبات. وتحدث خلبوس عن برنامج هو بصدد الاعداد ويتعلق بالرقمنة وسيقع بمقتضاه ربط المؤسسات الجامعية عبر الالياف البصرية واضاف انه تم احداث بطاقة الطالب الوطنية الذكية بالشراكة مع البريد التونسي والوكالة الوطنية للمصادقة الالكترونية وقال انها تسهل اجراءات الدفع عن بعد المتعلقة بالخدمات الجامعية من اسكان واطعام وتحميل معطيات حول استخلاص الطالب للمعاليم والتسجيل والخدمات الجامعية. وبخصوص التمييز الايجابي بين انه مس العلوم الطبية والهندسية والانسانية على حد سواء وانتفعت به كل الولايات الداخلية. ولتشجيع الجامعيين على البقاء في المؤسسات الموجودة في المناطق الداخلية تم احداث هياكل بحث كما تم تمتيع المخابر بتمييز ايجابي. وقدم الوزير لنواب اللجنة معطيات عن مراكز المهن واشهاد الكفاءات وذكر ان شبكة هذه المراكز تطورت. ولدعم التشغيلية تم على حد تأكيد الوزير اعداد قاعدة بيانات للدكاترة العاطلين وقال ان الوزارة تنسق مع وكالة التعاون الفني ومع القطاع الخاص ومع الوزارات الأخرى لبحث فرص انتداب لفائدة هؤلاء. مكافحة الفساد اكد سليم خلبوس ان الوزارة لم يعد فيها اي تدخلات او «اكتاف» سواء في علاقة بالمنح او المبيتات وقال ان الوزارة تعتمد المناظرات ويقع نشرها بشفافية وانها امضت على اتفاقية مع هيئة مكافحة الفساد وقامت بحملة طيلة سنة كاملة عنوانها طلبة ضد الفساد وتم تكوين طلبة واطلاعهم على القوانين واصبحوا سفراء النزاهة في الجامعات. واضاف انه تم فتح ماجستير مختص في مكافحة الفساد وستتخرج الدفعة الاولى السنة القادمة. وبخصوص استقطاب الطلبة الاجانب بين ان هذا البرنامج نجح الى درجة ان الوزارة اغلقت باب التسجيل وبين ان عدد الطلبة الاجانب في الجامعات التونسية يجب ان يصل الى عشرة بالمائة لكي تكون الجامعات معتمدة. وأكد أن هناك طلبا كبيرا من قبل الطلبة الاجانب على جامعاتنا. وبالنسبة للتكوين المستمر قال ان هناك مشروع امر حكومي يتعلق بالتكوين المستمر في التعليم العالي تمت احالته على رئاسة الحكومة. وتقرر احداث خلايا الوساطة بالجامعات لتجنب العديد من الاشكاليات التي تؤدي الى اللجوء الى القضاء.