أتمنى أن تعمّم على كل مدارس الجمهورية تونس – الصباح مواصلة لمشروعه المتمثل في التأسيس لتظاهرة "الدمى في الوسط المدرسي" والتي تم افتتاحها مؤخرا في مدرستي شباو ووادي الليل بولاية منوبة اشرف المسرحي محرز غالي صباح الجمعة 23 نوفمبر 2018 على اطلاق التظاهرة بالمدرسة الابتدائية ابن خلدون بطبربةوبدوار هيشر. ومحرز غالي مخرج وممثل له في رصيده 18 عملا مسرحيا فيها اربعة اعمال موجهة للأطفال والبقية للكهول وفيها 16 عملا من اعداده نصا وإخراجا وهو ايضا مدير اسبوع الابداع المسرحي العربي. "الصباح" التقته وتحدثت معه عن تظاهرة "الدمى في الوسط المدرسي" وعن اهميتها وما ينتظره هو والمجتمع منها كما سألته تقييما لانطلاقتها الاولى فكان الحوار التالي: -هل من فكرة عن تظاهرة "الدمى في الوسط المدرسي"؟ -"الدمى في الوسط المدرسي" مشروع يتمثل في صنع العرائس في ورشتين الاولى موجهة للتلميذ والثانية للمعلم ويعتمد على مجموعة ورشات لكتابة النص المسرحي تتوزع اعمالها على جزأين، جزء خاص بالتلاميذ وجزء بالمعلمين. ويستند المشروع ايضا على ورشات لتهيئة الفضاء وهي الاهم حسب رأينا. وقد عملنا من اجلها على ان يخصص للمشروع في كل مدرسة من المدارس الاربع المستهدفة فضاء خاص ستتم تهيئته بركح و مدارج وبكل مستلزمات العروض وقد تم تمكيننا من هذه الفضاءات ونحن بصدد تجهيزها. -ما هي المدة التي قدرتموها ليتبلور هذا المشروع ويأتي اكله؟ -سيمتد العمل في هذا المشروع على ستة اشهر تنتهي بمسابقة بين المدارس الاربع لاختيار افضل عمل مسرحي عمل عليه التلاميذ والمعلمون مع المؤطرين في الورشات وأفضل فضاء تم تجهيزه وتهيئته ليستقبل العروض والمنتفعين من المتفرجين من تلاميذ وأولياء وجمهور محب للمسرح المدرسي وخاصة مسرح الدمى. -ما هي الحاجة التي دفعتك لهذا الشروع وهل انطلقت من دراسة او هنالك من دفعك اليه؟ -انا ابن ولاية منوبة واعرف ان معتمدياتها مثل طبربة ووادي الليل وشباو وغيرها.. محرومة من كل نشاط ثقافي وان اغلبها تتفتقر الى مرافق الترفيه وان اطفالها في اغلبهم من شريحة اجتماعية فقيرة ومتوسطة وانه لا قدرة لهم على متابعة الانشطة الثقافية في العاصمة مثلا كما لاحظت ان نسبة المنقطعين عن التعليم في سن مبكرة فيها كبيرة لذا رأيت انه من واجبنا ان نساهم بما توفر لدينا من خبرة وطموح في تمكينهم من نشاط ثقافي قريب منهم وفي متناولهم. -كيف يمكن ان يساهم المسرح في الحد من نسبة المنقطعين عن التعليم وفي حماية التلاميذ من الانحراف والتطرف؟ -الهدف الاساسي من تظاهرة "الدمى في الوسط المدرسي"هو التصدي لظاهرة الانقطاع المبكر عن التعليم وحماية التلاميذ من الانحراف والتطرف لذا سنعمل على المساهمة بما يتيسر لنا من امكانيات في تنوير فكر التلميذ وحثه على مواصلة الدراسة رغم الظروف الصعبة ورغم الفقر وقلة ذات اليد وتوسيع مدى آفاقه وطموحاته وأحلامه ومحاربة الانقطاع المبكر عن الدراسة بتشجيعه على كتابة النصوص المسرحية وتمثيلها وإخراجها وعلى تعلم صنع الدمى وبالتالي حمايته من كل انواع التطرف. طبعا سنتعامل معهم بطريقة بيداغوجية نشترك فيها مع المعلمين وسنحرص سويا على ان نساعد التلميذ على ان يحمي نفسه من التطرف والانسياق وراء المتطرفين المستقطبين لهذه الشريحة الاجتماعية الهشة ونحن نعرف وعلى يقين من ان النشاط الثقافي يمكنه ان يحمي التلميذ من الانحراف والتطرف ويشغله ويسد امامه ابواب الاحساس بالفراغ المقيت الذي قد يدفعه الى مصاحبة اصدقاء السوء. -ما ادراك ان مثل هذا المشروع سينجح هل انطلقت فيه استنادا على دراسة او اعتمادا على دعوة جهة ما ؟ -انا من سكان دوار هيشر واعرف حاجيات التلميذ وخاصة في جهة منوبة بصفة عامة ففي مدرسة شباو مثلا رأيت اطفال مدرسة يبيعون اكياس البلاستيك في السوق.. وأصبح لدي هاجس اخراجهم من السوق ومن اجواء التسكع وريادة المقاهي والفضاءات غير المناسبة لأعمارهم ولعقولهم الصغيرة وإعادتهم الى مقاعد الدراسة وإدماجهم في الورشات. وقد اثلجت صدري مساندة الاولياء لي اذ لاحظت ولمست استبشارهم وسعادتهم بالتظاهرة وحرصهم على تشجيع ابنائهم على المشاركة فيها لخوفهم علي من الانحراف. -كم هي كلفة المشروع ومن دعمك ومول لك هذا النشاط الطموح؟ -كلفة المشروع ككل تصل الى 114 الف دينار وهو مدعوم من قبل مؤسسة "تفنن.. تونس الابداع" التابعة للاتحاد الاوروبي ماديا ومن وزارة الشؤون الثقافية ومن وزارة التربية والمندوبية الجهوية للتربية بولاية منوبة التي آمنت بفكرتنا فتحت امامنا المدارس لننشط فيها. -كيف تقيم انطلاقة المشروع وإقبال التلاميذ عليه؟ هل يمكن ان تحقق به ما تطمح اليه من مصلحة خاصة وعامة؟ -انا سعيد بهذه الانطلاقة المشجعة وبمساندة الجهات الثقافية والتربوية الرسمية لمشروعي وبتشجيع الاولياء لأبنائهم من التلاميذ في المدارس الاربع على المشاركة الفاعلة وعلى النشاط في الفضاءات المخصصة له وأتمنى لجمعية الابداع المسرحي وأنا رئيسها ان يتعمم المشروع في كامل مدارس الجمهورية.