دعا المسرحي محرز غالي الذي ينكب حاليا على تنفيذ مشروع بعنوان فنون الدمى في الفضاء المسرحي الى ضرورة تكريس النشاط المسرحي في المدارس مؤكدا على أهمية المسرح في حماية التلاميذ من الانحراف . تونس (الشروق) و اكد غالي أن مشروعه "فنون الدمى في الفضاء المدرسي " الذي انطلق في تنفيذه صباح أمس السبت بولاية منوبة، هدفه الأساسي حماية الأجيال القادمة من التطرف. انطلق رئيس جمعية الإبداع المسرحي بمنوبة، والمشرف على مشروع فنون الدمى في الفضاء المدرسي، محرز غالي في تنفيذ هذا المشروع صباح أمس السبت 17 نوفمبر 2018 ويتواصل هذا المشروع على مدار 06 أشهر أي إلى حدود 15 ماي 2019 ب04 مدارس بولاية منوبةوهي مدرسة المعرفة 1 بدوار هيشر ومدرسة الهدى بوادي الليل ومدرسة شباو ومدرسة خير الدين بطبربة، حسبما أكده صاحب المشروع. وأكد محرز غالي أن الانطلاق في تنفيذ هذا المشروع، جاء بعد دراسة تواصلت سنة كاملة مع وزارة التربية والإدارة الجهوية للتربية ومشروع تفنن الممول لمشروع الدمى في الفضاء المدرسي واعتبر محدثنا أن هذا المشروع يكتسب أهمية بالغة من حيث التقليص من ظاهرة التطرف بشتى أنواعه، وحث التلاميذ على عدم الانقطاع المبكر عن الدراسة، خاصة وأن الإحصائيات الوطنية لوزارة التربية أثبتت أن نسبة الانقطاع المبكر عن الدراسة منذ 2009 وإلى غاية اليوم بلغت نسبة 6,1 % ، هذا إلى جانب أن هذا المشروع سيخلق فضاء للتعبير جد مهم بالنسبة للتلاميذ. أما عن أسباب التفكير في بعث هذا المشروع، فردها صاحبه إلى الفقر وعدم وجود مرافق ترفيه فضلا عن غياب النوادي الثقافية والفنية في الوسط المدرسي، إلى جانب تفشي ظاهرة التشغيل المبكر للأطفال، لذلك «سنحاول خلق فضاءات تربوية بلا عنف بواسطة المسرح، وتكوين طفل متفتح ذي عقلية حوارية مبنية على طابع مسرحي، إلى جانب خلق ديناميكية جديدة بالفضاء التربوي وخاصة تشريك الأولياء في النشاط الثقافي داخل المؤسسات التربوية وخارجها..». فكرة عن المشروع وبإيجاز حاول المسرحي محرز غالي، التعريف بمشروعه وتفسيره، فقال: «يتمثل المشروع في بعث ثلاث ورشات مدة 06 أشهر، ورشة في صنع العرائس وورشة في كتابة النص الموجّه للطفل، وهاتان الورشتان تنقسمان إلى جزأين: الجزء الأول عبارة عن ورشة خاصة بالتلاميذ والجزء الثاني ورشة خاصة بالمربين وقد اخترنا مربيين اثنين من كل مدرسة، أما الورشة الثالثة فخاصة بالتلاميذ والأولياء، وهي مخصصة لتهيئة فضاء كامل أي قسم للمسرح وللنشاط الثقافي بصفة عامة يكون عبارة عن مسرح مصغر، أو ما يعبر عنه بالفرنسية «théatre de poche» وهويحتوي على مدارج قد تصل طاقة استيعابها إلى مائة مقعد وركح وكل ما هو ضروري من مستلزمات الإضاءة والصوت، وهذا في نظرنا مكسب لهذه المدارس، نأمل أن يعمم على كل المدارس التونسية وخاصة بالجهات، التي تفتقر مدارسها إلى أبسط الضروريات». 114 ألف دينار كلفة المشروع الأكيد أن المساهمة في تهيئة مسارح في 04 مدارس ليس بالأمر الهين، لذلك سألنا محدثنا عن كلفة مشروع فنون الدمى في الفضاء المدرسي، فشدد على أن المشروع مكلف، كاشفا أن كلفته بلغت 114 ألف دينار، وبالتالي يجب توفير ما قدره 30 ألف دينار في كل مدرسة، وهو ما لا تقدر وزارة التربية على توفيره بمفردها، ويتطلب إنجازه أو تعميمه الاستعانة بالجمعيات وبالتمويلات الداخلية والخارجية، حسب تعبير محدثنا.