خدمة للثقافة الأدبية بشكل عام وسعيا منها للالتفات إلى الإبداع للتعريف به من خلال دراسته وإخراجه إلى الساحة القرائية ولترشيد ساحة النقد الأدبي في تونس والتعريف بنظريات النقد وتطبيقها، تستعد جمعية «نقاد تونسيون» التي تأسست في ماي 2013، لتنظيم ندوتها الوطنية الثالثة وستكون بتاريخ 26 ديسمبر 2018 وستطرح خلالها موضوع «المثقف والسلطة.. اية علاقة»؟. ويمثل موضوع هذه الندوة - حسبما صرحت به ل"الصباح" رئيسة الجمعية نزيهة الخليفي وهي باحثة أكاديمية متخصصة في النقد الأدبي العربي: «إشكاليّة صميمة من إشكاليات التراث الفكري الإنساني عموما، والفكر العربي الحديث على وجه التحديد، وبرزت في شكل تضادّ يبدو حادا حينا، ومنسجما متآلفا حينا آخر. وبالاستناد إلى ذلك تضاربت القراءات وتجادلت المقاربات إلى حد التناقض والتنافر، والكل في ذلك مدّع للمنهجية العلمية والموضوعية». وأضافت ضيفتنا: «كما تجلت الإشكالية في شتى الحقول المعرفية: الدينية والسياسية والاجتماعية وغيرها... لكنها تبدو أكثر حضورا ضمن مباحث العلوم الإنسانية، مثل: الفلسفة، وعلوم الثقافة، والمسرح، والسينما، وأجناس الأدب، كالقصة والرواية والشعر وفن المقالة». وأفادتنا الخليفي أن اللجنة العلمية للندوة رأت أن يتم التطرق لموضوع «علاقة المثقف بالسلطة؟» من خلال مجموعة محاور مثل: 1) في معالجة المفاهيم: ما المثقف؟ ما السلطة؟ 2) في تاريخية المسرح التونسي وتحوّلاته) أشكال حضور السلطة/ دور المثقف. 3) واقع المسرح التونسي قبل الثورة وبعدها. 4) الدرس الفلسفي والأدلجة (الفيلسوف والسلطة: سلطة الفيلسوف أم فيلسوف السلطة؟). 5) أنواع الرقابة في الأدب (الرواية، القصة، الشعر). وسيحاضر خلال الندوة كل من الدكتور محمد محجوب عن «الفيلسوف والسلطة: فن الكتابة في زمن الاضطهاد» وستتناول الدكتورة منية عبيدي مفهومي المثقف والسلطة وسيتناول الدكتور محمود الماجري موضوع المسرح في علاقته بالسلطة في حين تتناول الدكتورة جليلة الطريطر موضوع «أنواع الرقابة في الأدب. وفي معرض حديثها عن الندوة أكدت لنا رئيسة جمعية «نقاد تونسيون» ان الجمعية تفتح أبوابها للجميع وأنها تعتزم إشراك كل الأسماء الإبداعية والثقافية في ندوات لاحقة وأنها ستنظم العديد من الورشات وأنها سترصد جوائز تهم النقد والإبداع. وأشارت إلى أن الجمعية ستعمل لاحقا وبانتظام على طرح القضايا الكبرى الشائكة التي يتناولها الإبداع الثقافي التونسي في مختلف المجالات وخاصّة مجلات الأدب والفلسفة والسينما والمسرح و الفنون، إيمانا منها بأن هذه المجالات تتحاور مع بعضها البعض باعتبار أن العمل الإبداعي لا يكتمل إلا بالتفاعل مع مختلف الاختصاصات الأخرى. وقالت: «لذلك لم يكن غريبا أن تنفتح هذه الفنون الإبداعية في عصرنا على سمات الأجناس الثقافية الأخرى، فتصهر في كيانها الكثير من عناصرها وملامحها دون أن يفقدها ذلك ارتباطها بخصوصية جنسها الأصلي. فالجنس الإبداعي عامة يكشف عن قدرته على توليد مجموعة كبيرة من الأصناف الفرعية تلبية لحاجيات التطور الاجتماعي والثقافي في كل عصر، بما يجعله يمتلك بنية حية تنبض حركية ولكنها معقدة في آن واحد، باعتبار أن العمل الفني لا يخلق انطلاقا من رؤية المبدع، بل يخلق انطلاقا من أعمال أخرى، قد سمحت بالإدراك الأفضل للظاهرة التفاعلية. ولا شك أن أي عمل إبداعي لا يبنى إلا على المراوغة والألاعيب وفق قانون الخطاب وأصله وجوهره، وهو ما سمته كاترين كربرات أوركيوني مبدأ المواربة والالتواء في كتابها « L'implicite» .» وبناء على ذلك، تبنت الجمعية شعار «تونس وطن واحد بثقافات متنوعة» وستكون عناوين الندوات عامة ومتنوعة تشمل كل الميادين الثقافية.» وفي حديثها عن طموحات الجمعية بصفة عامة، فقد أكدت نزيهة الخليفي على أنها تتوق إلى طرح القضايا الجريئة والمسكوت عنها في الإبداع، والإنصات إلى العمل الفني إبداعا ونقدا وهو يتقول دلالاته، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن الجمعية تهدف إلى التعريف بمختلف الفنون وتسعى إلى إعطائها حقها من الدراسة والتحليل، وجمع كل الأعمال النقدية وإخراجها في كتاب خاص بالجمعية. وذكّرت ضيفة «الصباح» بان الجمعية تفتح أبوابها للجميع مبدعين ونقاد من داخل تونس ومن خارجها إيمانا بالتحاور والتفاعل والاختلاف. وختمت بان الجمعية ستعقد ندوة ولقاء فكريا كل شهرين.