مثّلت"منظومة الزراعات المحمية و الجيوحرارية"محور أشغال الملتقى الوطني الذي نضّمه يوم 20 ديسمبر الجاري المركز الفني للزراعات المحمية والجيوحرارية بأحد الفضاءات السياحية بقابس تحت إشراف وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري سمير الطيب وبحضور والي قابس منجي ثامر وأكثر من 150 ممثلا عن مختلف الهياكل والمؤسسات الفلاحية بين إداريين ومستثمرين وفلاحين بالولايات الناشطة في قطاع الزراعات المحمية والجيوحرارية. دراسة استشرافية لتطوير القطاع هذا الملتقى الذي يهدف إلى مزيد دفع التنمية في الجهات واستغلال الموارد الطبيعية بصفة تحافظ على سلامة المحيط وتلعب دورها الاقتصادي على المستوى الوطني إفتتحه وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري بكلمة أكد من خلالها أهمية مساهمة القطاع بالجنوب التونسي في توفير كميات هامة من الخضروات زيادة عن دوره في دعم الإقتصاد الوطني من خلال المردودية المالية لعملية التصدير مشيرا إلى أن المساحات المخصصة لهذا القطاع بالجنوب التونسي حاليا بلغت 250 هك تتصدرها ولاية قابس بحوالي 140 هك و85 هك بولاية قبلي فيما تضم ولاية توزر25 هك وقد ساهمت هذه الولايات في إنتاج حوالي 30 ألف طن من الباكورات فيما بلغت الكميات المصدرة حوالي 16 ألف طن. وأبرز أن وزارة الفلاحة على الإستعداد التام للمساهمة في إيجاد الحلول الملائمة لكل الصعوبات التي يعيشها المهنيون وأشار إلى أنه من خلال تقديم الدراسة الاستشرافية لسنة 2030 نأمل من المشاركين في هذا الملتقى مزيد النقاش والإثراء لتحديد منهجية عمل من شأنها أن تساهم في إيجاد تصور لكل الصعوبات التي تواجه القطاع مما يساعد على خلق مشاريع ذات أنماط متعددة منها الكبرى والمتوسطة والصغرى بغية مزيد إتاحة فرص عمل جديدة خاصة للفلاحين الشبان وتنويع القاعدة الإقتصادية بالجهات المعنية ودعا أيضا إلى ضرورة مزيد العناية بالواحات القديمة والمحافظة على نشاطها التقليدي نظرا لأهمية دورها في التوازن البيئي ودعم المنتوج الواحي. وتابع المشاركون في أشغال هذا الملتقى عرض مجموعة من المحاور المتعلقة بالإشكاليات التي تواجه القطاع وطرق تطويره منها دراسة إستشرافية لهذا القطاع خلال سنة 2030 للإدارة العامة للإنتاج النباتي وافاق تطوير المركز الفني للزراعات المحمية الجيوحرارية إلى جانب الحوافز المالية والجبائية الخاصة بقطاع الزراعات المحمية والجيوحرارية بمساهمة وكالة النهوض بالإستثمارات الفلاحية. وقد اثار الحاضرين أثناء تدخلاتهم عديد المشاغل والإشكاليات التي يعيشها القطاع على وقعها منها العوامل الطبيعية وما تواجهه الشركات الكبرى من كلفة مرتفعة لربطها بشبكة الكهرباء والغاز وشبكة الماء الصالح للشراب وعند انجاز البيوت متعددة الانفاق الخاصة بالزراعات الجيوحرارية بالإضافة إلى ضعف الإمكانيات المالية للتمويل مما يحد من توفير مستلزمات الإنتاج الضرورية وتواضع القدرة المعرفية لدى العديد من صغار الفلاحين وتردي مردودية الإنتاج وعدم القدرة على توفير منتوج قابل للتصدير. تجربة الغاز الطبيعي في الفلاحة ونظرا للإشكاليات التي تبرز في تراجع مساحات الزراعات الجيوحرارية بكل الجهات وتدهور وصعوبة الترويج لدى صغار الفلاحين وتعرض القطاع إلى العديد من الصعوبات وهو ما يتطلب تحديد أهم معوقات تنمية الزراعات المحمية والتوجيه نحو وضع خطط عملية لتجاوزها بادرالمركز الفني للزراعات المحمية والجيوحرارية بضبط خطة عمل تستهدف انجاز دراسة فنية اقتصادية لإستعمال الغاز الطبيعي لتسخين البيوت المحمية بالجنوب التونسي والقيام بدراسة فنية اقتصادية لمختلف نظم الإنتاج ومتابعة المردودية وإعداد بطاقة فنية اقتصادية لمختلف الزراعات تحت مختلف أنواع البيوت. معرض منتوجات الجيوحرارية وعلى هامش هذا الملتقى اقيم معرض للمنتوجات المسخنة بالمياه الجيوحرارية على غرار الخضر وبعض الغلال مكّن المشاركين من الوقوف على ما توصل إليه قطاع الزراعات المحمية والجيوحرارية بولايات كل من توزروقبليوقابس من نوعية ممتازة قادرة على فرض تواجد منتوجه بالأسواق الأجنبية. زيارة مشروع فلاحي تونسي هولندي وقد ختم الوزير صحبة الوفد المرافق له زيارته لولاية قابس بالإطلاع على سير نشاط مشروع التجارة العادلة"فرحة الصحراء"ضمن شراكة تونسية هولندية بمنطقة شانشو من معتمدية الحامة حيث يمتد هذا المشروع الفلاحي المختص في انتاج الباكورات الجيوحرارية وخاصة طماطم نوع سريز والموجه كليا للتصدير على مساحة جملية تصل إلى 50 هك منها 25 هك مغطاة ويتولى تصدير حوالي 5 ألاف طن من الطماطم والجلبانة سنويا. وقفة احتجاجية لعملة الحضائر قبل مغادرة الوزير استغل عدد من عملة الحضائر بالمنطقة تواجد الوزير لينفذوا وقفة احتجاجية مبدين تذمرهم من تعطل حصولهم على مستحقاتهم الإدارية والمالية وداعين إلى ضرورة الإسراع بتمكينهم من مطالبهم المشروعة حسب قولهم مؤكدين على حقهم في ضمان أسباب العيش الكريم لهم ولعائلاتهم وعلى إثر التحاور معهم وعدهم الوزير بالسعي إلى تسوية وضعيتهم الإجتماعية لاحقا وفي أقرب الاجال. وفي لقائه مع "الصباح" أبرز المدير العام للمركز الفني للزراعات المحمية والجيوحرارية محمد الصاق بالقاضي أن ولايات قابسوتوزروقبلي تنفرد بموارد طبيعية هامة ضمن قطاع المياه الجيوحرارية مازالت في حاجة الى مزيد استغلالها بصفة كبيرة وأضاف أننا طرحنا خلال أشغال هذا الملتقى مضمون دراسة استراتيجية لسنة 2030 حتى تكون كل الأطراف المتداخلة على بينة ومساهمة في مزيد إثراء هذه الدراسة وبيّن أن هذا القطاع ذو تشغيلية عالية حيث يمكن الهكتار الواحد من تشغيل 7 مواطن قارة و900 يوم عمل موسمي وينفرد بضعف تكلفة الفرصة البديلة للموارد الماية والتربة بالجنوب التونسي ويمكّن من تصدير أكثر من 60 بالمائة من الخضر والغلال الى جانب توفير رصيد هام من العملة الصعبة للبلاد إلى جانب عرض إمكانية تطوير المركز الفني نظرا لأهمية دوره في دفع التصدير واستقطاب استثمارات هامة في هذا القطاع وخلق تشغيلية واعدة. البشير التيجاني الرقيقي