لم يكف جهة القصرين اجواء الاحتقان التي تشهدها منذ اول هذا الاسبوع على خلفية انتحار المصور التلفزي عبد الرزاق الزرقي ، وما خلفته من الم وحرقة وتحركات احتجاجية، بل زادها اعوان البريد تشنجا في صفوف حرفاء هذا المرفق العمومي الهام من خلال دخولهم في «اضراب مفاجئ»واغلاق جميع المراكز والمكاتب البريدية بالجهة منذ منتصف نهار الاثنين الى مساء الثلاثاء، وذلك في رد انفعالي لم يراع مصالح المتعاملين مع هذا المرفق، على ايقاف ثلاثة اعوان بريد تحفظيا من طرف النيابة العمومية وذلك على خلفية قضية رفعتها امراة من صفاقس افادت بسحب مبلغ مالي من دفتر ادخارها البريدي المسروق من منزلها والتي عرضها البرنامج التلفزي» ما لم يقل»مساء الاحد بقناة «التاسعة»، وطالب بريديو الجهة بالافراج عن زملائهم الثلاثة ورفضوا العودة الى العمل الا بعد اخلاء سبيلهم مؤكدين انهم ابرياء مما نسب اليهم، وقالوا حتى ان وجد خطا من طرفهم من جراء عدم تثبتهم من وثيقة «التوكيل» التي استظهر بها سارق دفتر الادخار لسحب المبلغ الذكور على دفعات من ثلاثة مكاتب بريد مختلفة ، فهو يسوّى بعرضهم على مجلس التاديب حسب ما يقتضيه القانون الداخلي لاعوان البريد لا بايقافهم من طرف القضاء، ومساء اول امس الثلاثاء تم الافراج عنهم من طرف المحكمة الابتدائية بالقصرين، فعادت مكاتب البريد الى العمل منذ صباح امس الاربعاء، هذا وقد اثار «الاضراب» المذكور غضب واستياء المواطنين المتعاملين مع البريد الذين تعطلت مصالحهم لمدة يومين كاملين وحرم اغلبهم من سحب جراياتهم التي ينتظرون»تنزيلها» بفارغ الصبر لقضاء مختلف شؤونهم، وطالبوا بالابتعاد عن مثل هذه «الاضرابات «العشوائية التي لا يكتوي بنارها غير المواطنين، في حين قدم العديد من البريديين اعتذاراتهم لحرفاء ديوانهم بالقصرين وقالوا انهم وجدوا انفسهم مجبرين على الاضراب من اجل الدفاع عن زملائهم المظلومين!!