على الحدود التونسية الجزائرية و تحديدا بقرية «بودرياس» الجبلية التابعة إداريا لمعتمدية فوسانة الواقعة جنوب غرب مرتفعات الشعانبي، هاجمت ليلة أمس الأول مجموعات من المحتجين واغلبهم حسب مصادر أمنية من المهربين مقر فرقة الحدود البرية ببودرياس الذي لا يبعد غير عشرات الأمتار عن الشريط الفاصل بين تونس والجزائر بالحجارة والزجاجات الحارقة، لكن أعوانه استطاعوا منعهم والتصدي لهم مستفيدين من ارتفاع أسواره ثم مطاردتهم وإيقاف عدد منهم أكدت التحريات الأولية معهم ان «كناطرية» دفعوهم لمهاجمة المركز حتى يستغلوا الوضع لتنظيم عمليات تهريب، وفي نفس الليلة شهدت مدينة فوسانة تحركات احتجاجية تمركزت خاصة أمام مقر مركز الأمن العمومي للحرس الوطني برشقه بالحجارة ومحاولة حرقه بزجاجات «المولوتوف»، لكن الوحدات الموجودة فيها واجهتهم بقنابل الغاز ونجحت في إبعادهم وتولت تفريقهم ومطاردتهم وإلقاء القبض على ثلاثة منهم، وسط استياء كبير من متساكني المدينة من مثل هذه التحركات الليلية المشبوهة التي لا هدف لها غير استهداف المقرات الأمنية لإثارة الفوضى. ما حقيقة السيارة التي توزع الأموال وبطاقات شحن الهواتف؟ قال وزير الداخلية في تصريحات إعلامية أول أمس ان وحدات الامن ضبطت سيارة معدة للكراء بمدينة فوسانة كانت بصدد توزيع الأموال وبطاقات الهاتف الجوال على المحتجين، وحسب ما ورد من معطيات بعدها أشارت الى ان تلك السيارة بيضاء اللون وهي من نوع «سينمبول» وان قصتها بدأت اثر تعمد مجموعة من الأشخاص مساء الثلاثاء على الساعة الثامنة ليلا رشق مركز الحرس الوطني بفوسانة بالحجارة وتهشيم بلور السيارة الإدارية التابعة له، مما دعا الأعوان الى التدخل وإيقاف شخصين من بين المشتبه بهم وبالتحري معهما أفادا بأن مجموعة من الشبان على متن تلك السيارة كانوا يقومون بتحريض المحتجين على مزيد رشق الأعوان والمركز بالحجارة. وبتمشيط المنطقة تم ضبط السيارة على متنها 5 أشخاص بحوزتهم مبلغ مالي في حدود ألفي دينار و13 بطاقة شحن هاتف جوال، تم تقديمهم الى مقر فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بتالة مرجع نظر الحادثة.. وفي تعليق على ما أشارت له وزارة الداخلية قال بعض نشطاء المجتمع المدني بفوسانة ل»الصباح» ان السيارة تعود إلى صديق «حماص» استعان به للعودة الى منزله ليلتها واخذ معه حصيلة مبيعات ذلك اليوم وما بقي لديه من بطاقات شحن الهاتف الجوال خوفا من السطو على محله اثناء تلك الاحتجاجات الليلية، وهذه الرواية انتشرت بكثرة في فوسانة والقصرين لانه في كل احتجاجات يتم الترويج لقصة «سيارة توزع الأموال على المحتجين»، مثلما حصل بداية هذه السنة في مدينة القصرين لما وقع ضبط سيارة على متنها موظف بوزارة الشباب والرياضة ومعه ألفا دينار تم اتهامه بتوزيعها على المحتجين ولكن بعد إيقافه وإيداعه السجن لعدة أشهر وإحالته على العدالة برّأه القضاء وعاد من جديد الى عمله.. و بالتالي فان رواية السيارة في فوسانة وبين موقف الأمن وأقوال الأهالي ستبقى لغزا إلى أن يكشف القضاء عن حقيقتها .