لليلة الثالثة على التوالي وفيما كان الهدوء التام يسود بقية احياء مدينة القصرين بما فيها حي الزهور، تجددت ليلة أمس الأول التحركات الاحتجاجية بحي النور رغم الانتشار الأمني المكثف وغير المسبوق بالمفترق الموجود بمدخل الحي ( بين الإدارة الجهوية للتجارة ومقر المندوبية الجهوية للتنظيم العائلي)، حيث عمد عدد من المحتجين اغلبهم من الفئة الشبابية من بينهم أطفال إلى إشعال الإطارات المطاطية بأماكن متفرقة من الشارع الرئيسي للحي وإغلاق مدخله المؤدي الى وسط المدينة بالحواجز وحاويات الفضلات ورشق وحدات الأمن بالحجارة و ذلك إلى ساعة متأخرة من الليل وجدّت عمليات كر وفر بين المحتجين والأمن الذي استعمل قنابل الغاز المسيل لتفريقهم ومنعهم من إثارة الفوضى. وفيما كانت رائحة ودخان الغاز يتسللان الى المنازل ويتسببان في حالات اختناق كثيرة وخاصة للرضع، نفذت وحدات الأمن عمليات ملاحقة ومداهمة انتهت حسب مصادر امنية بإلقاء القبض على عدد من المحتجين وإحالتهم صباح امس على النيابة العمومية ليرتفع عدد الموقوفين في الاحتجاجات بالقصرين منذ بداية الأسبوع الجاري الى حوالي 40 شخصا بما في ذلك من تورطوا في تهشيم وحدة « كاميرا » المراقبة المتطورة المركزة بمفترق حي الزهور. رشق منطقة الحرس بتالة بالحجارة.. في نفس الليلة وعلى بعد 50 كلم شمال غرب القصرين عادت الاحتجاجات الى مدينة تالة بعد توقفها في الليلة السابقة، وكانت بعيدة كل البعد عن المطالب الاجتماعية، بل ان هدفها استفزاز وحدات الأمن، لان المشاركين فيها توجهوا الى منطقة الحرس الوطني وانطلقوا في رشقها بالحجارة في محاولة لإجبار أعوانها على مغادرة مقرهم الأمني الذي يضم عدة فرق، حتى يخلو لهم الجو ويجدوا الأرضية الملائمة للتخريب والسرقة مثلما حصل سابقا عدة مرات مع منطقة الشرطة بتالة، لكن وحدات الحرس التي كانت معززة بفرق التدخل تصدت لهم بقنابل الغاز وقامت بتفريقهم وملاحقتهم وإلقاء القبض على اثنين منهم في انتظار إيقافات أخرى منتظرة في صفوفهم بعد التعرف على عدد كبير منهم.