على بعد عشرات الامتار من الشريط الحدودي الفاصل بين تونس والجزائر حوالي 50 كلم جنوب غرب مدينة القصرين توجد قرية «دوار السوالمية» وهي تابعة اداريا الى عمادة «ام علي» من معتمدية فريانة، يعيش اهاليها على تربية الماشية والنشاط الزراعي واغلب شبابها كان يمتهن «الكنترة» قبل ان تتولى السطات الجزائرية منذ اكثر من سنتين اقامة حاجز ترابي على الحدود للتصدي لشاحنات التهريب، مثلما اكده ممثل عنهم وهو المواطن علي الزعبي ل «الصباح» في نداء وجهه الى السلطات المحلية بفريانة والجهوية بالقصرين والمركزية بوزارتي الفلاحة والتجهيز قال فيه انه نظرا للظروف الصعبة التي يعيشها متساكنو المنطقة وخاصة من جراء عدم توفر المياه لسقي اراضيهم وماشيتهم، والحالة المتردية للطريق المؤدية الى قريتهم، طالبوا منذ الثورة بحفر بئر عميقة واحداث منطقة سقوية لتمكين فلاحيها من استغلال اراضيهم الشاسعة، وتعبيد المسلك الريفي الذي يربطهم بفريانة عبر منطقتي «حناشي» و «اولاد عبد الرحيم» غرب مدينة فريانة والذي ما يزال على حالته منذ عهد «الرومان» على حد قوله، واضاف الزعبي ان وزارة الفلاحة استجابت قبل سنتين لمطلبهم الاول وتولت حفر بئر عميقة ابتهج الاهالي بانفجار المياه منها بتدفق عال وذبحوا خروفا احتفالا بذلك، على اساس ان مياهها ستغير من حالتهم وتساهم في تثبيتهم باراضيهم لخدمتها، لكن فرحتهم لم تدم بما ان مصالح الفلاحة تولت بعد اكتمال عمليات الحفر وتجربة ضخ المياه اغلاق البئر في انتظار تجهيزها بالمعدات اللازمة وكهربتها وهو امر مرت عليه الى حد الان سنتان كاملتان، وهم في حيرة من امرهم و م يشاهدون البئر المغلقة ولا يستطيعون استغلالها، في حين تم تجاهل مطلبهم الثاني المتعلق بتعبيد الطريق رغم الوعود الكثيرة التي تلقوها بعد عدة تحركات احتجاجية قاموا بها للفت النظر الى معاناتهم من جراء الحالة الكارثية للمسلك الذي يربطهم بفريانة وتآكلت جوانبه من جراء الانجراف بسبب مياه السيلان في غياب أي ممر مائي على الاودية التي تشقه والذي لا يمكن ان تمر منه غير الجرارات وشاحنات التهريب التي يجازف سواقها بالمرور عبره، وجدد الزعبي الدعوة لكل المسؤولين المعنيين بالالتفات الى قريته النائية والاذن بتجهيز البئر وتعبيد المسلك المذكور.