انطلق امس 20 من الناجحين المنتدبين غير المباشرين في منجم فسفاط المكناسي، في مسيرة سير على الاقدام باتجاه العاصمة، وياتي ذلك بعد خوضهم لسلسلة من التحركات تواصلت على امتداد على 4 سنوات بدأت بوقفات احتجاجات ومسيرات سليمة وتخللتها محاضر جلسات ووعود ومواعيد انطلاق عمل لم تطبق.. وآخر لقاءاتهم كانت مع والي الجهة وتزامنت مع دخولهم في اعتصام مفتوح أمام مقر بلدية المكناسي امتد على45 يوما. وينتظر ان يتجه المحتجون حسب ما افاد «الصباح « وحيد زارعي (احد المحتجين) عند وصولهم الى المقر الاجتماعي لشركة فسفاط قفصة ووزارة الصناعة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة، مرجعا النظر فيما يتعلق بوضعية منجم فسفاط المكناسي وذلك من اجل ايجاد حل جذري لوضعياتهم وتفعيل انتدابهم والحصول على اجابة واضحة فيما يتصل بتاريخ الانتداب الرسمي الذي طال انتظاره. 164 ناجحا في مناظرة انتداب وطنية انتظمت منذ سنة 2014 وتاخر اعلانها لسنة ونيف لتصدر قائمة الناجحين في مارس 2016، وعلى وقع نفس نسق المماطلة بقي المنتدبون الجدد في انتظار الالتحاق الرسمي بمواقع العمل الى غاية ديسمبر 2017 اين امضوا عقود عمل بمنجم المكناسي للفسفاط بقيت بدورها في وقف التنفيذ الى غاية اليوم. ويبدو ان الاشكاليات العقارية التي تعلقت بموقع منجم الفسفاط بالمكناسي كانت من اهم الاسباب التي عطلت انطلاقه، اين بلغت نسبة اقتناء الاراضي الى غاية 2017 نسبة 80% فقط مع وجود اعتراضات بخصوص التفويت في 150 هكتارا اتصلت بها تحركات واحتجاجات لم تجد السلط الرسمية سبيلا لحلها ورغم ان الوزير الاسبق للطاقة والمناجم هالة شيخ روحو قد اقرت في مارس 2017، توسيع الارض المستغلة للمنجم ب300 متر ومضاعفة القيمة المالية لتعويض المباني والترفيع في عدد المنتدبين في منجم الفسفاط من ابناء الجهة ب20 شخصا جددا على ان ينطلق العمل في منجم المكناسي خلال شهر، فالملف لم يبارح مكانه ولم يفعّل الانتداب الخاص ب164 ناجحا تشبثوا طيلة اربع سنوات بفرصة تشغيل بقيت مجمدة. وبالبحث في أسباب التأخير علمت «الصباح» ان المقاول الذي كان من المنتظر ان تنطلق معه الأشغال للسنة الأولى قد طالب بمراجعة العقد المبرم معه على خلفية ما شهدته قيمة الدينار من انهيار وينتظر ان تعقد جلسة اليوم او غدا على مستوى وزارة الإشراف للنظر في إمكانيات المراجعة. وفي الإطار لم يصدر عن وزارة الصناعة او شركة فسفاط قفصة اي توضيح او تفسير لهذا التاخير والتاجيل في انطلاقة منجم الفسفاط بالمكناسي الذي كان من المنتظر عند الحديث عليه في 2013، ان يوفر في مرحلة أولى للاستغلال حوالي 600 ألف طن من الفسفاط المكشوف ويشغل 150 شخصا من إطارات وعمال القطاع من بينهم 40 منتدبا عن طريق الشركة وفي موفى 2014 يقع الشروع في الاستغلال الحقيقي للمدخرات الفسفاطية بعد إتمام بقية الإجراءات لتركيز المشروع الذي ينتظر أن يوفر حوالي 450 موطن شغل. وعلمت «الصباح» ان جلسة ستجمع غدا الجمعة 4 جانفي الجاري، الرئيس المدير العام لشركة فسفاط قفصة وممثلين عن وزارة الصناعة وعدد من نواب سيدي بوزيد للنظر في ملف منجم الفسفاط بالمكناسي والتباحث في سبل تفكيك الاشكاليات التي تعطل انطلاقه.