* عودة الهدوء التام للمدينة ومجموعة من المنحرفين سعوا لإحداث فراغ أمني تالة – الصباح في كل بداية شهر جانفي من كل سنة منذ الثورة، تشهد مدينة تالة احتجاجات نهارية وليلية انتهت في بعض السنوات باحراق مقر منطقة الامن الوطني وانسحاب وحداتها من تالة، ثم عودتها اليها تدريجيا بعد اشهر من الفراغ الامني (سلك الشرطة)، والحجة دائما غياب التنمية وتردي الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية بالجهة، واول هذا الاسبوع تجددت الاحتجاجات في شوارع تالة وتواصلت يومي الثلاثاء والاربعاء في النهار وساعات الليل، تمثلت اساسا في اغلاق الطريق الرئيسية ورشق وحدات ومقرات الامن بالحجارة، سرعان ما تمت السيطرة عليها ليعود الهدوء للمدينة.. وحول هذه الاحداث والوضع التنموي بتالة تحدثت"الصباح" مع معتمد المنطقة جوهر الشعباني فكان هذا الحوار: * اولا كيف تقيم الوضع التنموي بتالة منذ الثورة؟ - هو صعب، مثل كل مناطق الجمهورية فمؤشرات البطالة مازالت مرتفعة وما تحقق من انجازات رغم ما تم ورصدت له اعتمادات هامة، مازال غير كاف ولا يستجيب لانتظارات ابناء المنطقة، لكن الافاق واعدة بشرط استتباب الامن لان كل تنمية مرتبطة بتوفر مناخ اجتماعي سليم اساسه الاستقرار الامني وهو ما تم التركيز عليه، مع تواصل المشاريع المبرمجة وتفعيلها على ارض الواقع. * وبماذا تفسر الاحتجاجات المتجددة في كل بداية سنة؟ - للاسف هناك بعض عصابات المنحرفين تسعى في كل مرة لاستهداف وحدات الامن من اجل احداث فراغ امني بتالة مثلما حصل في عدة سنوات سابقة ليخلو لها الجو، لكن الاهالي عرفوا جيدا مخططاتهم ووقفوا الى جانب مختلف سلطات الدولة للتصدي لهم، وهو ما تم النجاح فيه وعادت الامور بسرعة الى نصابها بفضل وعي الجميع بانه لا خيار امام كل ابناء تالة الا الوقوف مع الدولة لتحقيق التنمية التي ينتظرها الجميع. * الى اين وصل مسار التنمية في المنطقة؟ - على مستوى البنية التحتية مثل الطرقات فانه تحقق الكثير في السنوات الاخيرة وتم تعبيد اغلب الشوارع والانهج والمسالك الريفية والفلاحية والمجهودات ما تزال متواصلة لتحقيق المزيد .. وهناك 4 مشاريع هامة ستحدث نقلة نوعية في المسار التنموي بتالة وتوفر المئات من مواطن الشغل. * فيم تتمثل هذه المشاريع ؟ - اولها الطريق الحزامية التي بلغت اشغالها نسبة 50 بالمائة بقيمة تتجاوز22 مليارا، وهو ما سيحدث تغييرا عمرانيا كبيرا سيتيح "فتح" المدينة التي بقيت منحصرة بين جبلي "الشار" و"الجوى" على محيطها شرقا وغربا واستغلال مساحات كبيرة بقيت منعزلة عن التوسع العمراني.. وثانيها انتهاء تهيئة الجزء الاول من المنطقة الصناعية بتالة ( اكثر من 20 هك بقيمة 22 مليارا) الذي اصبح جاهزا واقتنى العديد من المستثمرين اغلب مقاسمه ومنها 8 ستقام عليها وحدات صناعية لتحويل الرخام، كما اقتنت الدولة مقاسم ستبعث فيها مصنعا لتعبئة قوارير الغاز من طرف الشركة الوطنية لتوزيع البترول"عجيل"، واحداث وكالة للنقل البري ستنطلق اشغالها في الفترة القريبة القادمة سيوفران العديد من فرص العمل، وهناك اشغال جارية الان لتوسيع المنطقة الصناعية في قسطها الثاني باكثر من 20 هك لتمكين المستثمرين من الانتصاب بها.. اما ثالث المشاريع الهامة الاخرى فهو احداث محطة تطهير بتالة تمت تصفية الوضعية العقارية للارض التي ستقام عليها (قرب طريق سيدي سهيل على مساحة 3 هك) واقتناء 4 مقاسم في تالة لبناء محطات ضخ للمياه المستعملة التي ستقع معالجتها في المحطة الجديدة، وقريبا تنطلق اشغالها وهي بتمويل سويسري – الماني.. اما المشروع الرابع فيتمثل في بناء مستشفى جهوي ( صنف ب)، انتهت كل مراحل تسوية الارض التي سيقام عليها بالمدخل الجنوبي لتالة ( مقابل عين ام الثعالب) والدراسات المتعلقة به وهو من تمويل البنك الاسلامي للتنمية باعتماد قدره اكثر من 50 مليارا بين البناء والتجهيز سيتم قريبا طلب عروض دولي لاختيار الشركة التي ستتولى انجازه والاشغال ستنطلق قبل منتصف 2019.. * وماذا عن وضعية الاراضي الاشتراكية ومقاطع الرخام بتالة؟ - الاراضي الاشتراكية كانت تمثل عائقا كبيرا امام التنمية الفلاحية والاقتصادية عموما بتالة وبالتنسيق بين وزارة املاك الدولة ومختلف السلط المعنية انطلقت منذ سنة عمليات التسجيل الاجباري لهذه الاراضي لتمكين اصحابها من شهادات ملكية تتيح لهم الحصول على قروض لخدمتها وبالتالي ادخالها في الدورة الاقتصادية وقد بلغت هذه العملية شوطا متقدما والكثير من العمادات تم الانتهاء منها في انتظار البقية.. اما في خصوص الاستغلال العشوائي لمقاطع الرخام التابعة للدولة وعددها اكثر من 60 مقطعا فقد تمت تسوية وضعيات اغلبها عن طريق مصالح وزارة املاك الدولة وتولى مستغلوها دفع الاموال المستوجبة عليهم لخزينة الدولة وابرام عقود استغلال معهم وهو ما ادى الى اعادة سيطرة الدولة على املاكها من المقاطع الرخامية. * مع حلول موجة البرد والثلوج المتوقعة كيف تبدو وضعية التزود بمختلف المواد بتالة؟ - بمجرد تلقي تنبيه مصالح الرصد الجوي بوصول الثلوج وتدني درجات الحرارة اتخذت السلط الجهوية بالقصرين كافة الاجراءات في اطار اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث وقمنا بالتنسيق مع كل المصالح لاتخاذ التراتيب اللازمة لتوفير وسائل التدفئة من بترول ازرق وقوارير غاز ومختلف المواد الغذائية وقد وصلت لتالة كميات كافية منها تستجيب لكل الطلبات وليس هناك اي نقص، ونحن باتصال يومي مع الادارة الجهوية للتجارة بالقصرين للتدخل الفوري لتزويد كل مناطق تالة النائية بحاجياتها، كما تم توزيع مساعدات اجتماعية على العائلات المحدودة الدخل سواء من خلال تدخلات الاتحاد التونسي للضمان الاجتماعي او بتبرعات وصلتنا ومنها تمكين عشرات التلاميذ من اعانات متنوعة تبرعت بها سيدة اصيلةتالة.