هل كان يجب ان تشهد مدينة تالة تحركات احتجاجية في النصف الاول من هذا الشهر في جانب كبير منها بسبب تاخر انجاز المستشفى الجهوي الجديد الذي طال انتظار الاهالي له 6 سنوات، ل «حلحلة» ملفه وجلب وفد من البنك الاسلامي للتنمية الممول له مصحوبا بمسؤولين عن وزارتي الصحة والتجهيز مرفوقين بوالي القصرين الى تالة في زيارة هدفها «طمأنة» ابناء تالة بان المشروع سيرى النور، لكن متى وبعد اي سنة من برمجته عام 2012، ليتضح حسب تصريحات الوفد والمدير الجهوي للصحة بالقصرين انه لن يكون جاهزا لفتح ابوابه امام المرضى قبل سنة 2021 على الاقل هذا في صورة عدم ظهور تعطيلات جديدة، فقد تبين عند حلول الوفد يوم الثلاثاء 23 جانفي الجاري الى تالة ومعاينته لقطعة الارض التي سيقام عليها واطلاعه على التصميمات الاولية له ان اتفاقية تمويله بين الدولة التونسية والبنك الاسلامي للتنمية لم يتم توقيعها بعد ولن يقع اتمام هذه الخطوة الاساسية الاّ اواخر شهر افريل القادم بمناسبة إنعقاد الجلسة العامة السنوية للبنك بتونس، وبعدها سيدخل المشروع مراحل اخرى وصولا الى اختيار المقاول الذي سيتولى انجازه وهو ما يعني ان الاشغال لن تبدأ قبل اواخر 2018 او بداية 2019 لتمتد على اكثر من عامين وهو ما يعني ان المستشفى سيكون جاهزا اوائل 2021 (ما لم تتاجل احدى مراحله او تشهد تعطيلا) والسؤال الذي يطرحه اهالي تالة لماذا لم تتعامل الحكومة مع ملف المستشفى الجهوي الجديد (صنف ب) بشفافية؟ وكان كل وزير صحة في السنوات الثلاث الاخيرة يؤكد انه سيرى النور قريبا والحال ان اتفاقية تمويله لم تمض الى حد الآن ولماذا لم تقع مصارحة اهالي تالة بامره واين ذهبت التمويلات التي قيل انها رصدت له ام انها كانت مخصصة للدراسات المتعلقة به فقط عكس ما كان يروج له ولماذا كل مشروع مبرمج في المنطقة تطول مدة انجازه أوتتاخر الى ما يقارب 10 سنوات مثل القطب الصناعي للرخام الذي كثر الحديث عنه ومحطة التطهير بتالة وإعادة هيكلة مركز التكوين والنهوض بالعمل المستقل بتالة (بقيمة حوالي 13 مليارا) وإحداث مركز الفتاة الريفية بتالة بكلفة 1 مليار و760 ألف دينار التي لم تر النور بعد منذ برمجتها سنة 2012.. تقريب الخدمات الصحية واهم الاختصاصات الطبية الاساسية بقطع النظر عن المدة المطولة التي سيستغرقها المشروع بين البرمجة والانجاز فان المستشفى الجهوي الجديد بتالة سيساهم عند دخوله حيز العمل بعد ثلاث سنوات من الان في تقريب الخدمات الصحية والاختصاصات الطبية الاساسية من متساكني كامل شمال ولاية القصرين ( تالة وحيدرة والعيون وجانب من فوسانة) والتخفيف عن المستشفى الجهوي بالقصرين بما انه سيحتوي على 105 سرير، وسيضم قسما للاستعجالي وآخر للأشعة ومخبرا للتحاليل وأقساما للجراحة العامة والطب الباطني وأمراض النساء والتوليد والأطفال، والإنعاش، والعمليات، فضلا عن العيادات الخارجية، وجناح اداري وآخر فني وبيت للأموات وغيرها من المكونات.