التقييم الذي أعدته وزارة البيئة والجماعات المحلية فيما يتعلق بتدخلاتها المتصلة بمقاومة الحشرات، يقول انه وعلى مستوى اللجان الجهوية هناك نقص في الموارد البشرية المختصة وفي المعدات الضرورية لانجاز التدخلات، فضلا عن عدم الالمام بالطرق العلمية لاستعمال المبيدات. كما اعتبرت ان هناك تجاوبا نسبيا للهياكل المعنية بالتدخل في الآجال ورأت أن البناءات الفوضوية والنزل المغلقة وملاعب القولف والدهاليز والمصانع تمثل مشكلا فيما يهم مقاومة الحشرات. وأوضح التقرير الخاص بمقاومة الحشرات وتحصلت «الصباح» على نسخة منه، ان الاشكاليات التي طرحت خلال السنة الماضية في مقاومة البعوض بتسمياته المختلفة (الحضري والريفي والنمر..) وأدت الى انتشار أمراض ونفوق مواشي، كان سببها من جهة ضعف الجانب اللوجستي في البلديات والتغيرات والتقلبات المناخية التي عرفها شهر اوت التي سجلت ظهور مناعة كيميائية مع المبيدات في عدد من المناطق مع محدودية الميزانية المخصصة لبرنامج مقاومة الحشرات سنة 2018.. جميعها كان وراء عدم قدرة الجهات المعنية على توسيع مجال تدخلاتها رغم المطالب المتكررة، وعدم ايلاء موضوع مقاومة الحشرات الأهمية اللازمة من قبل الولاة ورؤساء البلديات. وطبقا للتشخيص المذكور حددت ميزانية 2019 الخاص بالخطة الوطنية لمقاومة الحشرات ب 2 مليون دينار بعد ان كانت السنة الماضية 2018 في حدود ال 1.4 مليون دينار مع إضافة 0.6 مليون دينار بعد تدخل رئيس الحكومة وتعكر الوضع البيئي خلال أشهر أوت وسبتمبر وأكتوبر ونوفمبر. وبالتوازي مع ذلك اتجهت الوزارة الى طلب اعتمادات اضافية من قبل رئاسة الحكومة والبحث عن آليات عملية للتنسيق بين مختلف المتدخلين ضمن جلسة عمل وزارية مع توضيع العلاقة بين فريق العمل المكلف بمقاومة البعوض الريفي وبلدية تونس نظرا لأن هناك تأخرا في التدخل. وتهم الاعتمادات الاضافية مجال توسيع تدخلات الوكالة البلدية للخدمات البيئية لتشمل التدخلات البرية ووضخ المياه الراكدة التضبيب الحراري والمداواة بالرش. وستقوم خطة مقاومة الحشرات لسنة 2019 على منهجية عمل تقوم على توسيع عضوية الخلية القارّة لمقاومة الحشرات وذلك بتشريك المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدّة والإدارة العامّة للمصالح البيطرية بوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري وممثلين عن جمعيات من المجتمع المدني. وسيتم خلالها إعداد الخارطة السنوية للمخافر عن طريق الإستكشاف والمعاينة بمختلف المنشآت والمآوي المحتملة لتوالد الحشرات، وضبط برنامج سنوي لكافّة الهياكل يتضمن تاريخ التدخل وكلفته بكلّ دقّة وبكل المنشآت التي تمّ تشخيصها (أودية، مجاري، أحواض المياه، البالوعات، بيوت الهاتف...) مع رصد الإعتمادات الضرورية لتوفير المستلزمات (المعدّات، آليات رش المبيدات...) وتوفير تكوين العملة والاعوان في مجال مقاومة الحشرات مع دعم البلديات التي تعاني من مشكل محدودية في الموارد البشرية وتلك المحدثة. ويذكر ان وزارة البيئة والجماعات المحلية تعتبر ان هناك نسقا ضعيفا في اجتماعات اللجان الجهوية لمقاومة الحشرات حيث تم طيلة 2018 عقد 39 لجنة جهوية أي بمعدل 1.62 لجنة بكل ولاية احتلت فيها ولاية المنستير المرتبة الأولى بعقدها ل 5 جلسات. وبلغ حجم التدخلات البرية لإبادة البعوض من 1 جانفي الى 31 ديسمبر 2018 ما قدره 734 هكتارا. اما التدخلات الجوية بواسطة الرش فشملت في نفس الفترة 28 ألفا و 954 هكتارا.