على الرغم من قساوة المناخ وبرودة الطقس فإن الحفل الاول المدرج في الدورة الرابعة لمهرجان الجموسي للموسيقى المتوسطية بصفاقس قد حقق الهدف المنشود حيث نجحت السهرة التي انطلقت بعد الساعة السابعة مساء بالمركب الثقافي محمد الجموسي والتي احيتها الفنانة الصاعدة والواعدة، ابنة صفاقس والاذاعة الجهوية آمنة الطريقي كانت في مستوى التوقعات قد اقنعت المطربة بحضورها الركحي الممتاز وتميزت بصوتها النحاسي والشجي وقدرتها على التغني بروائع عمالقة الفن التونسي والعربي وحتى الغربي. الجموسي في البال وبما ان السهرة خاصة بمهرجان الراحل الكبير محمد الجموسي فان آمنة الطريقي التي اختارت اسما فنيا اختصرته من اسمها الكامل لتصبح «اما» ليسهل تداوله على الالسنة قدمت كوكتالا من بالاغاني الراقية لهذا الفنان العملاق ثم تغنت بروائع الفنانة الراحلة والكبيرة وردة الجزائرية باعتبارها من اكتشاف محمد الجموسي بباريس قبل ان ياخذ بيدها ويساعدها على استغلال طاقاتها الخلاقة لتنحت مسيرة فنية باهرة وذلك قبل ان تتغنى بروائع عمالقة الفن التونسي والعربي نخص بالذكر كوكب الشرق ام كلثوم التي تعتبر هرما شامخا من اهرامات الفن العربي وكذلك كارم محمود ونجاة عطية وعبد الوهاب الحناشي وسميرة سعيد والهادي الجويني وغيرهم. وقد ابدعت آمنة الطريقي في التغني برائعة فريد لاطرش «قلبي ومفتاحو» خاصة وقد ترجمت الجزء الثاني من الاغنية إلى اللغة الفرنسية ورددتها مرارا نزولا عند رغبة الجمهور. والاكيد ان احد اهداف هيئة التنظيم بقيادة الزميل النوري الشعري تحقق من خلال تشجيعها على احتضان المواهب الصاعدة والطاقات الكامنة لاثراء الساحة الفنية بالكفاءات بعدما فقدت بريقها في ظل «تآكل» الفرقة الموسيقية لاذاعة صفاقس التي كانت قد ساهمت في بروز العديد من الفنانين الكبار وذلك لغياب الارادة كالعادة وغياب المبادرة وعدم تعويض اعضاء الفرقة الذين احيلوا على شرف المهنة والذين كانوا يشكلون العمود الفقري لها، الشيء الذي اضطر ادارة هذه المنارة الاعلامية البارزة للاستنجاد بعازفين وعازفات من المعهد العالي للموسيقى والمعهد الجهوي ايضا لإحياء الحفلات التي تنظمها بمناسبة او اخرى وهو اجراء وإن كان يساعد على مواصلة الإذاعة لعملها فإنه لا يحول دون الدعوة إلى العمل على إعادة الروح لهذه الفرقة التي اعطت الكثير للموسيقى التونسية.