الخرطوم (وكالات) أطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المشاركين في مسيرة حاولت الوصول إلى القصر الجمهوري في الخرطوم أمس في وقت كثف المتظاهرون تحركهم للمطالبة برحيل الرئيس عمر البشير الذي يحكم البلاد منذ ثلاثين عاما. ويشهد السودان منذ 19 ديسمبر الماضي حركة احتجاجية بدأت بعد قرار الحكومة رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف، في بلد يعيش ركودا اقتصاديا. والتظاهرات شبه اليومية التي يردد خلالها المحتجون هتاف «حرية سلام عدالة»، تحولت بسرعة ضد سلطة الرئيس عمر البشير الذي يحكم البلاد بقبضة من حديد منذ توليه السلطة على أثر انقلاب في 1989. وتفيد حصيلة رسمية بأن 26 قتيلا سقطوا في هذه التظاهرات فيما تلقي السلطات باللوم على محرضين تقول إنهم تسللوا بين صفوف المتظاهرين. لكن منظمات حقوق الإنسان تؤكد إن أكثر من 40 شخصاً من بينهم عاملون في المجال الصحي قتلوا في اشتباكات مع قوات الأمن منذ اندلاع الاحتجاجات في 19 ديسمبر. وأثارت حملة السلطات الأمنية انتقادات بريطانيا وكندا والنرويج والولاياتالمتحدة التي حذرت الخرطوم من «تداعيات» ما تقوم به على العلاقات مع حكوماتها. وسعى اتحاد المهنيين السودانيين الذي يقف في الصف الأول من الاحتجاج، إلى تعزيز الضغط أمس بدعوة جديدة إلى التظاهر في جميع أنحاء البلاد. وقال في بيان إنه يدعو «شعبنا إلى التجمع في 17 مكانا في الخرطوم وأم درمان والسير باتجاه القصر الجمهوري». وينظم المتظاهرون مسيرات شبه يومية في الخرطوم وأم درمان المجاورة على الضفة الغربية لنهر النيل. ويوم أمس بدأ مئات المتظاهرين في التجمع في حي بوري بالعاصمة لكن شرطة مكافحة الشبر واجهتهم بالغاز المسيل للدموع، بحسب شهود عيان. وهتف رجال ونساء نزلوا إلى شوارع الخرطوم «يا نموت زيهم يا نجيب حقهم»، في إشارة إلى قتلى التظاهرات. تحذير أمريكي ويعاني السودان من أزمة اقتصادية يؤججها نقص حاد في العملات الاجنبية وانكماش متصاعد ادى الى مضاعفة أسعار الغذاء والدواء. ويوم أول أمس الاربعاء، دعت واشنطن إلى إجراء تحقيق في مقتل متظاهرين محذرة الخرطوم من أن الافراط في استخدام القوة وترهيب الصحافيين والنشطاء يمكن أن يزعزع العلاقات بين البلدين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية روبرت بالادينو في بيان «إن قيام علاقة جديدة أكثر إيجابية بين الولاياتالمتحدة والسودان يتطلب إصلاحا سياسيا ذا مغزى وتسجيل تقدم واضح ومستمر في مجال احترام حقوق الإنسان».