رغم انفراج حالة الطقس بداية من صباح أمس الأحد، فان العديد من المدن الصغيرة والقرى والتجمعات السكنية النائية بولاية القصرين ما تزال في حالة عزلة تامة وتفتقر الى الكهرباء والماء، بل وحتى الخبز ووسائل التدفئة لليوم الرابع على التوالي بعد انطلاق موجة البرد الشديد والثلوج منذ صباح الاربعاء ثم العواصف القوية لمساء الخميس المصحوبة بكميات كبيرة من الثلوج، وبعد ذوبان هذه الاخيرة انطلاقا من مساء اول امس السبت فان الاوحال الكبيرة التي خلفتها أصبحت تمثل «عائقا» امام وسائل النقل بمختلف الارياف واصبح من المستحيل المرور منها الا بالمعدات الثقيلة ذات السلاسل، والى غاية امس الاحد ما تزال نداءات الاستغاثة تصدر عن اهال معزولين بأرياف جدليان والعيون وحاسي الفريد وحيدرة وتالة، طلبا للنجدة لان مواطنيها «تجمدوا» من البرد في غياب الكهرباء المنقطع عنهم منذ مساء الخميس ومعه توقفت مضخات المياه ومحطات البنزين والمخابز وشبكات الاتصال والهواتف الجوالة، وما زاد من معاناتهم نفاذ كميات المؤونة وقوارير الغاز ووسائل التدفئة التي تزودوا بها قبل موجة الثلوج . الظروف المناخية «دمرت» شبكة الكهرباء شمال الولاية الثلوج الكثيفة والرياح القوية مساء الخميس «دمرت» شبكة الكهرباء بعد ان تهاوت مئات الاعمدة الكهربائية ذات الضغط العالي والمتوسط بكامل الجهة وخاصة نصفها الشمالي اين توجد معتمديات جدليان وحيدرة وتالة والعيون، بل ان «الدمار» الذي لحق الاعمدة وصل الى جميع مناطق الولاية جنوبها وشرقها وغربها ووصل الى معتمديات حاسي الفريد وماجل بالعباس مرورا بالقصرين الجنوبية والشمالية وفوسانة وفريانة وسبيطلة، وفي الأرياف «أتلفت» الرياح القوية كل اللوحات المخصصة لالتقاط الطاقة الشمسية التي تزود مئات الأهالي وبعض المدارس بالكهرباء و»طارت» بها العواصف نحو المجهول وعادت المنازل المستفيدة منها الى عصر ما قبل الكهرباء..