كراكاس (وكالات) تفاقمت الأزمة السياسية في فنزويلا بعد اعلان الزعيم المعارض خوان غوايدو نفسه رئيسا، وبات مستقبل هذا البلد مرتبطا بشكل أساسي بموقف الجيش في الداخل، والولاياتالمتحدة في الخارج. وفي بلاد تعاني انهيارا اقتصاديا فعليا، مع نسبة تضخم قد تصل الى عشرة ملايين بالمائة خلال العام الحالي. ويتمثل الحل الذي يدعو اليه غوايدو في تشكيل»حكومة انتقالية» تشرف على اجراء انتخابات مبكرة. وقد دعا قادة الجيش الداعمين لمادورو، الى الكف عن دعم «الديكتاتورية» مقابل العفو عنهم. الا ان الجيش يبقى حتى الان داعما لرئيس الدولة مادورو الذي تسلم السلطة عام 2013، ورفض الاعتراف بما اعتبره «انقلابا». واعتبر المحلل بيتر حكيم من مركز الحوار بين الاميركيين، أنه في حال واصل الجيش دعمه لمادورو فإن «فرصة التغيير» تصبح عندها مرتبطة بقدرة المعارضة على التوحد، وموافقتها على»مرحلة انتقالية على المدى الابعد. ويمكن ان تتقدم الامور بسرعة أكبر في حال قرر العسكريون تغيير موقفهم، الا أن ذلك سيعني العفو عن كبار العسكريين وكبار المسؤولين الفنزويليين الذين تتهم الولاياتالمتحدة عددا كبيرا منهم بالفساد وانتهاك حقوق الانسان والاتجار بالمخدرات. وما يمكن أيضا ان يسرع الامور باتجاه مرحلة انتقالية، قيام الرئيس الاميركي دونالد ترامب بفرض عقوبات على صادرات النفط الفنزويلي (ثلث الصادرات النفطية الفنزويلية تذهب الى الولاياتالمتحدة أي اكثر من نصف مليون برميل نفط يوميا خلال العام 2018) ما سيوجه ضربة شديدة الى الاقتصاد وسيزعزع شبكة الحماية القائمة حاليا حول مادورو، بحسب ما يعتبر مركز»كابيتال ايكونوميكس». وقال مايكل شيفتر من مركز الحوار بين الاميركيين، إنه رغم رهان المعارضة على تغيير في موقف الجيش، فإن هذا الامر»قليل الاحتمال»، وخصوصا ان قادة الجيش كرروا تأكيد وقوفهم وراء مادورو. من جهته قال بيتر حكيم في الاطار نفسه «في حال لم تتوحد المعارضة، وواصل العسكريون دعم مادورو، فهذا يعني بقاء الحكومة التشافية وبقاء مادورو رئيسا». و أعيد انتخاب الاشتراكي مادورو حتى العام 2025 في انتخابات قاطعتها المعارضة، وشكك الاتحاد الاوروبي بنتائجها مع العديد من دول اميركا اللاتينية. وقال المحلل بول هير من جامعة بوسطن، ان مادورو قد يسعى للحصول على دعم مادي من دول حليفة مثل الصين وروسيا وايران «الموحدة بمواجهة الولاياتالمتحدة اكثر مما هي موحدة في تعاطفها مع مادورو». وتسلم كراكاسالصين نحو 300 الف برميل من النفط يوميا لسداد دين بقيمة 20 مليار دولار. كما تفيد مصادر عدة ان فنزويلا مدينة لروسيا ب10،5 مليارات دولار. واضاف بول هير «قد تحاول الصين وروسيا انقاذ النظام عبر دفعه لاجراء اصلاحات اقتصادية جدية واعادة هيكلة القطاع النفطي». لكن الاحتمال الاخر القائم أيضا هو مطالبة الدول الدائنة ب»رحيل مادورو واستبداله بزعيم مقبول سياسيا في شكل اكبر».وقال بيتر حكيم أيضا انه في حال سحب الجيش دعمه لمادورو وبقيت المعارضة منقسمة، فان العسكريين يمكن ان يتسلموا زمام الامور «على الاقل لفترة موقتة». من جهته اعتبر مايكل شيفتر انه من غير المستبعد دخول البلاد في «مرحلة قمع او حرب اهلية»، وهذا يعني»اسوأ السيناريوهات» من دون استبعاد «مخاطر قيام حكومتين متعاديتين». والمعروف ان ترامب اعتبر أن «كل الخيارات مطروحة» في اشارة الى احتمال حصول تدخل عسكري. ورفض الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو المهلة التي حددتها دول أوروبية له للدعوة لانتخابات جديدة في غضون ثمانية أيام، مصرّا على أن بلاده «غير مرتبطة» بأوروبا.