للمرة الثانية في ظرف اسبوعين، اقدم ظهر أول أمس حوالي 200 اغلبهم نساء واطفال (تلاميذ ابتدائي) من أهالي منطقتي «أولاد عباس» و«الجروالة» التابعتين لمعتمدية سبيطلة، على اغلاق الطريق الجهوية عدد 71 الرابطة بين مدن العيون وسبيبة وسبيطلة والقصرين، ومنعوا مختلف وسائل النقل من المرور بها لعدة ساعات، ونظموا وقفة احتجاجية طالبوا فيها بإعادة مياه الشرب المنقطعة عنهم منذ ايام وكهربة بئر عميقة تم حفرها منذ سنتين لكن لم يقع تجهيزها لتمكينهم من المياه لسقي اراضيهم ومواشيهم، فيما رفع الاطفال منهم لافتات تشير الى مطالبتهم بإحداث مدرسة بمنطقة «أولاد عباس» لتقريب الدراسة منهم وتجنيبهم معاناة التنقل اليومي وسط الحقول والاودية لبلوغ مدرسة «الجروالة» البعيدة عنهم بعدة كيلومترات. ونظرا لان الحركة الاحتجاجية عطلت حركة مرور عشرات الشاحنات التابعة لفرق «الستاغ» والجيش الوطني والتجهيز وتلك التي تحمل قوارير الغاز والمواد الغذائية وبترول التدفئة لمدينة العيون والمناطق الريفية التابعة لها التي بقيت عدة ايام بدون كهرباء، فقد اضطرت وحدات التدخل للحرس الوطني بعد محاولات متعددة لإقناع الاهالي المحتجين بفك حركتهم الاحتجاجية والسماح للشاحنات التي وجهتها اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث الى القرى المعزولة باءت بالفشل، الى استعمال القوة والغاز المسيل للدموع لتفريقهم وأعادت فتح الطريق أمام قوافل «الاغاثة»، مما تسبب - حسبما افادنا به بعض الاهالي المحتجين - في اصابة العشرات من الاطفال والنساء (إحداهن حامل) بالاختناق من جراء دخان قنابل الغاز، والتوجه بهم الى المستشفى المحلي بسبيطلة اين بقوا الى غاية ليلة اول امس يتلقون الاسعافات الأولية. وذكر لنا نفس الاهالي ان الاطباء رفضوا تمكينهم من شهادات طبية تبين مدى الاضرار الصحية التي تعرض لها اطفالهم لتقديم قضايا عدلية، وقيل لهم أن ذلك لن يتم الا بعد استشارة مندوب حماية الطفولة لأنه من غير المعقول استعمال اطفال في وقفات احتجاجية. ورغم ما لحق هؤلاء الاطفال والنساء من اختناق، فان اغلاق الطريق امام « قوافل الاغاثة» في هذه الظروف المناخية الصعبة التي تمر بها المنطقة لا يمكن إلا أن يجابه بالاستياء والتنديد مهما كانت المبررات.