انتهت في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس معاناة متساكني مدينة حيدرة من انقطاع الكهرباء الذي تواصل أسبوعا كاملا، واستعاد أهاليها القاطنين بمختلف أحيائها حياتهم العادية واستأنفت الادارات والمخابز والمقاهي عملها. وفي المقابل فإن جميع القرى والمناطق التابعة للمعتمدية ما تزال تعيش عصر «ما قبل الكهرباء» لتواصل انقطاع التيار الكهربائي عن مساكنها ومدارسها ومضخات الآبار التي تزودها بمياه الشرب، وذلك لأن الشركة التونسية للكهرباء والغاز ومن شدة «التدمير» الذي لحق بالشبكة الكهربائية بكامل شمال ولاية القصرين، ركزت اكثر جهودها على إعادة التيار لمدينة حيدرة باعتبار كثافة متساكنيها ووجود إدارات خدماتية عديدة بها، رغم التعزيزات التي وصلتها من فرقة تابعة لأقاليم «الستاغ» بعديد الولايات المجاورة وغيرها، وذلك بحرص من رئاسة الحكومة التي اعطت الاولوية في التدخلات لمدينة حيدرة، في انتظار استكمال اشغال الصيانة بأرياف ولاية القصرين وخاصة معتمديات العيون وتالة وحيدرة وجدليان، التي ما تزال بعد ثمانية ايام دون كهرباء ولا ماء لان توفر هذا الاخير مرتبط بتشغيل المضخات. وقد اضطر أهاليها الى «تذويب» الثلوج للحصول على مياه الشرب، في حين تولت وزارة الفلاحة توزيع المياه مجانا على الارياف بالصهاريج، وفي غياب الكهرباء فان عدة مؤسسات تربوية ريفية وخاصة المدارس تعطلت فيها الدراسة، ولذات السبب لم تستأنف الدروس الى غاية الامس بإعدادية «سيدي سهيل» بضواحي تالة ومعهد حيدرة.