تونس في مقدمة البلدان التي يتجه فيها جزء من التحويلات للمشاريع الانمائية تونس: الصباح أكدت دراسة حديثة أنجزها البنك الأوروبي للاستثمار، أن «حجم التحويلات المالية التي يبعث بها المهاجرون إلى بلدان جنوب شرقي المتوسط عبر القنوات الرسمية، بلغت نحو 7.1 مليار يورو في السنة من أوروبا باتجاه البلدان المتوسطية الثمانية»... لكن هذا الرقم يرتفع عند إضافة التحويلات غير الرسمية، حيث يصل حجمها إلى حوالي 14 مليار يورو، بما يعني أنها تتجاوز بكثير حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة (التي لم تتجاوز 6.4 مليار دولار في السنة خلال الفترة من 2000 إلى 2003).. وشملت الدراسة التي حصلت «الصباح» على نسخة منها، 8 بلدان متوسطية، هي الجزائر ومصر والأردن ولبنان والمغرب وسورية وتونس وتركيا، التي يبلغ عدد جالياتها ما يزيد عن 10 ملايين مقيم في بلدان الاتحاد الأوروبي».. وأوضحت الدراسة التي أعدتها آلية «فيميب» لتسهيل الاستثمار في المنطقة المتوسطية، وهي الآلية التابعة للبنك الأوروبي للاستثمار، أن تحويلات المهاجرين ترتفع بنسبة 10 في المائة سنوياً، وتمثل قيمتها بين 2 و22 في المائة من الناتج الداخلي للكثير من البلدان، تليها موارد مثل عوائد السياحة والاستثمارات المباشرة والمعونات الإنمائية... وتشير الدراسة إلى أن أوروبا تعدّ المصدر الرئيسي للتحويلات، حيث تتراوح حصتها بين 85 و90 في المائة بالنسبة إلى بلدان المغرب والجزائروتونس وتركيا.. التحويلات واتجاهاتها.. وكشفت الدراسة من جهة أخرى، أن التحويلات الرسمية تشمل المبالغ التي يرسلها المهاجرون عن طريق مؤسسات التحويل مثل «ويستيرن يونيون» وغيرها، فيما تهم التحويلات غير الرسمية، العائدات التي يتم إرسالها مع أحد أفراد الأهل أو الأقارب أو من خلال عودة المهاجرين في العطل والمواسم الدينية... وتلاحظ وثيقة البنك الأوروبي للاستثمار، أن مؤسسات التحويل تمثل القناة الرئيسية لتحويل عائدات الجاليات المهاجرة، على الرغم من تكلفتها الباهظة جدا، حيث تصل إلى حوالي 6 في المائة من قيمة المبلغ الذي يتم تحويله.. وأشارت الدراسة، التي تعدّ الأولى في مجال حصر تحويلات المهاجرين من البلدان المتوسطية الثمانية، إلى أن تحويلات المهاجرين تتجه نحو تحسين التعليم والصحة وظروف السكن، إلى جانب الإنفاق على خدمات الترفيه والعقار، فيما يستثمر جزء من هذه التحويلات في المشاريع الإنتاجية، التي يشير تقرير البنك الأوروبي للاستثمار، إلى تزايد حصتها عاما بعد آخر.. إذ تقدر نسبة العائدات التي تتجه لأغراض الإنتاج، بنحو 18 في المائة في تونس و15 في المائة في مصر و13 في المائة في المغرب.. شروط أساسية.. لكن البنك الأوروبي للاستثمار، دعا من ناحية أخرى إلى خفض تكلفة تحويلات الجاليات المتوسطية المقيمة في أوروبا، ضمن حرص أوروبي على توجيهها لأغراض التنمية، من خلال تطوير الخدمات المصرفية لتحويل عوائد الهجرة العربية المتوسطية واستثمارها... وفي هذا السياق، أوصى البنك الأوروبي بخفض تكلفة التحويلات المالية، عبر تعزيز أنظمة الدفوعات في البلدان المتوسطية، وربطها بالأنظمة الأوروبية ذاتها، إلى جانب تشجيع التنافسية النزيهة بين مؤسسات التحويل.. وشدد البنك الأوروبي للاستثمار، على ضرورة قيام المؤسسات المصرفية الأوروبية والبلدان المتوسطية، بتطوير خدمات متخصصة في شؤون تحويلات المهاجرين وعائداتهم المالية، مثل فتح حسابات مصرفية للتحويلات والقروض العقارية وحسابات الاستثمار، تماما مثلما يجري في البلدان الأوروبية الأخرى.. وتفيد معلومات من البنك، أن البنوك الأوروبية لا تبذل في الواقع جهداً لإعلام المهاجرين بتحويلاتهم وعملياتهم المصرفية، بحيث يقتصر دورها على تقديم الخدمات التي تعرض على المواطن الأوروبي، وهو ما جعل المهاجرين ينصرفون إلى وضع عائداتهم ومدخراتهم في فروع ببلدان المنشأ.. ويجري العمل حاليا في أوروبا، على تحسين أنظمة الدفع في البلدان المتوسطية، وربطها بالأنظمة الأوروبية والدولية، بغاية تشجيع الاستثمار في البلدان المتوسطية.. الجدير بالذكر، أن التحويلات المالية للمهاجرين العرب، تكتسي أهمية اقتصادية كبيرة بالنسبة إلى البلدان المتوسطية الشريكة للاتحاد الأوروبي...