صفاقس الاسبوعي تم مؤخرا في حفل بهيج تدشين «برج القلال».. فضاء ثقافيا وترفيهيا ينضاف الى مختلف الفضاءات الأخرى الموجودة بالجهة، وذلك بمنطقة قرمدة. بحضور جمع غفير من رموز الثقافة في شتّى أصناف الإبداع بجهة صفاقس وعدد كبير من المواطنين، الحدث كان مميزا لأن المشروع كان رائدا وفريدا من نوعه باعتبار أن آل القلال أنفقوا من مالهم الخاص على هذا البرج الجميل في نمطه العمراني وهندسته وزخرفه وهو من الأبراج القليلة التي بقيت في حالة حسنة بالمدينة، وذلك لتهيئته حتى يصبح فضاء ثقافيا وترفيهيا مهيأ للنشاط، ثم وضعته عائلة القلال على ذمة جمعية أحباء الفنون التشكيلية للقيام بأنشطتها المختلفة ولاستغلاله من قبل الشباب في مختلف الأنشطة الثقافية، ذلك ما أفادنا به الأستاذ عبد السلام القلال أحد أفراد العائلة وفي كلمته أمام المشاركين في هذا الاحتفال ركز بالخصوص على بعض الذكريات الجميلة وعلى الدور الذي كان يقوم به هذا البرج في السابق إذ كانت تقام فيه السهرات الفنية والموسيقية والمآدب وتعرض فيه المسرحيات وغيرها من الأنشطة المختلفة، كما أشاد بالدور الذي قامت به السيدة عائدة الزحاف رئيسة جمعية أحبّاء الفنون التشكيلية وزميلاتها إذ شجعنه على الإقدام على تنفيذ هذا المشروع، وختم حديثه قائلا بالخصوص: «أنا سعيد بأن أردّ للمجموعة التي نشأت وترعرعت فيها القليل من الكثير الذي أعطتني إياه». وخصّتنا السيدة عائدة الزحاف بهذا التصريح فقالت: «هذا المعْلم هو من المخزون التراثي بالجهة، فكرة إنجازه نبعت من الطرفين، فالسيد عبد السلام القلال أراد ان يخلّد اسم العائلة ويرد شيئا من الجميل لهذه المنطقة، خاصة أن البرج شهد قبل عقود طويلة عدة تظاهرات ثقافية، وكان يبحث عمّن يقوم بتنشيط هذا البرج في إطار جمعياتي، فأنا شخصيا مغرمة بالأبراج، وبما أني رئيسة أحباء الفنون التشكيلية وعضو بنادي «إينارويل» وكانت السيدة راقية العموص رئيسة هذا النادي تقاسمني نفس الحلم، لذلك مكنتنا من جزء من مداخيل النادي لموسم 2005 2006 مما ساعدنا على تجهيز هذا البرج عندما وضعه السيد عبد السلام القلال على ذمتنا بعد تهيئته تماما مثلما طلبنا منه ذلك، في هذا البرج ستقوم الجمعية بتنشيط ورشات في الفنون التشكيلية والصناعات التقليدية والحرف وورشات أخرى متخصصة في الإعلامية وغيرها من الانشطة المختلفة وسنسعى الى التعامل مع جمعيات أخرى». هذا البرج هو مكسب ليس لجهة قرمدة فقط إنّما لمدينة صفاقس وضواحيها فشكرا لعائلة القلال على هذا الإنجاز وحبّذا لو ينسج الآخرون على منوال عائلة القلال وذلك ممن لديهم أبراج مماثلة بقيت متروكة، غير مستغلة يتراكم عليها الغبار و«ينخرها» الندى ويلفّها النسيان. محمد القبي