أصدرت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بيانا على إثر الاعتداء على أسامة الشوالي الصحفي ببرنامج "الحقائق الأربع" الذي يبث أسبوعيا على قناة "الحوار التونسي" خلال تصويره لتحقيق استقصائي حول العنف المسلط على المسنين في دار رعاية المسنين بقرمبالية. وفي التالي فحوى البيان: "قررت النيابة العمومية بمحكمة الابتدائية بقرمبالية في 11 أفريل 2019 إحالة أسامة الشوالي الصحفي ببرنامج "الحقائق الأربع" الذي يبث أسبوعيا على قناة "الحوار التونسي" على الدائرة الجناحية الأولى بنفس المحكمة من أجل الاعتداء بالعنف الشديد على معنى الفصول 128 و 218 و 258 و 264 من المجلة الجزائية، ويحال الشوالي رفقة المتهمين الثلاث الذين قاموا بالاعتداء عليه خلال تصويره لتحقيق استقصائي حول العنف المسلط على المسنين في دار رعاية المسنين بقرمبالية. كما قررت النيابة العمومية إحالة أحد المتهمين الثلاث العاملين بدار المسنين على نفس الدائرة بتهمة السرقة المجردة والاعتداء على صحفي خلال تأدية عمله على معنى الفصل 14 من المرسوم 115. وقد مثل أسامة الشوالي لدى أنضار النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية بحالة تقديم بصفته كمتضرر رفقة المتهمين الثلاث بعد أن تقدم بشكوى لدى مركز الحرس الوطني بقرمبالية. ولكن بعد الاستماع إليه من قبل النيابة العمومية تمت احالته بصفة متهم. وكان الشوالي قد تحول إلى مركز رعاية المسنين بمدينة قرمبالية يوم الاثنين 8 أفريل 2019 حيث عمل على التصوير بكاميرا خفية لكشف الاعتداءات التي تطال المسنين المقيمين بالمكان وأدلى بصفة ممثل عن منظمة مجتمع مدني. وفور تنامي شكوك العاملين بالمكان حول تصوير الصحفي للموضوع بهاتفه الجوال، عمد القيم على المكان إلى عرقلته. وأمام تزايد تشنج القيّم حاول الشوالي مغادرة المكان وعندها عمل القيم المسؤول على دار الرعاية على المبادرة بالاعتداء بالعنف على الصحفي أسامة الشوالي ورغم تأكيد الشوالي لصفته الصحفية إلا أن القيم واصل الاعتداء عليه والتحق به زميلين له بدار الرعاية. وعمد العاملون الثلاث إلى الاعتداء على الصحفي وافتكاك هاتفه الجوال. وبعد التخلص من المعتدين عليه غادر الصحفي مقر دار الرعاية واستنجد بسيارة عابرة في الطريق للتنقل لأول دورية للحرس الوطني أين رفاقه أعوان الدورية إلى مكان الاعتداء عليه وقاموا بمعاينة آثار الجريمة. وقد تقدم الصحفي لدى مركز الحرس الوطني بقرمبالية بشكوى ضدّ المعتدين وتم الاستماع له بصفته كمتضرر وتمت مكافحته مع المعتدين عليه. وباستشارة النيابة العمومية طلبت هذه الأخيرة إحالة الشوالي والمتهمين الثلاث بحالة تقديم. ولكن ارتأت النيابة العمومية احالة الشوالي وبقية المتهمين بتهمة الاعتداء بالعنف الشديد. إن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين تعبر عن صدمتها من التحامل الذي لاحظته خلال عملية الاستماع إلى الصحفي أسامة الشوالي، وتعتبر احالته بصفته كمتهم تواصلا لمنهج التجريم الذي تتخذه النيابة العمومية ازاء الصحفيين منذ فترة. وتدين النقابة الاعتداء على الصحفي أسامة الشوالي وتعتبر الاستهداف المتواصل للصحفيين العاملين في مجال الصحافة الاستقصائية ضربا لهدف سامي للصحافة عموما وهو كشف حقيقة الخروقات القانونية وانتهاكات حقوق الانسان التي تمارسها بعض الأطراف. وتذكر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أن عبء إثبات الجرائم المسلطة على الأفراد يعود إليها وأنها تملك كل آليات العمل الكفيلة بكشف حقيقة الاعتداء على الزميل الصحفي أسامة الشوالي. وتذكر النقابة النيابة العمومية أن الوصول الى الحقيقة وخاصة في الملفات المعقدة التي تنخرط فيها بعض الأطراف في خرق واضح للقانون تتطلب استعمال آليات تحقيق صحفي عدّة تشمل أيضا استعمال الكاميرا الخفية والتي يراعي الصحفيون خلال استعمالها كل المبادئ القانونية المتعلقة بحماية المعطيات الشخصية. ويخضع استخدام الكاميرا الخفية إلى أخلاقيات المهنة الصحفية. وترى النقابة أن السعي إلى ضرب آليات العمل الصحفي الاستقصائي هي محاولة لقبر مجموعة من الحقائق يمكن أن تمس من حقوق المواطن التونسي."