أن يقصد الناس شاطئ البحر ويتجمعون حول شاشة عملاقة لمشاهدة فيلم رغم العملية الإرهابية الجبانة التي جدّت موفى الشهر الماضي، فهذا شكل من أشكال المقاومة والتحدّي ونشيد للحياة سهرت على إعداده وتنظيمه الهيئة المديرة لمهرجان السينما المتوسطية بتونس "منارات"، وذلك بحضور وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين وعدد من سفراء الدول المتوسطية المعتمدين بتونس، إلى جانب ضيوف هذه الدورة الثانية من أهل السينما ومصطافين تونسيين وأجانب. وقالت مديرة مهرجان "منارات" خلال إلقائها كلمة افتتاح هذه الدورة مساء الاثنين بشاطئ المرسى، إن تنظيم النسخة الثانية من "منارات" يتنزّل أيضا ضمن مقاومة الإرهاب والعنف والتطرّف. وأشادت بالمجهود الأمني في مكافحة الإرهاب، كما كرّمت عون الأمن الذي استشهد في الهجوم الإرهابي الغادر بالعاصمة يوم الخميس الماضي. وذكّرت درة بوشوشة بشعار المهرجان "عندما نحب الحياة، نذهب إلى السينما"، مؤكدة على أن هذه التظاهرة احتفالية ومجانية تتيح للجمهور مشاهدة أشرطة سينمائية على تسعة شواطئ من مختلف أنحاء الشريط الساحلي التونسي وهي المرسى وخير الدين (الكرم) وحمام الأنف وقربة وبنزرت والمنستير وصفاقس وقابس وجربة. وتحدّثت المديرة العامة للمركز الوطني للسينما والصورة شيراز العتيري، من جهتها، على دور مهرجان "منارات" في تدعيم علاقات التعاون بين مختلف دول حوض البحر الأبيض المتوسط. كما أعلنت بالمناسبة عن إطلاق "منصة الفيلم العربي" من أجل دعم 7 مشاريع أفلام عربية. وأشارت مديرة المعهد الفرنسي بتونس "صوفي رينو" إلى أن مهرجان "منارات" يرتكز على ثلاثة أهداف هي الالتقاء بالجمهور من المصطافين على شوطئ البحر وإحداث منصة للتبادل بين المهنيين في الدول المتوسطية، فضلا عن جعل هذه التظاهرة موعدا صيفيا قارا في تونس. وعبّر كلّ من المخرج يسري نصر الله والممثلتان إلهام شاهين ونلّي كريم عن سعادتهم بالمشاركة في هذا المهرجان. وأشادوا بقرار إدارة المهرجان الإبقاء على فعاليات هذه التظاهرة رغم الهجوم الإرهابي الغادر، مشدّدين على أن السينما هي شكل من أشكال المقاومة ضدّ الظلامية والإرهاب. وحضر الثلاثي المصري فعاليات "منارات" لتمثيل السينما المعاصرة المصرية التي تشارك في المهرجان كضيف شرف هذه الدورة صحبة السينما المعاصرة الإيطالية التي ستعرف عرض أحدث أفلام المخرجين الإيطاليين على غرار "جيانكارلو فونتانا" و"جوسيبي ستاسي" و"كوستانزا كواتريغليو" و"أليساندرو أروناديو" و"فاليريو ميلو" و"لورا لوشتي" و"ماركو بيلوتشيو". وعلى هامش حفل الافتتاح، قدّم مغني الراب والشاعر الفرنسي عبد الملك عرض "سلام" بعنوان "Gibraltar"، دعا فيها إلى تجاوز الاختلافات العرقية للشعوب المتوسطية. وكان العرض مرفوقا بالراقصة "تانيتا" وهي ابنة المغني الجزائري "إيدير"، فغنت من تراث القبائل "A vava inouva". وتابع الحاضرون، إثر ذلك عرضا لشريط سينمائي قصير بعنوان "Patision Avenue" للمخرج اليوناني Thanasis Neofotistos. تجدر الإشارة إلى أن الدورة الثانية لمهرجان السينما المتوسطية بتونس "منارات" تقام من 1 إلى 7 جويلية 2019. وتنافس 10 أفلام في المسابقة الرسمية للمهرجان على جازتيْن هما "المنارة الذهبية" و"أفضل أداء". وهذه الأفلام المدرجة ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان هي "ملجأ بين الغيوم" للمخرج "روبار بودينا" من ألبانيا و"نقطة توقف" للمخرجة القبرصية "طونيا ميشالي" و"بترا" للمخرج "ليخايمي روزالوس" من اسبانيا "وشاحنة" للمخرجة الفرنسية سارة ماركس و"شفقة" للمخرج اليوناني "بابيس ماكريديس". وتسجّل تركيا مشاركتها بفيلم "الإعلان" لمحمود فاضل كوشكون" وتحضر إيطاليا ممثلة بفيلم "يوما ما" للمخرج "سيرو ديميلو". أما الأفلام العربية المشاركة في المسابقة، فتتمثل في الفيلم التونسي "في عينيا" للمخرج نجيب بلقاضي و"امباركة" للمخرج المغربي محمد زين دان، بالإضافة إلى الفيلم اللبناني "المرجوحة" لسيريل أريس. وستحتكم أفلام المسابقة إلى لجنة متألفة من 5 أعضاء هم كمال داود من الجزائر والممثلة المصرية سلوى علي والمخرج الفرنسي "ميشال لوكلير" والممثلة التونسية سهير بن عمارة والممثلة التركية "داملا صونمار".(وات)