الزهراء الصباح ... هو أعرق مهرجان صيفي في ربوع الضاحية الجنوبية للعاصمة.. مهرجان حمل مسرحه اسم أحد ابرز العلامات المسرحية في بلادنا.. مهرجان الزهراء في دورة جديدة جاءت مفعمة بالتفاؤل والانتصار للابداع الوطني في اختياراته.. ... مساء الاثنين الماضي كان الموعد مع سهرة افتتاح الدورة الواحدة والثلاثين لهذا المهرجان بحضور جمهور غفير جاء ليؤكد هذا الشغف بالابداع التونسي الاصيل والذي حرصت هيئة المهرجان بادارة الاستاذ خالد بن فقير على تكريسه.. فلا أهم ولا أجمل من هذا الاعتزاز بالهوية الابداعية الوطنية. تكامل بين الباث والمتلقي لعل من ابرز مميزات سهرة الافتتاح هذا التكامل بين الباث والمتلقي.. فالباث كان صوت نوال غشام بنضجه واناقته وقوته والمتلقي كان الجمهور الباحث عن المتعة الفنية ذات المضامين الانسانية النبيلة.. حيث كان الانتباه شديدا والتفاعل صادقا مع كل ما قدمته نوال غشام من اغنيات في تنفيذ موسيقي لفرقة تتوفر على حرفية عالية في العزف وتكفي الاشارة في هذا المجال الى نبيل زميط وسليم الجزيري للتوقف عند المستوى الراقي الذي ظهرت عليه الفرقة الموسيقية في تنفيذها لكل اغنيات نوال غشام. حضور ركحي لافت ما ان اعلنت المنشطة بية الزردي عن بداية السهرة حتى وقف الجمهور لتحية نوال غشام التي بدأت انيقة في مظهرها وفي حضورها الركحي الملفت للانتباه لتنطلق في تقديم اغانيها بنخوة ابداعية وانسجام تام مع الفرقة الموسيقية ومتابعة دقيقة من الجمهور الذي اكد مرة اخرى اتقانه فن الانصات. تميز برنامج نوال غشام الغنائي بالتنوع حيث قدمت البعض من اغانيها المعروفة وكشفت عن اغنيات جديدة لها لاول مرة.. وفي ذلك دليل على انها فنانة مؤمنة بالعمل ومتيمة به.. دقيقة في اختيار ما تقدمه.. اغنيات تتماشى وخصوصيات صوتها وما يتوفر عليه من مساحات تعبيرية فيها فرح واقبال على الحياة وفيها ايضا شجن وألم.. انصهار تام وكامل مع كل اغانيها التي جاءت متناسقة.. مترابطة في معانيها فكأني بالمتلقي يتابع احداث شريط سينمائي او يقرأ رواية.. فلكل اغنية حكاية وموقف من الحياة والانسان.. وفي كل اغنية حنين ورجاء وحب وفرح.. وألم وانكسار.. اكدت نوال غشام في سهرة مهرجان الزهراء مرة اخرى انها قيمةثابتة في المدونة الغنائية التونسية بجدية ما اعدته وبحرفية تامة نفذت برنامجها الغنائي قبل الموعد القادم لها مع جمهور مهرجان الحمامات الدولي يوم 21 جويلية 2008. الياسمين لكل الحاضرين حرصت الهيئة المديرة لمهرجان الزهراء الصيفي بادارة الاستاذ خالد بن فقير على الاحتفاء بكل الجمهور من خلال توزيع عقود الياسمين الى جانب العمل على توفير كل اسباب الراحة لتكتمل فرحة الالتقاء والاعلان الرسمي عن أكثر من موعد ابداعي وطني في رحاب مهرجان بلغ الآن سن ال31 والطموح كبير ومشروع لتأكيد خصوصيته التي انفرد بها.