تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة في العالم . ولا شكّ أن التدخين والسكري وارتفاع ضغط الدم واضطراب الشحوم في الدم (dyslipidémie) والسمنة ونمط الحياة الجامد ( قلّة الحركة ) والضغط هي عوامل خطر رئيسية في أمراض القلب والأوعية الدموية. وفي هذا الإطار أضافت الدكتورة ليلي عبيد رئيسة الجمعية التونسية لأمراض القلب وجراحة القلب والأوعية الدموية (STCCCV) : " يتزايد انتشار هذه العوامل بشكل متواصل في البلدان ذات الاقتصاديات الناشئة خاصة في تونس التي تشهد تغيراً كبيراً في نمط الحياة. وقد تم تسجيل أرقام جديدة مفزعة ومثيرة للقلق . وعلى سبيل المثال نحن نعلم حاليا أن تونسيا واحدا على اثنين مصاب بارتفاع ضغط الدم . ويأتي هذا الاستنتاج المزعج بالنسبة إلى أعمار مبكّرة جدا . ووفقًا لتقرير لجنة وضع حد للسمنة لدى الأطفال في البلدان ذات الاقتصاد الناشئ فإن معدل انتشار زيادة الوزن والسمنة لدى الأطفال الذين هم في سن ما قبل المدرسة يبلغ نسبة 30٪. وفي ما يتعلّق بالسكري فإن منظمة الصحة العالمية تتوقّع أن يكون في حدود سنة 2030 سابع سبب للوفاة في العالم . كما أن تلوث الغلاف الجوي بات يعرف حاليًا بأنه أحد عوامل الخطر القلبية . وحسب منظمة الصحة العالمية فإن التقديرات تشير إلى أن سبعة ملايين شخص يموتون كل عام بسبب تلوث الهواء.". ويمثل اليوم العالمي للقلب مناسبة أو فرصة ثمينة لتشجيع الجمهور الواسع على الاستثمار في تعلّم عادات جديدة من أجل نمط حياة نقيّ . لذلك سيكون موضوع هذا اليوم العالمي مركّزا على الأطفال والمراهقين وأمراض القلب والأوعية الدموية . ويتم تنظيم هذا الحدث من قبل المنظمات الأعضاء في الفدرالية العالمية للقلب في حوالي 100 دولة ستقوم بأنشطة تعليمية وتحسيسية حتى يشعر كل فرد بأنه معنيّ بهذا الأمر. وتقول الدكتورة ريم لخضر مقرر فريق العمل للوقاية وإعادة تأهيل القلب والأوعية الدموية بمنظمة " STCCCV " : " إن منظمتنا بالشراكة مع المنظمة العالمية للصحة التي وفّرت لنا المساندة التقنية واللوجستية اللازمتين من أجل إنجاز هذا الحدث العالمي متفقتان حول التمشّي ليوم الأبواب المفتوحة للعموم بالحي الوطني الرياضي بالمنزه 1 تحت مسمّى قرية القلب وتحت شعار " إحم قلبك " . كما أن مساهمة وزارة الصحة العمومية ووزارتي شؤون الشباب والرياضة والبيئة والمحيط في الإعداد لحدثنا هذا بالموارد اللوجستية أعطتنا إضافة كبيرة ". و تشارك في هذا الحدث العالمي وبصفة طوعية منظمات ومؤسسات عديدة منها على سبيل المثال المعهد الوطني للتغذية والجمعيات الجادة على غرار " Associamed " والشبكة التونسية " أطفال الأرض" وجمعية " velorution " و الجمعية التونسية للتنزه والجمعية التونسية للمشي " كلّنا نمشي " (kolnanimchiw) وجمعية " running la Marsa " وجمعية " Earthhourtunisie " وكذلك جمعيات أخرى. وتتكوّن هذه النشاطات من ورشات عمل وندوات علمية وثقافية مع بثّ أشرطة فيديو. وسيشارك مئات الأشخاص في حصص المشي والسباقات وتعلّم ركوب الدراجات و " اليوغا " والجمباز ... وغيرها . ومن المقرر أيضًا إجراء اختبارات مسابقات وألعاب حول موضوع "أنا أحمي قلبي" للأطفال مع هدايا رمزية تحمل رسائل لهؤلاء . وسيقدم فريق من الوكالة الوطنية لحماية البيئة والمحيط ورشة عمل لقياس التلوث الجوّي وهي سابقة أولى في أنشطة "الوقاية من أمراض القلب" في تونس. ويهدف اليوم العالمي للقلب 2019 إلى تشجيع الجمهور وخاصة الشباب على الحفاظ على صحة قلوبهم من خلال اتّباع ردود أفعال بسيطة يوميّا في أماكن عملهم في : - الأكل بتوازن - القيام بالأنشطة الرياضية - الإمتناع عن التدخين - التقليص من التوتّر ( الستراس )