تقدم حزب قلب تونس للانتخابات التشريعية القادمة بولاية مدنين بقائمة تتراسها نعيمة المنصوري لتكون المراة الوحيدة التي تترشح لهذا الموعد لسنة 2019 بولاية مدنين وبالمناسبة كان للصباح نيوز هذا الحوار ** ما هو شعورك وأنت المرأة الوحيدة التي تترأّس قائمة من بين جميع القوائم الأربع و الثلاثين ؟ لن يكون إحساسي مختلفا عن أي رئيس قائمة لأنّني أدرك أنّ النجاعة و الفعل و الإنجاز غير مرتبط بجنس رئيس القائمة أو رئيستها و هو أمر في اعتقادي بديهي ، إذ كان لابدّ أن نولد في مكان ما فوق هذه الأرض و كان لا بدّ أن نولد على جنس الذكر أو الأنثى و كان لزاما أن نولد من لون ما ومن قبيلة ما ، ثمّ لو عدنا لتاريخ البلاد الحديث أو القديم لعثرنا في كل مراحله على "عظيمات" من النساء استطعن أن يكُنّ في الزعامة ، أ فلم تنجب تونسَ علّيسة ابنة ملك صور الفينقية ، أو لم تفتخر تونس بصفنيبة غادة قرطاج ، أ ولم تكونا القديستان «بربيتو» و«فيليسيتاي» موطن فخر لنا ، هل يمكن حقّا أن ننسى الكاهنة البربرية و الجازية الهلالية و السيدة المنوبية و غيرهنّ ، أَولم تقُد المرأة التونسية الطائرات والبواخر والوزارات والمنظمات والجمعيات والأحزاب فكيف لنا أن نستغرب من قيادتها لقائمة انتخابية في انتخابات تشريعية ؟ لا أحمل إطلاقا في هذا السباق الانتخابي قفّة العقد المتراكمة منذ قرون في المِخيال الشعبي لدى العرب و لدى البعض من التونسسين ، أرى نفسي رقما غير مختلف البتّة عن أرقام رؤساء القوائم الذّكور ، لي بدائلي و أهدافي و برنامجي ، لي التزام عسكريّ ببرامج حزبي " قلب تونس " أمرأة كنتُ أو رجلا فهذا الاختلاف من حيث الجنس لا هو مفخرة و لا هو نقيصة. **بماذا تعِدين المرأة في برنامجك الانتخابي و ما هي المكتسبات الجديدة التي تسعين إلى تحقيقها لفائدتها ؟ سأسعى إلى إدراك هدف عظيم من خلاله تنبع آليا كلّ ما تطمح له المرأة بولاية مدنين وهو السعي إلى المساواة الحقيقية بين المرأة و الرجل في جميع المجالات و في كافّة القطاعات ، لأنّ كرامة المرأة المرأة رهينة استقلالها المادي و قدرتها على اتخاذ القرارات بلا عُقَدِ نقْص و لا جلد لذاتها أو استنقاص لدورها ، و هنا سأركّز على المرأة في المناطق الريفية ، حيث عادة ما تكون مهمّشة و مُكبّلة بعقبات الموروث القبلي الرّيفي ، سأسعى إلى تحريرها من طغيان المجتمع الذكوري الذي لا يرى فيها غير غاسلة صحون و طاهية طعام و منجبة أبناء ، سأدعّمها من حيث قدرتها على الانتاج الحرفي و الصناعي و إبداعها الفني و الثقافي . **هل بالإمكان أن تُلخّصي لنا أهم محاور برنامجك الانتخابي ؟ برنامجنا كقائمة تشريعية منبعه أوّلا تحقيق الرفاهة و الطمأنينة و العيش بكرامة و هو في بضع كلمات " خبز حرّية كرامة وطنية " : أعني بهذا أنّنا ساعون إلى تشغيل الشباب بمختلف مستوياته العلمية ، عاملون على توفير الأمن ليطمئنّ المواطن على أبنائه و حياته و توفّر قوته ، مدركون جميعا أن كرامة المواطن كامنة أساسا في احترام مقدرته الشرائية فلقد أصبح الأمر عصيّا على الجميع ، لنا أيضا طموحات لعلّها مشتركة بين الجميع أحزابا و منظمات و أفرادا أُلخّصها في كلمات : قطار لم يُدرك صفيرُه آذاننا ، جسر يسهل مرورنا من الجرف إلى أجيم ، كلّية طبّ و مستشفيات عصرية بلا نقائص ، ميناء تجاري بجرجيس ، سوق تبادل تجاري حرّ ببنقردان ، قطب صناعي بسيدي مخلوف ، منطقة سياحة جبلية و صحراوية ببني خداش ، تنشيط الصيد البحري ببوغراة ، و تأكّد أنّني أتعهّد أمام الله و خلقه من متساكني ولاية مدنين على مختلف انتماءاتهم أنّني لن أدّخر جهدا لتحقيق كل هذه المكاسب. **