عاجل/ إيداع شكاية لدى محكمة الاستئناف بتونس حول تعرض جوهر بن مبارك "لجريمة تعذيب"…    صفاقس: اتحاد الأعراف يحمّل إتحاد الشغل مسؤولية ما قد يترتب عن أي إضراب غير قانوني    عاجل: ألعاب التضامن الإسلامي بالرياض: وفاء محجوب تهدي تونس ميدالية فضية في الكاراتي    سيدي حسين: الاعتداء على تلميذة أمام المعهد والأمن يوقف جميع المتورطات    انتقال رئاسة النجم الساحلي الى فؤاد قاسم بعد استقالة زبير بية    توقيع برنامج تعاون ثنائي بين وزارة الشؤون الثقافية ووزارة الثقافة الرومانية    في ذكرى وفاة عبد القادر بن الحاج عامر الخبو    أولا وأخيرا .. على أكل الحشيش نعيش    بنزرت: يوم إعلامي حول السّجل الوطني للمؤسسات    من المجاهدين الأفغان إلى الجولاني ... «الجهاديون»... خدم للإمبريالية!    تستوعب 10 آلاف جندي: غزّة... قاعدة أمريكية ؟    في بيت الرواية بمدينة الثقافة .. .جلسة أدبية حول «تعالق الشعر بالسرد»    نبض الصحافة العربية والدولية ... إطلاق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزّة    المهدية: مواد خطيرة وحملة وطنية لمنع استعمالها: طلاء الأظافر الاصطناعية و«الكيراتين» مسرطنة    أنس بن سعيد تتألّق في "ذو فويس" وتعيد للأغنية التونسية بريقها    استماعات بخصوص مشروع قانون المالية    قبلي: عملية بيضاء لرفع جاهزية فرق الحماية المدنية في مجابهة حوادث المرور    الليلة: سحب قليلة والحرارة بين 10 درجات و15 درجة    العجز التجاري لتونس يبلغ 18,435.8 مليون دينار مع موفى أكتوبر 2025    وزير الدفاع يلتقي قائد القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا    عاجل/ الزهروني: "دقبونة" و"ولد العيارية" و"العروسي" في قبضة الامن    الرئيس الجزائري يوافق على طلب نظيره الألماني بالعفو عن الكاتب بوعلام صنصال    16 مركز إيواء للنساء ضحايا العنف: تونس تعزز حماية المرأة والمساواة    مشروع السدّ يتحرّك: مفاوضات جديدة لإنهاء ملف انتزاع الأراضي بجندوبة!    مباراة تونس وموريتانيا الودية : وقتاش و القناة الناقلة ؟    كاس افريقيا للامم لكرة اليد - المنتخب التونسي في المستوى الاول    عاجل/ صدور أحكام سجنية في قضية هجوم أكودة الارهابي    سليانة: انطلاق مهرجان "نظرة ما" في دورتها الثانية    مدير المركز الوطني لنقل الدم: هدفنا بلوغ 290 ألف تبرّع سنوي لتلبية حاجيات البلاد من الدم ومشتقاته دون ضغوط    مجلس الجهات والأقاليم ينتدب في هذه الخطط الإدارية..#خبر_عاجل    عاجل: 8 سنين حبس لفتاة تروّج في المخدّرات قدّام مدرسة في الجبل الأحمر!    انقلاب سيارة في جسر بنزرت..#خبر_عاجل    عاجل/ انشاء هيكل جديد لتنظيم قطاع القهوة في تونس    الرابطة الأولى: النادي الصفاقسي يطالب بصافرة أجنبية في الكلاسيكو    الترجي الرياضي: توغاي يعود إلى تونس.. ورحة بأيام ل"بن سعيد"    نواب ينتقدون مشروع ميزانية الدولة لسنة 2026: "استنساخ للسابقة واعتماد مفرط على الجباية"    عاجل/ بشرى سارة لأصحاب هذه الشهائد: 1292 انتداب جديد..    انطلاق معرض الموبيليا بمركز المعارض بالشرقية الجمعة 14 نوفمبر 2025    النجم الساحلي: زبير بية يكشف عن أسباب الإستقالة.. ويتوجه برسالة إلى الأحباء    تونس تشارك في بطولة العالم للكاراتي بمصر من 27 الى 30 نوفمبر بخمسة عناصر    تعاون ثقافي جديد بين المملكة المتحدة وتونس في شنني    "ضعي روحك على يدك وامشي" فيلم وثائقي للمخرجة زبيدة فارسي يفتتح الدورة العاشرة للمهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان بتونس    قفصة: وفاة مساعد سائق في حادث جنوح قطار لنقل الفسفاط بالمتلوي    ليوما الفجر.. قمر التربيع الأخير ضوي السما!...شوفوا حكايتوا    تحطم طائرة شحن تركية يودي بحياة 20 جندياً...شنيا الحكاية؟    معهد باستور بتونس العاصمة ينظم يوما علميا تحسيسيا حول مرض السكري يوم الجمعة 14 نوفمبر 2025    تحب تسهّل معاملاتك مع الديوانة؟ شوف الحل    عاجل/ هذا ما كشفته وثائق سرية حول اتفاق غزة..    اسباب ''الشرقة'' المتكررة..حاجات ماكش باش تتوقعها    خطير: تقارير تكشف عن آثار جانبية لهذا العصير..يضر النساء    بش تغيّر العمليات الديوانية: شنوّا هي منظومة ''سندة2''    تحذير عاجل: الولايات المتحدة تسحب حليب أطفال بعد رصد بكتيريا خطيرة في المنتج    تقديرا لإسهاماته في تطوير البحث العلمي العربي : تكريم المؤرخ التونسي عبد الجليل التميمي في الإمارات بحضور كوكبة من أهل الفكر والثقافة    الشرع يجيب على سؤال: ماذا تقول لمن يتساءل عن كيفية رفع العقوبات عنك وأنت قاتلت ضد أمريكا؟    تصريحات صادمة لمؤثرة عربية حول زواجها بداعية مصري    الدكتور صالح باجية (نفطة) .. باحث ومفكر حمل مشعل الفكر والمعرفة    صدور العدد الجديد لنشرية "فتاوي تونسية" عن ديوان الإفتاء    شنيا الحاجات الي لازمك تعملهم بعد ال 40    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد الناصر لالصباح: أتممت المهمة في الوقت المناسب.. هذه رسالتي للرئيس الجديد.. وتوحيد التونسيين الهدف الأسمى
نشر في الصباح يوم 24 - 10 - 2019

- "انتهت الانتخابات ولابد من العودة للحديث وبلغة مسؤولة ووطنية بين القيادات الحزبية والمؤسسات الوطنية التي تحتاج لحد أدنى من التوافق لقيادة البلاد"
- "لم أدخل مكتب الرئيس في حياة الباجي وكان أول يوم قرطاج مشحونا بالألم وجسامة المسؤولية"
- "المطلوب في هذه المرحلة أن تنتصر صفة الوطنية والحافز الوطني على الحافز الحزبي وأن تكون الغاية تونس"
- "نحن اليوم في يوم تاريخي.. نعيش تغييرا كبيرا وهناك قيادة جديدة في البلاد وسنؤجل الحديث عما حدث في 25 جويلية"
- "حجم التصويت حمل رسالة قوية من الرأي العام بما يمنح الرئيس الجديد شرعية قوية وقدرة سياسية للإقدام على الإصلاحات والإنجازات والتغيير المنتظر"
عندما كنا نغادر القصر الرئاسي بقرطاج صباح امس كانت مختلف الفرق العسكرية جاهزة وفق المراسم البروتوكولية في ساحة القصر لتوديع الرئيس محمد الناصر في هيبة واحترام بعد انتهاء المهمة التي جاء لاجلها، واستقبال الرئيس الجديد قيس سعيد في موكب مهيب يسجل ان تونس اختارت الديموقراطية نهجا ثابتا وخيارا بعد ان عاشت اول تجربة لها في مشهد مماثل في 2014 بين الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي والرئيس الاسبق محمد المنصف المرزوقي..
لحظات فارقة عاشت على وقعها تونس مجددا في ظرف استثنائي وهي تعيش على وقع استلام السلطة وتستقبل رئيسا منتخبا انتخابا شعبيا للسنوات الخمس القادمة.. وفي الوقت الذي اتجهت فيه الانظار الى مجلس نواب الشعب لمتابعة جلسة اداء اليمين للرئيس الجديد قيس سعيد قبل ان يلقي أول خطاب رسمي له من على منبر مجلس نواب الشعب كانت "الصباح" على موعد مع الرئيس المغادر السيد محمد الناصر الذي يوصف بانه آخر جيل القيادات الوطنية التي رافقت الزعيم الحبيب بورقيبة والباجي قايد السبسي وهو الذي تولى رئاسة الجمهورية لمدة تسعين يوما قبل ان يسلم الامانة الى اصحابها..
في مكتب الرئيس بقصر قرطاج كان هذا اللقاء الذي جمعنا بالرئيس محمد الناصر قبل مغادرته مكتبه ليعود الى حياته الطبيعية وربما الى الاطلاع بمهام ومسؤوليات جديدة مستقبلا لينقل لنا شهادته عن تجربة التسعين يوما التي حملته من قصر باردو الى قصر قرطاج الذي لم يدخله منذ رحيل الزعيم بورقيبة ويكشف لنا عن ملابسات ما رافق سباق الانتخابات الرئاسية من تشكيك واهتزازات في الدورة الاولى قبل التوصل الى حل دون القفز على استقلالية القضاء ولكن لياخذنا الحديث ايضا الى الواقع التونسي اليوم بكل تعقيداته وبما يحتاجه من القيادات الجديدة لتلبية طموحات الشعب..
محمد الناصر وكعادته كان ديبلوماسيا لبقا واثق النفس تحدث كرجل دولة تشبع بمفهوم المسؤولية ولكن ايضا دون تجاهل لنبض الشارع وطموحاته فكان هذا الحديث مع نهاية مرحلة سياسية في انتظار تجربة اخرى ربما استقينا خلاله مختلف ردوده ازاء تحديات المرحلة وما ينتظر الرئيس الجديد ولكن ايضا الحكومة الجديدة.. لم يستبعد العودة الى المشهد السياسي ليدلي بدلوه متى استوجب الامر ذلك وهو يقول:"ساظل كما كنت دوما في خدمة تونس ولن اتردد في ذلك".
فكيف عايش الرئيس المتخلي هذا الموقف؟ وكيف عايش هذه التجربة غير المسبوقة من قصر باردو الى قصر قرطاج على مدى تسعين يوما؟وكيف ينظر محمد الناصر الى الاختبار الانتخابي الذي عاشت على وقعه تونس في الاسابيع القليلة الماضية؟وكيف امكن تجاوز الاخطر والاعقد خلال هذا السباق؟والى اين تتجه تونس مستقبلا واي دور للرئيس الجديد وللحكومة المرتقبة في استعادة ثقة التونسيين والاستجابة لتطلعاتهم والاستثمار في نتائج الانتخابات التي منحت الرئيس الجديد هذا الفوز العريض؟
و فيما يلي نص الحديث:
● السيد الرئيس خلال ساعات تنتهي المهمة وتؤدي الامانة الى اصحابها ويعود محمد الناصر المواطن الى حياته الطبيعية، وقد راينا الاستعدادات جارية على قدم وساق لاستقبال الرئيس الجديد فكيف يعيش محمد الناصر القادم من قصر باردو الى قرطاج هذه الساعات الاخيرة من المهمة التي تحملها لقيادة تونس بعد رحيل الرئيس السابق الباجي قايد السبسي؟
-أعتقد أني اتممت المهمة في الوقت المناسب مع الملاحظ انه بعد ان كنت اديت اليمين بعد وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي اتصل بي رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات واعلمني انه لا يمكن اتمام الانتخابات خلال تسعين يوما، فكان جوابي واضحا لن ابقى يوما اضافيا واحدا بعد مدة التسعين يوما. عاد بعد ذلك رئيس الهيئة نبيل بفون لاعادة طرح المسألة وطلبت منه النظر في الامر مع المحكمة الادارية لاحتساب ايام العطل وفعلا هذا ما كان في نهاية المطاف حيث كان مشروع القانون بالاتفاق مع رئيس الحكومة. وقد كنا في عطلة برلمانية وانعقدت جلسة خارقة للعادة واتممنا القانون الذي يخول للمحكمة الادارية السماح بامكانية العمل في ايام العطل السبت والاحد حتى لا يقع احتسابها. مع الاشارة انه بعد ذلك واصلنا العمل وكانت فترة التسعين يوما مليئة بالاحداث التي شهدتها الساحة السياسية التي كانت تحظى بمتابعة الاعلام والراي العام..
● هل انتم راضون على ما حدث خلال هذه الفترة؟
-يمكن القول انها كانت فترة دسمة بامتياز حيث بدأنا الاعداد للانتخابات وكنت على اتصال مع رئيس الهيئة في وقت من الاوقات خاصة في المرحلة الاولى من الانتخابات الرئاسية التي بدأت مع وجود احد المترشحين وهو نبيل القروي في السجن في الظروف التي يعرفها الجميع. وقد احدث هذا الامر تململا وتحركا واستغرابا من طرف الراي العام التونسي وحتى الاجنبي الشيء الذي أصبح مصدر تشكيك في مصداقية الانتخابات وفي مصداقية الدولة ومؤسساتها. وكانت هذه أول رسالة توجهت بها للشعب للتذكير بضرورة حياد الدولة واجهزة الدولة وحتى الاعلام العمومي على جميع المستويات الجهوية والوطنية والمحلية كل ذلك بالتنسيق مع رئاسة الحكومة وكان هناك تجاوب من كل الاطراف. وفي نفس الوقت كان موضوع توقيف نبيل القروي محل بحث عن حلول ولكن مع الالتزام والتذكير بفصل السلط واحترام استقلالية القضاء وهذا ما بحثته ايضا مع وزير العدل ورئيس مجلس القضاء ورئيس جمعية القضاة. تحدثنا مطولا حول هذا الموضوع الذي كان مصدر انشغال والمهم انه تم التوصل الى حل بتطبيق القانون وتمكن نبيل القروي من المشاركة في الانتخابات. وهذا احد مجالات نجاح التونسيين في تجاوز الازمات. فقد كان هناك احتقان وشك في سلامة الانتخابات وفي المسار الديموقراطي وفي حياد الدولة بجميه اجهزتها. تجاوزنا هذا وتمت الانتخابات التشريعية والرئاسية وكانت الدورة الثانية وقبل ذلك كان لي خطاب للراي العام لحث الجميع على المشاركة في الانتخابات فقد راينا مستوى المشاركة في الدورة الاولى ولم تكن المشاركة في مستوى الآمال وفي حجم المرحلة التي نستعد لها.
نحن في مرحلة تاريخية حاسمة وهي مرحلة بناء تونس الجديدة التي تحتاج لاختيارات صعبة لتنفيذ سلطة الشعب وسيادته من خلال الانتخابات التي شهدت اقبالا كثيفا.
● كيف تقرأون هذا الاقبال على التصويت للرئيس قيس سعيد؟
-اقبال المواطنين على التصويت بهذه الكثافة رسالة قوية وفارقة من شأنها أن تجسم ثقة كبيرة في شخص الرئيس الجديد وهنا أمل كبير في ان يكون بحضوره قادر على تغيير الواقع في اتجاه تلبية طموحات المواطنين.. وهذا الاقبال على التصويت حمل رسالة قوية من الراي العام بما يمنح الرئيس الجديد شرعية قوية وقدرة سياسية للاقدام على الاصلاحات والانجازات والتغيير المنتظر وكذلك لتجاوز العراقيل الموجودة وهي كثيرة. وقوة السلطة اليوم مستمدة من الشعب اذ وكلما كانت هذه المشاركة قوية كلما كان الدعم والثقة قوي بالنسبة للمنتخب سواء في مجلس نواب الشعب او في مؤسسة الرئاسة فيكون ذلك دافع للاجتهاد والعمل بما يتطلبه الوضع في البلاد. وبالتالي فان ما تم في الدورة الثانية منح الاغلبية للرئيس الجديد.
● بين الواقع التونسي وبين نتائج الانتخابات كيف يمكن تجاوز الازمات الاقتصادية والاجتماعية والمالية والامنية وغيرها؟
-أعود الى الوضع في تونس وهو وضع صعب جدا على كل المستويات وعلى المستوى المالي والتجاري والاقتصادي الدينار في انهيار والتداين في تزايد وهناك نقص في الاستثمار والادخار وهناك ظروف اقتصادية وتململ واحتجاجات متكررة من فئات مختلفة من المجتمع والشباب والطلبة والموظفين وهذا كله محل متابعة اعلاميا. وهذا هو للاسف واقعنا الذي يتعين اخذه بعين الاعتبار والتوجه لايجاد حلول قادرة على تقوية بصيص الامل الذي حدث في الانتخابات الرئاسية في دورتها الثانية وهذا دفع ودعم ثقة التونسيين في أنفسهم وفي بلادهم وفي مستقبلهم وفي المرشح الذي اختاروه لقيادة البلاد. وهذا هو العنوان الاساسي الثقة حتى تكون السلطة قادرة على صنع المعجزات حتى وان كنا على قناعة بانه لا وجود للمعجزات وان ما نحتاجه تشخيص موضوعي للواقع والتوافق بين مختلف الاطراف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية على قاعدة مشتركة من الخيارات المقبولة من طرف الجميع، قاعدة مشتركة لبناء المستقبل والانجازات والاصلاحات والتي من شانها طمأنة الرأي العام بشأن التغيير والاجراءات الاصلاحية التي سيتم اعتمادها والتي يمكن ان تكون مقبولة على الاقل من أغلبية المواطنين.
● اليوم و بعد الانتخابات وفي انتظار ان تتضح الرؤية بشان الحكومة اين تتجه تونس؟
-بعد مرحلة التحريض التي عشنا على وقعها خلال الانتخابات وقسمت اناسا وفرقت التونسيين وجعلتهم يتصرفون كأعداء وهم ليسوا كذلك ولكنهم يتنافسون على السلطة من اجل خدمة البلاد وتحقيق مزيد الرخاء، المطلوب في هذه المرحلة ان تنتصر صفة الوطنية والحافز الوطني على الحافز الحزبي وان تكون الغاية تونس.
انتهت الانتخابات ولابد من العودة للحديث وبلغة مسؤولة ووطنية بين القيادات الحزبية والمؤسسات الوطنية التي تحتاج لحد أدنى من التوافق لقيادة البلاد للدفع باتجاه حوار مسؤول ومتواصل لتقريب وجهات النظر. جربنا هذا بعد الثورة في المجلس التأسيسي بعد اعتصام باردو وجربناه مجددا في 2014 ووصلنا الى الحلول. واليوم فان المسؤولين والفرقاء الموجودين في مجلس نواب الشعب مدعوون لتشكيل حكومة باوسع ما يمكن من الدعم حتى يكون لها القوة الازمة لتحقيق ما تحتاجه البلاد. هذا مانتمناه حتى يكون لنا فريق حكومي قادر على تشخيص الواقع والنظر في القضايا العاجلة الى جانب خطة بعيدة المدى لرسم اهداف مشتركة تتماشى مع طموحات الشعب وبناء المستقبل وتستند على توافق واسع من طرف النخب والقيادات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
● في انتظار الساعات القادمة كيف تعيش هذه المرحلة كرئيس سابق يستعد لتسليم العهدة؟
-أعيشها بكل ارتياح وبأمل كبير في نجاح القيادة الجديدة بشخص الرئيس القادم. واتمنى في نفس الوقت ان تتمتع الحكومة القادمة بدعم كبير ولدي ثقة في ان نكون قادرين مستقبلا على تحقيق الافضل. لدي ثقة في القيادة التونسية وفي روح المسؤولية لدى التونسيين وقدرتهم ايضا على تجاوز الصعوبات وبتوافق في المكانة التي اكتسبوها لدى الراي العام الدولي في تونس كرمز ابهر العالم بقدرته حول الانتقال السلمي والسلس للسلطة وقدرة التونسيين على تنظيم انتخابات ديموقراطية وهذا التشبث بالديموقراطية هو الذي سيدفع التونسيين الى ايجاد الحلول المطلوبة. نعم انا متفائل بنجاح كل المسؤولين في القيام بما من شانه ان يتماشى مع طموحات الشباب والمستقبل وسنكون في حاجة في المرحلة القادمة ان نثق بالمستقبل وان نحافظ على التضامن والوحدة. وعلينا ان نتذكر اننا نحتاج هذه الوحدة وهذا التضامن والتشبث بالمسار الديموقراطي واستمرارية الدولة.
● هل يمكن ان نرى محمد الناصر سفيرا لمفاوضات اجتماعية في دور جديد في المرحلة القادمة لدفع الحوار الوطني؟
-يمكنني القول انني لم اكن اعمل بالسياسة بل كنت في خدمة البلاد، عملت بضمير واخلاص وسأبقى دائما في نفس الاتجاه في خدمة الوطن. ليس لي اي مسؤولية بعد تسليم الامانة لكني مستعد للمشاركة في العمل بالراي والاستشارة. وهذا أهم شيء وانا سابقى في خدمة تونس، حتى الان ليس لي برنامج او خطة لكن المهم السيادة تستمر وشخصيا مستعد للمساهمة والمشاركة في المرحلة القادمة.
● لو امكن توجيه رسالة للرئيس الجديد ماذا ستكون؟
-ساقول له، لقد نجحت نجاحا باهرا في الانتخابات ونلت ثقة واسعة وكبيرة من الشعب التونسي انت تحمل امل هذا الشعب وان شاء الله تكون في مستوى الطموحات وتحقق الاهداف وتؤتي الامل في المستقبل للجميع.
● قبل انهاء هذا اللقاء جدل كبير رافق ما حدث يوم 25 جويلية بعد وفاة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي وما راج يومها بشان انقلاب داخل المجلس ألا تعتقدون انه من حق التونسيين معرفة الحقيقة؟
-نحن اليوم في يوم تاريخي نضع انفسنا في التاريخ اليوم نعيش تغييرا كبيرا وهناك قيادة جديدة في البلاد وهذا السؤال يتعلق بما مضى ويمكن العودة للحديث عما حدث في 25 جويلية لاحقا.
● هل يعني ذلك ان محمد الناصر يتجه لتدوين هذه المرحلة او كتابة مذكرات حول تجربته من قصر باردو الى قصر قرطاج؟
-اعتقد ان المراحل التي عشتها في مسيرتي تتطلب ذلك فهي مرحلة هامة وشهادة تسجل للتاريخ فجزء من حياتي ارتبط بتونس والتونسيين والسنوات الخمس الاخيرة لها قيمة كبيرة في تجربتي وهي جديرة ان يطلع عليها التونسيون.
تسعون يوما في قرطاج ايضا مرحلة هامة توجت هذه المسيرة ومنحتني الفرصة لتحمل المسؤولية في اعلى مستواها في رئاسة الجمهورية. كنت مقتنعا باني قادر على تحمل المسؤولية والحمد لله اليوم تمت في وقت وجيز وكانت نتائجها مثمرة. ربما اتجه الى تدوين تلك التجربة.
● اقليميا ودوليا كيف ينظر محمد الناصر الى دور الديبلوماسية التونسية في المرحلة القادمة والى اين يجب ان تتجه؟
-على المستوى الاقليمي والدولي كان المسار الديموقراطي محل اهتمام الجميع فقد ابرزت تونس خيارها الديموقراطي. الازمة في البلاد تتطلب مجهودا اكبر من اي وقت مضى وتونس في حاجة بعد هذه التجربة الى دعم الدول الصديقة وقد كنت أثرت في عديد المناسبات مع شركائنا مشروع مارشال خاص من الدول الصديقة و الشريكة لتونس. نحن نحتاج جهدا اضافيا ودعما اضافيا لابراز مكانة تونس لا في المنابر الاعلامية فقط ولكن بالعمل والفعل ولذلك قلت لشركائنا ان هناك حاجة لمشروع مارشال خاص بتونس لمواصلة المسيرة الديموقراطية والتغلب على مختلف المشاكل والصعوبات التي تعيشها ومنها التشغيل واعادة الثقة في المستقبل وتمكين الشباب من اخذ مكانه في المجتمع. واكبر معضلة امامنا يمكن ان تهدد الاستقرار ان هناك ثلث من الشباب خريج الجامعات لا يجدون حظهم في بناء تونس الجديدة وهذا ما يجب ان يكون في مقدمة خيارات الحكومة القادمة. وبامكان الدول الصديقة والمجتمع الدولي دعم تونس بدفع الاستثمار في بلادنا وفي ان واحد اعطاء مكانة خاصة في المبادلات التجارية للترويج للمنتوج التونسي.
● بعد لحظات تغادر هذا المكتب مكتب رفيق دربك الباجي قايد السبسي كيف كان اول يوم لك في هذا المكتب؟
-اولا هذا مكتب الزعيم بورقيبة وكنت اتردد عليه وانا وزير الشؤون الاجتماعية طوال عشر سنوات اتحدث اليه واستمع اليه، وكنت اجلس على المقعد الذي تجلسين عليه ولكن لم ادخل هذا المكتب بعد ذلك وعندما انتخب الباجي قايد السبسي كنت التقيه في كل مرة في القاعة المجاورة. وكانت اول مرة ادخل مكتب الزعيم منذ رحيل بورقيبة عندما توفي الباجي قايد السبسي وتحملت الامانة بعده وكان شعور غريب فقد تاثرت كثيرا يومها فقد كان الراحل صديقي ورفيق دربي في العمل في الحزب والحكومة ولذلك أبنته بكثير من التاثر. دخولي الى قرطاج كان تحت تاثير وفاة الباجي وقد كان موكب دفنه في المستوى والشعب التونسي اظهر اعترافا وتقديرا للرجل الذي خدم التونسيين وقد وحدهم حتى في وفاته ونذكر جميعا ظهور التونسيين يومها موحدين وكان مشهدا مميزا الى جانب الشعور بالالم بسبب الوفاة وهذا هو الاحساس الذي انتابني عندما دخلت مكتب الرئيس لاول مرة بقصر قرطاج. وهذا معنى ومسؤولية توحيد صفوف التونسيين في أعقد الاوقات والظروف.
أجرت الحوار: اسيا العتروس


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.