في إخراج جديد لحزب نداء تونس اقرت اطارات الحزب ( أعضاء الهيئة السياسية وأعضاء اللجنة المركزية، المنسقون الجهويون ) المجتمعون نهاية الاسبوع المنقضي. بمدينة سوسة تسجيل شغور في منصب رئيس اللجنة المركزية والممثل القانوني وتكليف النائب الاول قاسم مخلوف بمهام المنصب حتى انعقاد المؤتمر العام القادم للحركة، وتكليف مروان بوديدة بمهام النائب الاول لرئيس اللجنة المركزية. بالاضافة الى اعفاء المنجي الحرباوي من مهمة الناطق الرسمي باسم الحركة. وايضا تكوين لجنة وطنية برئاسة عز الدين التايب عضو الهيئة السياسية مكلفة بتعهد الهياكل وتنشيط العمل الحزبي على مستوى الجهات. واذ شكلت هذه القرارات مخرجا للنداء لتجاوز وضع الجمود والركود الذي لامس الحزب مع مغادرة الرجل الاول حافظ قائد السبسي الى خارج حدود البلاد فان بعض القياديين المحسوبين سابقا على كتلة النداء او اعضاء مكتبه السياسي غابت بشكل لافت عن هذا التجديد. انقسامات داخل النداء .. وقد انتصر البعض الاخر لقائد السبسي واعتبروا إجراءات الإطارات انقلابا على حافظ. وفِي محاولة لتسليط الضوء على الوضع الجديد في نداء تونس علمت الصباح " أنه ومنذ الانتخابات تمت الدعوة لتقييم أداء الحزب بعد النتائج المسجلة والتي لم تكن في مستوى وحجم النداء ،وايضا بغاية الوقوف على الأسباب الحقيقية لما وصل إليه لاستخلاص الدروس واستعادة الروح عبر تعميق النقاشات والتوجه نحو القواعد مع الانفتاح الجاد على عدد من الشخصيات الوطنية. وقد تم خلال اجتماع الإطارات تعيين الشغور في ظل غياب حافظ قائد السبسي وعلى اعتبار قاسم مخلوف هو النائب الأول لرئيس اللجنة المركزية فإنه يحق له قانونيا واليا ووفق النظام الداخلي والقانون الأساسي لحزب نداء تونس ان يخلف الرئيس وتحمل مسؤوليته وقد جاء التعيين بعد تزكية زملائه بالحزب بغاية المحافظة على النداء لا انقلاب .. وبخصوص ما تم اعتباره انقلابا على حافظ رفض مقربون من مخلوف هذا النعت واكدوا "كما يعرف الجميع ان مخلوف يحظى بكل الاحترام سواء من الندائيين وحتى من خصومه السياسيين،وكما يعرف الجميع فقد نشأ في وسط عائلي ديمقراطي يؤمن بالاختلاف ،وهو ما اهله اخلاقيا للتمسك بالحد الأدنى من الأخلاق السياسية سيما وأنه يرفض كل أشكال الانقلابات أو التعاطي غدرا مع السياسة والسياسيين. ولَم يكن لقاء الإطارات بمعزل عن الأخبار الخاصة حيث علمت الصباح ان مخلوف لم يواكب اجتماع ندوة الاطارات رغم انه الشخصية المعنية بتجديد روح الحزب وهيكلته. وعن سؤالنا عن أسباب تغيبه نقلت مصادرنا ان مخلوف "بالأسباب الشخصية" ولكن تم الاتصال به هاتفيا لاعلامه بالشغور ومدى استعداده لتحمل المسؤولية اعتبارا لصفته كنائب اول لرئيس اللجنة المركزية وقد كان الخيار وقتها مطروحا أمامه سواء بالقول أو بالمرور الى سيناريوهات أخرى من بينها تعيين النائب الثاني الذي يتيح له قانونا خلافة حافظ قائد السبسي. الزبيدي الحقيقة الخفية وحول حقيقة ما تردد من إمكانية تولي وزير الدفاع المقال عبد الكريم الزبيدي لمهمة رئيس الحزب سيما وأنه كان مرشحه للانتخابات الرئاسية اعتبرت مصادرنا " عدم علمها بالموضوع ، وان النداء منفتح على كل الشخصيات ويرحب بكل الجديين والساعين حقا لاستعادة الدور الحقيقي للحزب بما هو جامع لكل القوى الوسطية الحداثية البورقيبية وهو ذات الدور الأساسي الذي بعث من اجله النداء ،وكما هو ملاحظ فان غياب حزب وازن كنداء تونس أوجد فراغات وفجوات سياسية في الساحة الوطنية وهو ما قد يدفع بنا للعودة لمربع 2011. ومن اجل هذا نسعى لتوحيد المجهودات سواء خارج البرلمان او داخله من خلال الدعوة لإنشاء كتلة النداء التاريخي". في انتظار المؤتمر وكان القيادي الندائي حافظ قائد السبسي قد دعا في تدوينة له عن استعداد الحزب لتشكيل لجنة عليا بهدف الإعداد لمؤتمر توحيدي استثنائي لما اسماه " بالنداء الكبير والتاريخي". واعتبر قائد السبسي المقيم حاليا بين الدوحة وباريس في تدوينة له "أن المؤتمر سيكون على قاعدة التجميع واستخلاص العبر من أخطاء الماضي وتصحيح المسار انتصارا للمشروع الوطني الحداثي وتكريما لروح الفقيد الزعيم المؤسس الباجي قائد السبسي رحمه الله، واستجابة لمقتضيات المرحلة القادمة". وأثارت هذه الدعوة عدة تساؤلات حول الرهانات الممكنة المطروحة للنداء سيما وأنه الخاسر الأكبر منذ الانتخابات البلدية والى حد الآن واساسا بعد عجزه عن ضمان فترة نيابية تليق به كحزب حاكم سابقا. خليل الحناشي