أعادت "صفقة القرن" التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أخيرا، إلى الأذهان الخطاب المثير للجدل الذي ألقاه الزعيم التونسي الراحل، الحبيب بورقيبة عام 1965 في مدينة أريحا الفلسطينية، ودعا فيه الفلسطينيين إلى القبول بحل الدولتين الذي اقترحته الأممالمتحدة. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كشف، الثلاثاء، عن خطته للسلام في الشرق الأوسط، المعروفة إعلاميا ب"صفقة القرن"، والتي تضمنت على إبقاء مدينة القدس عاصمة "غير مقسمة" لإسرائيل، وفرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن. وأثارت هذه الخطة موجة استنكار في العالم العربي، فيما لجأ عدد من السياسيين والنشطاء إلى التذكير بخطاب بورقيبة الذي دعا من خلاله الفلسطينيين لقبول خطة الأممالمتحدة لتقسيم فلسطين، والتي كانت تمنح الفلسطينيين حوالي نصف مساحة فلسطين، بما فيها مدينة القدس. ودوّن سمير عبد الله، القيادي السابق في حزب تحيا تونس: "صورة للتّاريخ: خطاب الزّعيم بورقيبة في أريحا بفلسطين سنة 1965. خاطب الفلسطينيين والعرب: اقبلوا بقرار التقسيم الذي يمنح الفلسطينيين أكثر من نصف فلسطين التاريخيّة وعاصمتها القدس. قال لهم: الحل هو في شعار خذ وطالب. سياسة المراحل بورقيبية. لم يستمعوا إليه. بل خوّنوه. ثمّ ضاعت فلسطين وضاعت القدس. وأنصف التاريخ الزعيم بورقيبة". ودونت الباحثة سلوى الشرفي "خبطة القرن: أنفاق وجسور لترقيع خارطة ما تبقى من فلسطين، تذكّرت خطاب بورقيبة في أريحا حين رشقوه بالطماطم. كان اقترح عليهم افضل بكثير". فيما تداول نشطاء خطاب بورقيبة المشهور في أريحا، والذي دعا فيه إلى القبول ب"الحل المنقوص" الذي اقترحته الأممالمتحدة وفق القرار 181 الذي صدر عام 1947 وبموجبه يتم تقسيم فلسطين إلى دولتين، عربية ويهودية، مشيرا إلى أنه يمكن القبول بهذا الحل على أن يتم التفاوض لاحقا على الأراضي الباقية، مضيفا: "لو تم رفض هذا الحل فقد نندم على ذلك لاحقا. فلو رفضت أنا الحل المنقوص الذي اقترحته فرنسا عام 1954 (الاستقلال الداخلي)، لبقيت تونس إلى يومنا هذا مستعمرة فرنسية تُحكم من باريس". وكان الرئيس التونسي قيس سعيد وصف، الخميس، خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام بين الفلسطينين وإسرائيل ب"مظلمة القرن"، مشيرا إلى أن فلسطين ليست ضيعة حتى تكون موضوع صفقة.