تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إما التدارك وإما مواصلة الانهيار إقالة مندوب تونس الدائم في الأمم المتحدة صفعة أخرى للديبلوماسية التونسية..
نشر في الصباح يوم 08 - 02 - 2020

اذا ‬كان ‬من ‬حق ‬الرئيس ‬ان ‬يتولى ‬تعيين ‬او ‬إقالة ‬من ‬شاء ‬وفقا ‬لصلاحياته ‬الدستورية ‬فليس ‬من ‬حقه ‬ان ‬يضع ‬تونس ‬في ‬احارج ‬امام ‬العالم .. ‬تواترت ‬الاحداث ‬بشكل ‬متسارع ‬خلال ‬الساعات ‬القليلة ‬الماضية ‬بين ‬انتشار ‬خبر ‬سحب ‬المنصف ‬البعتي ‬مندوب ‬تونس ‬الدائم ‬في ‬نيويورك ‬بعد ‬اربعة ‬اشهر ‬على ‬تعيينه ‬وهو ‬الذي ‬كان ‬يستعد ‬لتقديم ‬المبادرة ‬التونسية ‬الاندونيسية ‬لإدانة ‬صفقة ‬القرن ‬في ‬مجلس ‬الامن ‬الدولي ‬وبين ‬خبر ‬إلغاء ‬مشاركة ‬الرئيس ‬قيس ‬سعيد ‬في ‬اشغال ‬القمة ‬الافريقية ‬في ‬اديس ‬ابابا ‬قبل ‬صدور ‬بيان ‬لرئاسة ‬الجمهورية ‬يعلن ‬اصابة ‬الرئيس ‬بوعكة ‬صحية ‬منعته ‬من ‬السفر ‬مشفوعا ‬ببيان ‬لاحق ‬حول ‬مبررات ‬اقالة ‬سفيرنا ‬في ‬نيويورك ‬والذي ‬كان ‬على ‬درجة ‬من ‬الغموض ‬شأنه ‬في ‬ذلك ‬شأن ‬بيان ‬الخارجية ‬حول ‬مشاركة ‬الفريق ‬الوطني ‬للتنس ‬في ‬مباراة ‬ضد ‬الفريق ‬الاسرائيلي ...‬

وقد ‬أعادت ‬الاقالة ‬المتعجلة ‬للمندوب ‬الاممي ‬الى ‬الاذهان ‬اقالة ‬سابقة ‬في ‬الاسبوع ‬الاول ‬من ‬تولي ‬الرئيس ‬سعيد ‬مهامه ‬و ‬تتعلق ‬باقالة ‬وزير ‬الخارجية ‬خميس ‬الجهيناوي ‬بالتزامن ‬مع ‬زيارة ‬لوزير ‬الخارجية ‬الالماني ‬سيكون ‬لها ‬تداعياتها ‬على ‬مشاركة ‬تونس ‬في ‬مؤتمر ‬برلين ..‬وهو ‬ما ‬عزز ‬القناعة ‬بأن ‬الديبلوماسية ‬التونسية ‬ليست ‬في ‬افضل ‬حال ‬وأن ‬هناك ‬حاجة ‬للمراجع ‬والتوقف ‬عند ‬اسباب ‬هذا ‬التداعي ‬والارتباك ‬الحاصل ‬والانتباه ‬بعد ‬اكثر ‬من ‬ثلاثة ‬اشهر ‬الى ‬ضرورة ‬مراجعة ‬الاخطاء ‬وربما ‬تغيير ‬البوصلة ‬واعادة ‬تحديد ‬الاولويات ...‬وفي ‬انتظار ‬ان ‬يقدم ‬رئيس ‬الدولة ‬مبرراته ‬ويكشف ‬خفايا ‬ما ‬حدث ‬وما ‬اذا ‬كان ‬الامر ‬يتنزل ‬في ‬اطار ‬الحسابات ‬الشخصية ‬والتنافس ‬الشرس ‬داخل ‬محيط ‬الرئيس ‬أو ‬ان ‬الامر ‬يتنزل ‬فعلا ‬في ‬اطار ‬ضغط ‬امريكي ‬او ‬محاولة ‬لدعوة ‬سعيد ‬الى ‬الانضباط ‬نتيجة ‬حماسه ‬المفرط ‬في ‬الدفاع ‬عن ‬القضية ‬الفلسطينية ‬في ‬مختلف ‬المنابر ‬والخوف ‬من ‬امتداد ‬العدوى ‬في ‬الشارع ‬العربي ‬وهي ‬مسألة ‬لا ‬نلغيها ‬ولكن ‬لا ‬نعتبرها ‬تمثل ‬السبب ‬الاساسي ‬بالنظر ‬الى ‬ان ‬ادارة ‬الرئيس ‬ترامب ‬لا ‬تولي ‬اهتماما ‬يذكر ‬لمواقف ‬الدول ‬العربية ‬التي ‬استهزأ ‬بها ‬اكثر ‬من ‬مرة ..‬نقول ‬هذا ‬الكلام ‬ولكن ‬نعتبر ‬ان ‬الديبلوماسية ‬التونسية ‬اليوم ‬في ‬حالة ‬تستوجب ‬استعادة ‬الوعي ‬الغائب.. ‬
عبد ‬الوهاب ‬الهاني: ‬ما ‬حدث ‬خطير ‬ويستوجب ‬توضيحا ‬من ‬الرئيس ‬
و ‬في ‬محاولة ‬لقراءة ‬ما ‬يدور ‬في ‬ذهن ‬الرئيس ‬سالنا ‬الاستاذ ‬عبد ‬المجيد ‬الهاني ‬عن ‬اسباب ‬وتداعيات ‬ما ‬حدث.. ‬
الاستاذ ‬عبد ‬الوهاب ‬الهاني ‬افادنا ‬من ‬جنيف ‬وفي ‬تعليق ‬على ‬ما ‬حدث ‬يمكن ‬وصفه ‬بفضيحة ‬دولة ‬على ‬حد ‬تعبيره ‬وانه ‬على ‬درجة ‬من ‬الخطورة .. ‬ويعتبر ‬محدثنا ‬ان ‬التصريحات ‬المنسوبة ‬لمصدر ‬مطلع ‬برئاسة ‬الجمهورية ‬لم ‬يُفصح ‬عن ‬اسمه، ‬على ‬العادة ‬القديمة ‬التي ‬كانت ‬تتبعها ‬حليمة ‬أيام ‬النظام ‬السابق.. ‬لا ‬تُطمئن ‬ولا ‬تُبدِّد ‬الشكوك ‬والمخاوف، ‬بل ‬تؤكد ‬ما ‬تم ‬تداوله ‬منذ ‬يوم ‬أمس ‬حول ‬علاقة ‬إقالة ‬سفيرنا ‬المندوب ‬الدائم ‬لتونس ‬لدى ‬المنتظم ‬الأممي ‬السفير ‬منصف ‬بعتي ‬على ‬وجه ‬السرعة ‬بمشروع ‬القرار ‬الذي ‬تم ‬توزيعه ‬على ‬الدول ‬الأعضاء ‬في ‬مجلس ‬الأمن ‬لإدانة ‬ما ‬سمي ‬بصفقة ‬القرن ‬بلغة ‬حازمة ‬مستوحاة ‬من ‬مواقف ‬تونس ‬الثابتة ‬ومن ‬الموقف ‬العربي ‬المشترك ‬المبني ‬على ‬دعم ‬القضية ‬الفلسطينية ‬والمناداة ‬بإيجاد ‬حل ‬عادل ‬لمعاناة ‬الشعب ‬الفلسطيني ‬على ‬قاعدة ‬الشرعية ‬الدولية.. ‬
و ‬اضاف ‬ان ‬الإشارة ‬الواردة ‬في ‬التوضيح ‬المنسوب ‬لمصدر ‬الرئاسة ‬والتي ‬تشير ‬لاحترام ‬المصالح ‬العليا ‬للدولة ‬يفتح ‬الباب ‬أمام ‬التأويلات ‬المختلفة ‬التي ‬أشارت ‬لضغوطات ‬مارستها ‬إدارة ‬الرئيس ‬ترامب ‬في ‬اتجاه ‬إقالة ‬سفير ‬تونس ‬لدى ‬المنتظم ‬الأممي..‬وخلص ‬الى ‬انه ‬كل ‬ذلك ‬ياتي ‬في ‬سياق ‬استقالات ‬وإقالات ‬متواترة ‬في ‬الديوان ‬الرئاسي، ‬وفي ‬غياب ‬رئيس ‬الجمهورية ‬الذي ‬منعه ‬المرض ‬عن ‬السفر ‬لأديس ‬أبيبا ‬للمشاركة ‬في ‬القمة ‬الإفريقية.. ‬واعتبر ‬الهاني ‬انه ‬في ‬غياب ‬توضيح ‬صريح ‬منه ‬رئيس ‬الجمهورية، ‬وهو ‬المسؤول ‬عن ‬السياسة ‬الخارجية، ‬خاصة ‬وتونس ‬ترأس ‬الجامعة ‬العربية ‬وتمثل ‬المقعد ‬العربي ‬والصوت ‬العربي ‬الوحيد ‬في ‬مجلس ‬الأمن ‬ما ‬يفتح ‬المجال ‬لكل ‬التاويلات .. ‬خاصة ‬وأن ‬بلادنا ‬تميزت ‬بموقفها ‬الرافض ‬لما ‬سمي ‬بصفقة ‬القرن ‬في ‬البلاغ ‬الرسمي ‬لوزارة ‬الخارجية، ‬وفي ‬تصريحات ‬كاتب ‬الدولية ‬للخارجية ‬المكلف ‬بمهام ‬وزير ‬الخارجية ‬بالنيابة ‬في ‬الاجتماع ‬الوزاري ‬الطارئ ‬لجامعة ‬الدول ‬العربية ‬وفي ‬تصريحات ‬رئيس ‬الجمهورية.. ‬ودعا ‬الهاني ‬رئيس ‬الجمهورية ‬أن ‬يوضح ‬الأمر ‬دون ‬مواربة ‬وأن ‬يقوم ‬بالخطوات ‬العاجلة ‬لإصلاحه، ‬أو ‬يسارع ‬بتعيين ‬سفير ‬جديد ‬لدى ‬الأمم ‬المتحدة ‬بنيويورك ‬لتواصل ‬تونس ‬تحمل ‬مسؤولياتها ‬في ‬الدفاع ‬عن ‬العدل ‬وعن ‬الأمن ‬وعن ‬السلم ‬في ‬العالم..‬
لسنا ‬نريد ‬صب ‬الزيت ‬على ‬النار ‬ولا ‬اصطياد ‬السقطات ‬كما ‬سبق ‬لرئيس ‬الدولة ‬ان ‬صرح ‬في ‬حديثه ‬بمناسبة ‬انقضاء ‬99 ‬يوما ‬على ‬توليه ‬الرئاسة، ‬ولكن ‬ما ‬حدث ‬خلال ‬الساعات ‬القليلة ‬الماضية ‬يفاقم ‬الارتياب ‬ويؤكد ‬حالة ‬الاتباك ‬التي ‬تعيشها ‬الديبلوماسية ‬التونسية ‬ويعزز ‬القناعة ‬بشأن ‬ضياع ‬البوصلة ‬منذ ‬اقالة ‬وزير ‬الخارجية ‬السابق ‬خميس ‬الجهيناوي ‬دون ‬توضيحات ‬رسمية ‬باستثناء ‬ما ‬صرح ‬به ‬الصحفي ‬عبد ‬الباري ‬عطوان ‬بعد ‬لقائه ‬رئيس ‬الدولة ‬بأن ‬الجهيناوي ‬مطبع .‬وهو ‬ما ‬يعني ‬ان ‬مواقفه ‬وقناعاته ‬غير ‬قناعات ‬الرئيس ‬الذي ‬اعتبر ‬منذ ‬اول ‬خطاب ‬له ‬ان ‬التطبيع ‬جريمة ‬وخيانة.. ‬
غموض ‬على ‬الغموض ‬
على ‬ان ‬ما ‬يفاقم ‬الغموض ‬ويفتح ‬المجال ‬لكل ‬التاويلات ‬ان ‬اقالة ‬مندوب ‬تونس ‬لدى ‬الامم ‬المتحدة ‬وهو ‬ديبلوماسي ‬يكاد ‬يحظى ‬بالاجماع ‬بشأن ‬كفاءته ‬انه ‬ياتي ‬بالتزامن ‬مع ‬الاعلان ‬عن ‬استعداد ‬الرئيس ‬الفلسطيني ‬للتوجه ‬الى ‬نيويورك ‬لاعلان ‬رفض ‬صفقة ‬القرن ‬والاستناد ‬الى ‬الموقف ‬العربي ‬والمشروع ‬الذي ‬قدمته ‬تونس ‬واندونسيا ‬والذي ‬يفترض ‬انه ‬مشروع ‬اتفقت ‬حوله ‬الدول ‬العربية ‬والاسلامية ‬والافريقية ‬وانه ‬يحظى ‬باجماع ‬هذه ‬الدول.. ‬واذا ‬كان ‬من ‬حق ‬رئيس ‬الدولة ‬ممارسة ‬صلاحياته ‬الدستورية ‬في ‬التعيين ‬والاقالة ‬وفق ‬ما ‬يعتبره ‬متماشيا ‬مع ‬مصلحة ‬تونس ‬وسيادتها ‬فإن ‬الحقيقة ‬لم ‬نجد ‬تفسيرا ‬مقنعا ‬لهذه ‬الاقالة ‬سواء ‬تعلق ‬الامر ‬بدوافعها ‬او ‬بتوقيتها ‬وستظل ‬الاقالة ‬مجالا ‬مفتوحا ‬لكل ‬القراءات ‬طالما ‬التزم ‬الرئيس ‬بالصمت ‬واثر ‬الغياب ‬عن ‬المشهد ‬ربما ‬في ‬انتظار ‬زوال ‬الازمة ‬وتعيين ‬مندوب ‬جديد ‬لتونس ‬في ‬الامم ‬المتحدة ‬لمواصلة ‬ما ‬بقي ‬من ‬المدة ‬في ‬مجلس ‬الامن ‬الدولي ..‬اليوم ‬يتغيب ‬سعيد ‬عن ‬القمة ‬الافريقية ‬بسبب ‬المرض ‬الذي ‬منعه ‬من ‬السفر ‬الى ‬اديس ‬ابابا ‬وهو ‬موعد ‬اخر ‬يغيب ‬عنه ‬رئيس ‬الجمهورية ‬لفتح ‬المجال ‬للاصدقاء ‬قبل ‬الخصوم ‬والاعداء ‬لاثارة ‬التساؤلات ..‬وان ‬كنا ‬نتمنى ‬له ‬الشفاء ‬فاننا ‬ننتظر ‬توضيحا ‬يشفي ‬الغليل ‬لما ‬يحدث ‬للديبلوماسية ‬التونسية ‬التي ‬تعددت ‬كبواتها ...‬
و ‬لاشك ‬ان ‬الاغرب ‬انه ‬قد ‬سبق ‬لمندوب ‬فلسطين ‬الدائم ‬لدى ‬الأمم ‬المتحدة ‬رياض ‬منصور ‬أن ‬اعلن ‬عن ‬حضور ‬الرئيس ‬محمود ‬عباس ‬الاثنين ‬المقبل ‬الى ‬نيويورك ‬ليلقي ‬كلمته ‬أمام ‬أعضاء ‬مجلس ‬الأمن ‬الدولي ‬الثلاثاء ‬وذلك ‬‮«‬بالتنسيق ‬الكامل ‬مع ‬تونس ‬الممثل ‬العربي ‬في ‬المجلس، ‬وكذلك ‬مع ‬ممثل ‬الدول ‬الإسلامية ‬مندوب ‬إندونيسيا ‬سيتم ‬تقديم ‬مشروع ‬قرار ‬للتصويت ‬عليه ‬في ‬جلسة ‬مجلس ‬الأمن‮»‬..‬ويبدو ‬ان ‬الرئيس ‬الفلسطيني ‬واثق ‬من ‬الموقف ‬التونسي ‬ويعول ‬على ‬هذا ‬المشروع ‬للرد ‬ديبلوماسيا ‬على ‬صفقة ‬القرن ..‬
و ‬لا ‬شك ‬ان ‬لقائمة ‬الاستقالات ‬ضمن ‬فريق ‬مستشاري ‬الرئيس ‬منذ ‬تنصيبه ‬والذي ‬بلغ ‬ثلاث ‬استقالات ‬حتى ‬الآن ‬يمكن ‬ان ‬يعكس ‬حالة ‬التخبط ‬والارتباك ‬الحاصلة ‬في ‬ظل ‬التناقضات ‬والاخطاء ‬وربما ‬الصراعات ‬التي ‬تحدث ‬حول ‬الرئيس ‬سعيد ‬في ‬غياب ‬ربما ‬وجود ‬اصحاب ‬الخبرة ‬بالشان ‬الديبلوماسي ‬الذين ‬يمكنه ‬الاستناد ‬على ‬رايهم ‬حتى ‬تكون ‬تونس ‬صوت ‬الحكمة ‬القوي ‬و ‬المدافع ‬عن ‬الحق ‬و ‬العدالة ‬الدولية ...‬
ماذا ‬حدث ‬؟
من ‬المهم ‬الاشارة ‬الى ‬ان ‬صحيفة ‬لوفيغارو ‬الفرنسية ‬كانت ‬اول ‬من ‬نشر ‬خبر ‬اقالة ‬او ‬سحب ‬او ‬دعوة ‬مندوب ‬تونس ‬الدائم ‬المنصف ‬البعتي ‬في ‬الامم ‬المتحدة ‬و ‬بررت ‬المصادر ‬الرسمية ‬قرار ‬إعفاء ‬البعتي ‬‮«‬بضعف ‬الأداء ‬وغياب ‬التنسيق‮»‬ ‬حول ‬مشروع ‬قرار ‬ضد ‬خطة ‬السلام ‬الأميركية ‬في ‬الشرق ‬الأوسط... ‬وكانت ‬مصادر ‬دبلوماسية ‬في ‬الأمم ‬المتحدة ‬كشفت ‬الخميس ‬أنه ‬تم ‬وضع ‬حد ‬لمهام ‬البعتي ‬على ‬خلفية ‬موقفه ‬من ‬مشروع ‬قرار ‬فلسطيني ‬يدين ‬خطة ‬السلام ‬الأميركية ‬التي ‬أعلن ‬عنها ‬أخيرا. ..‬
وتم ‬تعيين ‬المنصف ‬البعتي ‬في ‬سبتمبر ‬الماضي ‬من ‬طرف ‬الرئيس ‬المؤقت ‬محمد ‬الناصر ‬أثناء ‬تولي ‬خميس ‬الجيهناوي ‬وزارة ‬الشؤون ‬الخارجية. ‬وظل ‬البعتي ‬ناشطا ‬في ‬الأوساط ‬الدبلوماسية ‬أثناء ‬تقاعده ‬بصفته ‬رئيس ‬‮«‬الجمعية ‬التونسية ‬للأمم ‬المتحدة‮»‬. ‬وقال ‬البعض ‬ان ‬البعتي ‬ذهب ‬أبعد ‬مما ‬أرادت ‬السلطات ‬التونسية ‬في ‬ملف ‬الشرق ‬الأوسط، ‬وقدم ‬دعما ‬كبيرا ‬للفلسطينيين ‬يهدد ‬بإفساد ‬العلاقة ‬بين ‬تونس ‬والولايات ‬المتحدة.. ‬ولم ‬يشارك ‬الخميس ‬في ‬الاجتماع ‬بين ‬عرّاب ‬صفقة ‬القرن ‬جاريد ‬كوشنر ‬ومجلس ‬الأمن. .. ‬
اما ‬بيان ‬وزارة ‬الخارجية ‬الذي ‬نشر ‬على ‬صفحتها ‬الرسمية ‬على ‬موقع ‬‮«‬فيسبوك‮»‬ ‬فيذكر ‬أن ‬قرار ‬إعفاء ‬المندوب ‬الدائم ‬لدى ‬منظمة ‬الأمم ‬المتحدة ‬يعود ‬‮«‬لاعتبارات ‬مهنية ‬بحتة ‬تتعلق ‬بضعف ‬الأداء ‬وغياب ‬التنسيق ‬والتفاعل ‬مع ‬الوزارة ‬في ‬مسائل ‬هامة ‬مطروحة ‬للبحث ‬في ‬المنتظم ‬الأممي‮»‬. ‬وأشار ‬البيان ‬الى ‬أن ‬‮«‬عضوية ‬تونس ‬غير ‬الدائمة ‬بمجلس ‬الأمن ‬تقتضي ‬التشاور ‬الدائم ‬والتنسيق ‬المسبق ‬مع ‬الوزارة ‬بما ‬ينسجم ‬مع ‬مواقف ‬تونس ‬المبدئية ‬ويحفظ ‬مصالحها‮»‬. ‬وهو ‬ما ‬لا ‬يمكن ‬اعتباره ‬ادانة ‬للديبلوماسي ‬المتقاعد ‬بقدرما ‬يمكن ‬اعتباره ‬ادانة ‬للوزارة ‬التي ‬كان ‬يفترض ‬ان ‬يتبين ‬الامر ‬وان ‬تجنب ‬تونس ‬هذه ‬الإحراجات ..‬
‬اسيا ‬العتروس


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.