مع دخول الحجر الصحي الشامل يومه الرابع، مازالت تصلنا نفس الصور المستفزة، والمشاهد الصادمة، من مختلف مناطق الجمهورية، بما يعكس عدم الالتزام بالإجراءات ، ويطرح أكثر من نقاط استفهام، حول عدم وعي البعض بعد بان الوضع في منتهى الحساسية والدقة، في ظل التطورات والمستجدات المتلاحقة. ورغم تفشي فيروس كورونا يوم بعد اخر، وتزايد عدد الإصابات، بشكل محير ومخيف، بعد ارتفاع عدد الحالات المؤكدة إلى 173، مازال البعض مصر على استهتاره ، ولا مبالاته، متجاهلا السيناريوهات المرعبة، التي يمكن أن تسببها تصرفاتهم غير المسؤولة. لا ندري عن أي حجر نتحدث، الحركة على أغلب الطرقات، نشاط اغلب الأسواق يكاد يكون عاديا، الاكتظاظ في كل مكان، في مراكز البريد المحلات والمعتمديات، وبعض المقاهي مازالت تعج بمرتاديها و"شيشتها". الغريب أن تحرير مئات المخالفات والمحاضر، وإصدار قرارات غلق عشرات المقاهي، لم "يزحزح" البعض الذين واصلوا نشاطهم، علنيا وحتى "خلسة"، في تجاوز صارخ للقانون، وعدم احترام لاجراءات الحجر الصحي الشامل ، وهم لا يعلمون ان هذه السلوكيات تهدد سلامة ملايين المواطنين "الأبرياء"، وتعرض البلاد لمخاطر لا تحتمل. هذا الاستهتار، وعدم الالتزام بالحجر الصحي الذاتي، وهروب البعض الآخر من فضاءات الحجر الصحي الاجباري، أدى إلى تفشي الفيروس، وانتشار عديد البؤر، مما أدى إلى إصابة عدد من الأطباء ودخول عشرات من الإطارات الطبية وشبه الطبية في حجر، اضافة الى غلق أقسام بمستشفيات ومصحات، في سيناريو خطير كان يمكن تجنبه وتفاديه. يبدو أننا شعب لا يستخلص العبر والدروس ، مما يصلنا على مدار الساعة، من صور حزينة ومؤلمة ومأساوية، من فرنسا وإيطاليا ، حيث تفوح رائحة الموت، ويحصد الوباء القاتل يوميا مئات الأرواح، دون الوداع الأخير ، في مشاهد مزلزلة لجنائز صامتة، وآلاف يلقون، يوميا، النظرة الأخيرة على ذويهم وآحبائهم من شرفات منازلهم. لا شيء يبرر الخروقات والتجاوزات، فما بالك لما يتعلق الأمر حتى باحتجاجات ليلية "كورونية"... فلا تستهينوا بهذا المارد القاتل... ولا تحفروا قبوركم وقبور احبائكم بايديكم.