يستثن الوباء اي دولة قوية كانت او نامية او حتى في طور النمو ليكون القاسم المشترك بين غالبية دول العالم الانتشار السريع للفيروس وما خلفه من ضحايا بين وفيات و إصابات. وفي ظل مخاطر الوباء القاتل حتم الوضع الحالي التأكيد عل وحدة المصير الدولي وعلى التضامن بين مختلف البلدان لمجابهة هذه الجائحة حيث وجدت بعض المبادرات من دول دون غيرها او هيئات ومؤسسات اقتصادية كبرى على غرار المبلغ الهام الذي رصده مجمع الماجدة القطرية لمعاضدة جهود الدولة في هذا الظرف الحساس,او تبرع تركيا ب100 ألف شريحة لفحص كورونا و70 جهاز تنفس صناعي، او وعود بمساعدات من المجلس التونسي الصيني للتعاون وذلك بتقديم مساعدات طبية لتونس لمواجهة وباء الكورونا ستصل قيمتها الى 25 مليار من المليمات وتتمثل في معدات وآلات طبية واجهزة تنفس وكميات كبيرة من الكمامات، او طائرات الشحن الأردنية المحملة بالأدوية والتي وصلت بلدنا منذ أسابيع قليلة وغيرها، اوعود من هذه الدولة أو تلك بمساعدات طبية وذلك في خطوة نحو تثبيت للعلاقات التي تجمعها بتونس ومشاركتها في المد التضامني لمواجهة كورونا في بلادنا. في المقابل غابت دول أخرى عربية صديقة وشقيقة تجمعنا بها علاقات اقتصادية ودبلوماسية قديمة في الزمن رغم إعلانها في عديد المرات عبر كبار مسؤوليها الوقوف إلى جانب تونس بكل السبل التي تدعي وقوفها إلى جانب تونس خاصة وان وضعها المالي أكثر من مستقر ان لم نقل ممتاز. فهل ستعيد كورونا بناء خارطة العلاقات الدبلوماسية العربية من جديد مثلما سيكون الشأن في الاتحاد الأوروبي؟.